فيروس ( مدفعية الهاوتزر التركية ) يرعب سكان منطقة عرادة الليبية
فيروس كورونا يجتاح العالم بأسره و تتصدر أخباره عناوين نشرات الأخبار إلا في ليبيا التي ينتشر فيها فيروس نوع آخر إسمه ( مدافع الهاوتزر التركية ) إذ يواجه السكان المدنيين في منطقة عرادة الواقعة جنوب العاصمة الليبية طرابلس صنوفا من الخوف والرعب وذلك بسبب انتشار الأسلحة الثقيلة في كل أرجاء المنطقة، و وفقاً لشهود عيان من السكان المحليين فإن القوات التركية و بمساعدة أفراد من الحشد الميليشياوي تمركزت في كل ركن من مناطق : العرارات و معسكر العواشير و شرفة الملاحة و جامع الشاطر بعرادة جنوب العاصمة طرابلس و قد حصدت نيران المدافع أرواح المئات من السكان المحليين بحجة محاربة الإرهاب و مطاردة الإرهابيين و لكن في حقيقة الأمر فإن انتشار الأسلحة الثقيلة على شاكلة مدافع الهاوتزر وسط أحياء سكانية مكتظة بالمدنيين العزل هو صناعة الإرهاب وليس محاربته، فدوي المدافع يسمع من كل جانب في المدينة و نيرانها تحصد الأرواح والممتلكات فقد أعلن المستشار الإعلامي لوزارة الصحة بحكومة الوفاق، أمين الهاشمي، عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة خمسة آخرين في قصف للقوات التركية على منطقة عرادة في طرابلس و نشر مركز الطب الميداني والدعم أسماء القتيلين و المصابين الخمسة الذين سقطوا جراء قصف القوات التركية.
وبحسب بيان للمركز اليوم، تسبب القصف في وفاة كل من محسن محمد الشبو 29 سنة، وماجد عبدالله بالحاج 50 سنة.
كما أدى لإصابة محمد عادل المقرحي 12 سنة، وعلى شعبان الطوشي 33 سنة، وسالم عامر البوعيشي 35 سنة، وسيف النصر عامر البوعيشي 37، وعبد الحميد محمد النعمي 50 سنة.
سقوط المدنيين العزل ما بين قتيل وجريح يذكرنا بحديث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي سبق وأن حذر من مغبة إرسال قوات عسكرية أجنبية إلى ليبيا. وقال غويتريش في بيان سابق، إن “أي دعم أجنبي للأطراف المتحاربة” في ليبيا “لن يؤدي إلا إلى تعميق الصراع” في هذا البلد”. تصريحه هذا جعل الكثير من الأسئلة تثار حول الدور الذي تلعبه القوات التركية، التي قرر الرئيس رجب طيب أدروغان نشرها في هذا البلد المغاربي تدريجيا، باتفاق مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج.
وحسب أردوغان، فإن مهمة القوات التركية لن تكون قتالية، وإنما تتولى إدارة العمليات والتنسيق، دعما لقوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس. ولكن فيروس قصف مدفعية الهاوتزر التركية تكذب أردوغان الذي اعترف في تصريحات هي الأولى من نوعها، بسقوط قتلى من الجيش التركي في العمليات العسكرية التي تنفذها بلاده لدعم ميليشيات طرابلس في مواجهة الجيش الوطني الليبي.
وأكد الرئيس التركي أن سياسات أنقرة في سوريا وليبيا “ليست مغامرة، ولا خيارا عبثيا”. وأضاف: “ذهبنا إلى ليبيا بمقاتلين من الجيش الوطني السوري، ومازلنا مستمرين في قتالنا، كما سقط عدد من القتلى في صفوف الجنود الأتراك”
وكانت مصادر ليبية قد أكدت، في وقت سابق، مقتل ضابطين تركيين يحمل أحدهما رتبة رفيعة ومترجما سوريا، في قصف على ميناء طرابلس البحري.
وفي 10 يناير الماضي تحدثت مصادر مسؤولة في ليبيا عن مقتل 3 ضباط أتراك آخرين، وإصابة 6 في معارك طرابس، قبل إعلان وقف إطلاق النار 12 يناير الماضي.
وأوضحت المصادر أن الجثامين الثلاثة نقلت، في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، على متن طائرة تابعة لشركة الأجنحة المملوكة للإرهابي عبد الحكيم بلحاج، أمير الجماعة الليبية المقاتلة – فرع تنظيم القاعدة – إلى إسطنبول، عبر مطار معيتيقة.