فيروس كورونا العراق .. رمضان مختلف وطقوس تًلغى
الخوف من تفشي فيروس كورونا في العراق والإجراءات الحكومية المتخذة للوقاية منه كفرض حظر التجوال الجزئي، ومنع التجمعات، وإغلاق المساجد، أثرت بشكل مباشر وأدت لإلغاء تقاليد متبعة كانت تعتبر هوية لشهر رمضان في طول البلاد وعرضها
حيث امتدت تأثيرات الوقاية من فيروس كورونا في العراق إلى إلغاء تقاليد رمضانية كانت متبعة منذ عقود، وتحديد عادات اجتماعية متوارثة لم يتركها العراقيون في ظل أصعب ظروف مرت بها البلاد سابقا.
صلاة التراويح
ياسين الجبوري (62 عاما) يسكن منطقة الفضل في العاصمة بغداد، قال إنه منذ صغره لم تمنعه الظروف التي مرت على البلاد من الذهاب إلى المسجد عقب الإفطار، لأداء الصلوات وقراءة القرآن، لكنه أجبر في رمضان الحالي على القيام بذلك في المنزل.
وأضاف الجبوري “الذهاب إلى المسجد هو من أبرز العبادات التي اعتدت عليها منذ صغري. لم أتخلف عن الصلاة في المسجد خلال شهر رمضان إلا هذا العام بسبب جائحة كورونا، وهذا شيء مؤسف جدا”.
وتابع الجبوري: “كان على الحكومة أن لا تغلق المساجد بشكل نهائي، هناك حلول، منها إلزام الجميع بشروط السلامة ومنع انتشار العدوى، وهذا كان ممكنا، فالجميع لديهم وعي لخطورة المرض”.
اكتظاظ الأسواق بالمتبضعين
اكتظاظ الأسواق بالمتبضعين قبل وقت الإفطار كان من أبرز العادات التي تشكل هوية شهر رمضان في العراق لكنها ألغيت حاليا في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.
وقالت زكية حمدي (55 عاما) وهي ربة منزل: “فقدنا عادات جميلة في شهر رمضان الحالي، لم أكن أتوقع يوما أن أكتفي بيوم واحد في الأسبوع للذهاب إلى السوق خوفا من عدوى كورونا“.
وأضافت حمدي، أن “غالبية النساء يستمتعن بالتسوق بشكل يومي قبل الإفطار، أما الآن فهذه العادة أصبحت ملغاة، الجميع خائف من الإصابة بالفيروس وخصوصا كبار السن، لذلك أوكلت مهمة التسوق لدى الكثير من العائلات إلى صغار السن والأصحاء”.
احتفالات الإفطار الجماعي
وانعكست المخاوف من تفشي الوباء العالمي على التقاليد الاجتماعية للعائلة العراقية خلال شهر رمضان ومن أهمها التجمعات والزيارات وإقامة احتفالات الإفطار الجماعي التي تم حظرها ذاتيا.
وقالت جميلة الكعبي (40 عاما): “للمرة الأولى نضطر إلى التخلي طواعية عن عادات وتقاليد لطالما رافقتنا خلال شهر الصيام، منها تجمع العائلة والأقارب بعد الإفطار وإقامة الولائم وموائد الإفطار الرمضانية”.
وأوضحت الكعبي (ربة منزل) “زوجي يعاني من أمراض القلب، وبحسب الإرشادات الصحية، قررنا عدم استقبال أي زائر سواء من الأصدقاء أو الأقارب خوفا من العدوى، خصوصا في رمضان حيت كنا نلتقي بشكل يومي سواء للإفطار معا أو بعد الإفطار”.
وتفرض السلطات العراقية حظرا للتجوال يبدأ بعد الإفطار وينتهي عند الساعة السادسة بتوقيت بغداد في اليوم التالي، في مسعى للحد من حركة المدنيين بهدف السيطرة على الوباء.
الأمسيات الرمضانية
الأمسيات الرمضانية والأنشطة الاجتماعية المختلفة طالها أيضا حصار كورونا، فقد تم إلغاء دور المسحراتي، ومنعت إقامة التجمعات الثقافية، والمسابقات، والفعاليات الدينية.
وقال جميل الحسني، وهو مسحراتي كان يعمل في منطقة بغداد الجديدة، شرقي العاصمة: “لأول مرة منذ 20 عاما أتوقف عن ممارسة مهنتي خلال رمضان، بسبب فرض حظر التجوال ضمن تدابير مواجهة كورونا”.
وأضاف الحسني ، أن “المسحراتي من الموروث الاجتماعي المرتبط برمضان، لذلك دأبت طيلة السنوات الماضية على المحافظة على هذا الموروث”.
وحتى صباح الإثنين، بلغ إجمالي الإصابات بفيروس “كورونا” في العراق 2085، بينها 93 حالة وفاة، و1375 حالة شفاء، وفقا لآخر إحصائية لوزارة الصحة، وذلك وفقًا لما ذكرته وكالة (الأناضول) للأنباء.