فيروس كورونا مصر .. أزمة صحية في طريقها للتحول إلى سياسية

إجراءات احترازية في الشارع المصري خشية كورونا \ Middle East Monitor
2

انتشار فيروس كورونا في مصر خلف حتى صباح اليوم الأحد 6193 إصابة مؤكدة رسميًا، فيما بلغ عدد الوفيات 415 حالة.

وباتت الأوضاع الصحية في مصر تشكل تهديدًا سياسيًا لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفقًا لما نقله موقع (عربي 21) عن مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية.

وأجرت المجلة تقريرًا تحدث عن الأوضاع الصحية في مصر، مشيرة إلى أن الوباء أظهر أوجه الفشل للحكومة التي “لطالما أهملت القطاع الصحي”.

وأضاف التقرير أنه “فيما لو استمر فيروس كورونا في مصر من الانتشار السريع، فستكون مجرد مسألة وقت قبل أن تتفجر الأزمة الصحية الحالية وتتحول إلى أزمة سياسية”.

الوباء مازال في بداياته

وعاد تقرير المجلة بالزمن إلى الوراء قليلًا وتحديدًا في منتصف مارس حينما كانت توجد في مصر 126 حالة مؤكدة من الإصابات بفيروس كورونا، ومع وصولنا منتصف شهر أبريل الماضي زاد العدد ليصبح أكثر من 2700. وبعد أسبوع، نمت الحالات بما يزيد عن الثلث.

وشدد التقرير على أن الوباء مايزال في بداياته إلا أن النظام الصحي في مصر يشهد حالة من الضعف والإعياء، فضلًا عن المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها عموم الناس في البلاد، فالاقتصاد الذي يعاني أصلا من مشاكل منذ زمن والحكومة التي لم تعتبر الإنفاق على الخدمات الصحة من أولوياتها، كل ذلك يصب الزيت على النار.

وفيما لو استمر فيروس كورونا في انتشاره السريع، فستكون مجرد مسألة وقت قبل أن تتفجر الأزمة الصحية الحالية وتتحول إلى أزمة سياسية.

تردي الوضع الصحي

وأكد تقرير الصحيفة الأميريكية على الازدياد الحاد في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا والذي يعكس الوضع المتردي لنظام الرعاية الصحية في مصر.

ومضى في القول: “منذ الثامن والعشرين من إبريل تأكد وجود ما يقرب من خمسة آلاف حالة بينما توفي 359 مصاب بفيروس كورونا، وما من شك في أنه بسبب قلة الفحوصات التي يتم إجراؤها فلا يستبعد أن يكون الرقم الفعلي للإصابات أكبر من ذلك بكثير.

كما أورد التقرير وجود نقص حاد في عدد الأطباء والممرضين والعقاقير والمستلزمات الطبية والأسرة، الأمر الذي يجعل نظام الرعاية الصحية في مصر غير قادر على التعامل مع فيروس كورونا الذي ينتشر بصورة سريعة وأثبت أنه فتاك.

نقص في الأطباء والممرضين

ذكر تقرير مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أن تدني الأجور وسوء ظروف العمل في الحقل الطبي دفعت الكثير من الأطباء على مغادرة البلد، خلال الثلاث سنوات الماضية غادر عشرة آلاف طبيب، بحسب تقدير صادر عن نقابة الأطباء المصريين، التي كشفت عن وجود من بين 220 ألف طبيب مسجل ما يقرب من 120 ألفا يعملون خارج مصر.

لم يقتصر الأمر على الأطباء فحسب، حيث ذكرت الصحيفة أن المستشفيات الحكومية تعاني من نقص حاد في العاملين في التمريض يتراوح ما بين 55 ألفا وستين ألفا.

ويوجد في مصر 1.3 سرير مستشفى لكل ألف شخص مقارنة بما يقرب من 13 في اليابان وثمانية في ألمانيا وستة في فرنسا. ولذلك ليس مستغربا، كما ورد في تقرير لموقع الباروميتر العربي أن 31 بالمائة من المصريين فقط قالوا إنهم راضون عن البرنامج الإجمالي للرعاية الصحية الذي قدمته الحكومة في الفترة من 2018 إلى 2019، بما يمثل تراجعا يقترب من عشرين نقطة عما كان عليه الوضع في 2010.

إصابة الإطباء بالعدوى

13% هي نسبة الحالات المسجلة لإصابة الأطباء بفيروس كورونا في مصر، وهي تقريبا نفس النسبة التي سجلت في إيطاليا وإسبانيا. ورغم ما يشكله الحديث عن ذلك من خطورة عليهم، إلا أن بعض الأطباء لجأوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي لرفع مستوى الوعي بشأن ظروف العمل وسوء الإدارة والنقص في المواد والمستلزمات، بما يهدد -كما يقولون- حياتهم.

وأصبحت شائعة مقاطع الفيديو التي تصور العاملين في القطاع الطبي وهم يتظاهرون احتجاجا داخل ممرات المستشفيات. وإذا ما تفاقمت الأزمة، فقد تخفق المحاولات التي تبذل لكتم أصواتهم.

2 تعليقات
  1. […] جهة أخرى سجلت وزارة الصحة المصرية، 989 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الموجة الثانية من تفشي الوباء، بالإضافة إلى 57 […]

  2. […] حسمت دار الإفتاء المصرية الخلاف الذي دار بالفترة الماضية في أوساط الدعاة حول مصير المتوفى بفيروس كورونا المستجد. […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.