فتحي باشاغا .. وزير داخلية حكومة الوفاق يرتكب الفظائع داخل المعتقلات
اتهامات عديدة تطال وزير داخلية حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا فيما يتعلق بانتهاك حقوق الإنسان في حق عدد كبير من المعتقلين في السجون التابعة لحكومة الوفاق لا سيما سجن معيتيقة سيئ السمعة.
الحرب في ليبيا قضت على الأخضر واليابس حيث خلفت وراءها الاف من القتلى حيث بلغ العام المنصرم فقط 4387 قتيلا، فيما بلغ إجمالي أعداد النازحين والمهجرين، 342.000 شخص مهجر ونازح من مدن ليبية متعددة. الأمر الذي يهدد حقوق الإنسان في ليبيا، التي انتهكت في وضح النهار، مما يجعل الياس يسيطر على عدم انصلاح الوضع بليبيا.
وبما أن فتحي باشاغا هو المسؤول الأول عن إدارة الملف الأمني في العاصمة طرابلس، فقد اتهمته العديد من المنظمات الحقوقية بارتكاب تجاوزات عديدة في حق عدد من المعتقلين والذين تم اعتقالهم بشكل غير شرعي، وإشرافه بنفسه على تعذيب هؤلاء المعتقلين في السجون الليبية لدرجة تصل لكونها جرائم ضد الإنسانية.
اعتقالات واختطاف
وفضلًا عن تهم التعذيب داخل المعتقلات، فإن باشاغا تلاحقه اتهامات أخرى متعلقة باختطاف المدنيين واحتجازهم قصريًا، كان آخرها عملية اختطاف “رضا قرقاب”، مدير الإدارة العامة للرقابة المالية بديوان المحاسبة الليبي على يد عناصر تابعة لوزارة الداخلية في العاصمة طرابلس، مطلع شهر مايو المنقضي.
وفي شهر مارس الماضي، أعلنت شركة طيران “الخطوط الجوية الإفريقية” أن مليشيا مسلحة قامت باختطاف مدير عام الشركة علي ميلاد ضو -المنتمي لمدينة الزنتان- من أمام منزله بشارع (عمر المختار) وسط العاصمة طرابلس أثناء عودته للمنزل، مؤكدة أن الاتصال به لا يزال مفقودا ولم يتم تحديد مكانه بعد. وحملت الشركة في بيانها وزير الداخلية فتحي باشاغا المسؤولية.
وفي شهر مايو الماضي قام مرتزقة موالين لتركيا في منطقة تسيطر عليها الميليشيات التابعة لحكومة فائز السراج، باختطاف فتاة تدعى وصال عبد الحفيظ من منزلها، بعدما هاجم أربعة أشخاص، من بينهم عناصر من المرتزقة المواليين لتركيا، منزل عائلة عبدالحفيظ ميينة، الواقع بمنطقة الكريمية في العاصمة طرابلس.
وحمل ناشطون حكومة السراج مسؤولية الأوضاع التي يعاني منها الليبيون خلال الأعوام الماضية، فقال محمد الجالي: “وصال هي ضحية من ضحايا السراج وباشاغا الذين جلبوا المرتزق السوري والتركي إلى العاصمة طرابلس، فكم من وصال تم خطفها على أيدي هؤولاء ومن ساندهم مِن مَن أعتقدت بإنهم أبناء بلدها”.
استمرار الاعتقالات العشوائية
وكانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، قد أعربت عن قلقها، محذرة “داخلية فتحي باشاغا” من استمرار الاعتقالات العشوائية على أساس الهوية الاجتماعية والمواقف السياسية التي تمارس من قبل تشكيلات مسلحة تابعة له.
وأكدت اللجنة على أن هذه الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق الصحفيين والإعلاميين والمدونين، تعدّ خرقا لالتزامات ليبيا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والمتعلقة بالحق في الحرية وأمن الأشخاص وحرية الرأي والتعبير، وانتهاكا صارخا للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والثقافية.
علاقة باشاغا وعبد الرؤوف كاره
وأكد موقع (سكاي نيوز عربية) على أن ميليشيا “قوات الردع الخاصة” بقيادة عبد الرؤوف كاره تتبع في الأساس لتوجهات وتعليمات فتحي باشاغا ، وهي من أبرز الميليشيات في منطقة غرب ليبيا، التي يحاول الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تطهيرها من الإرهاب المستشري فيها منذ فبراير 2011.
ويشرف كاره على عمليات التعذيب التي يمارسها بنفسه ضد المعتقلين في سجن معيتيقة، ويساعده في ذلك محمود حمزة، آمر ميليشيات 2020، أو ما تعرف بـ”الزلزال”، وهو أيضا المتحدث الرسمي سابقا باسم “قوات الردع”.
وسيطر كارة وميليشياته على قاعدة معيتيقة العسكرية، وتم تحويل جزء منها إلى مطار مدني بعد تدمير ميليشيات “الصمود” التابعة للإرهابي المطلوب دوليا صلاح بادي مطار طرابلس الدولي عام 2014، ضمن عمليات “انقلاب فجر ليبيا”، وتضم القاعدة سجنا ضخما تسيطر عليه مليشيات “الردع”.
باشاغا يقتلع أعين معتقل
وسجل الشاب رجب المقرحي الذي تعرض للتعذيب في سجن معيتيقة مقطع فيديو اتهم فيه وزير الداخلية بحكومة الوفاق غير الشرعية بأنه قام باقتلاع عينه بملعقة، موجهًا رسالته التي تُفند تفاصيل الواقعة إلى الأمم المتحدة، مطالبًا بإخضاع مرتكبي هذه الجريمة للمساءلة القانونية.
ووجه المقرحي، في المقطع المرئي رسالته إلى الأمم المتحدة، قائلاً: “في صيف عام 2019م، احتُجزت أنا رجب المقرحي بمركز الاحتجاز معيتيقة سوق الجمعة طرابلس تعرضت للعنف الجسدي المنتظم والتعذيب طوال فترة وجودي في السجن مما أدى لإصابتي بجروح جسدية أدت إلى اقتلاع عيني”.
وروى المقرحي، أن باشاغا جاء إلى السجن الذي كان به، قائلاً: “أجد صعوبة في تحديد موعد وصول الوزير بالضبط، فكنت محتجزًا في ظروف غير إنسانية ولم أتمكن من تتبع التواريخ بدقة، وأثناء زيارة فتحي باشاغا تم إحضاري برفقة سجناء آخرين، إلى رئيس السجن آمر ميليشيا الردع عبدالرؤوف كاره”.
وأفاد المقرحي، أنه في القاعة التي تم تقله إليها، كان هناك بالإضافة إلى الحراسات عبدالرؤوف كاره وفتحي باشاغا، قائلاً: “طوال ذلك الوقت كانت يدي مكبلتين بالأصفاد، دون أن يطرح علي أي سؤال اقترب فتحي باشاغا وأرغمني كي أجثو على ركبتي ثم ثبت رأسي، حينها رأيته ممسكًا بملعقة وقربها نحو وجهي، وفي اللحظة التالية شعرت بألم حاد ثم فقدت الوعي”.
وتابع: “عندما عدت إلى وعي في الزنزانة تبين لي أنه تم فقع عيني، وأكد السجناء الذين كانوا معي في وقت الحادثة أن فتحي باشاغا اقتلع عيني بالملعقة التي كان يُمسك بها ولم يتم تقديم المساعدة الطبية المطلوبة لي”.
فيلم شوغالي يكشف الحقائق
قبل أيام تم عرض فيلم “شوغالي” وهو الفيلم الذي يتحدث عن قيام حكومة الوفاق باختطاف عالم اجتماع روسي يدعى مكسيم شوغالي ومترجمه سامر سويفان ويقبعان حاليًا داخل المعتقل منذ أكثر من عام دون تقديم أي دليل على الاتهامات الموجهة إليهما.
وفي هذا الصدد يقول صندوق حماية القيم الوطنية الروسي، ألكسندر مالكيفيتش إن باشاغا هو “الجلاد”: ” لقد قام شخصيًا بتعذيب السجناء في سجن معيتيقة، بمن فيهم مواطن ليبي محدد قام باشاغا بضغط ملعقة في عينيه أثناء عمليات الاستجواب بالتلذذ، ونحن على اتصال بهذا الشخص الليبي، وسنساعده في مقاضاة الوفاق في محكمة دولية، وسندعمه بالحماية القانونية، ولدينا كمية كبيرة من المواد حول الفظائع التي يرتكبها الجلادون والقتلة في ليبيا”.
ويشدد مالكيفيتش بامتلاكهم للعديد من الفظائع المهولة التي تحدث في ليبيا الحديثة والتي تم تصويرها في الفيلم الروائي شوغالي، والذي تم عرضه ويمكن للجميع مشاهدته، مؤكدًا أن كل ما يظهر في هذا الفيلم موثق بالدليل، ويمكن أن يقال إنه فيلم وثائقي حيث يظهر الصورة الحقيقية للوضع في ليبيا.
ويرى مراقبون أن حكومة الوفاق أشد وحشية من اي نظام ليبي سابق، وتفوقت في ظلم الأخرين على حكومة القذافي التي تعتبر من اشد الانظمة قسوى، ونبهوا إلى ان حكومة الوفاق لا تصلح لادارة ليبيا بسبب تطرفها في العنف بجانب قيامها بالحبس التعسفي، فضلاً عن عمليات الابتزازات، وقالوا أنها بارعة في التكيل وتعذيب من يقع في يدها. وان القذافي بجبروته وقسوته يعتبر افضل حالاً مما يسمون أنفسهم حكومة الوفاق.