في العراق.. مقتدى الصدر يمسك بخيوط تشكيل الحكومة والصراع يبلغ أشده
لا زالت الأوضاع السياسية في العراق معقدة للغاية لا سيما في ظل جدل تعيين رئيس الحكومة وانتشار فيروس كورونا في البلاد .
جدل مستمر
ولم يحدث أي اتفاق حاسم فيما يتعلق بتعيين رئيس للحكومة في البلاد في ظل الخلافات المتجددة بين الكتل السياسية المختلفة والتي يريد كل منها أن يتم تعيين رئيس الحكومة حسب وجهة نظره .
وحتى الآن لم تفضِ الحوارات المتسارعة التي تجريها الكتل الرافضة لتكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة، إلى أي اتفاق حاسم مع الكتل الأخرى بشأن مرشحها للمنصب مصطفى الكاظمي .
وأُعيد طرح اسم الكاظمي أخيراً، وسط غموض يلف موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، واستمرار المخاوف من دعمه للزرفي .
واتفقت القوى السياسية العربية الشيعية، مساء أمس الأول، خلال اجتماع لها في حي الجادرية الراقي في العاصمة بغداد، دام لعدة ساعات، على ترشيح الكاظمي بديلاً لعدنان الزرفي، بعدما تمكن الأخير من رفع أسهمه عبر كسب دعم نواب جدد من كتل مختلفة لمصلحته .
حوارات جديدة
وأجرى المعسكر الرافض للزرفي أمس الاول الإثنين سلسلة حوارات جديدة واتصالات بشأن تقديم الكاظمي كمرشح رسمي، إلا أنه لم يحسم الجدل بعد بشأن ذلك”، مبيناً أن أن المحاولات الحالية منصبّة على إقناع الصدر بدعم الكاظمي، إلا أنه لم يحدّد أي موقف واضح بشأن قبول سحب دعمه لرئيس الوزراء المكلف حالياً عدنان الزرفي والقبول بالكاظمي بديلاً عنه .
ورفض الصدر إجراء أي اتصال مباشر مع الكتل الأخرى، وكلّف اثنين من مساعديه بالتواصل معها، أحدهم الشيخ مصطفى اليعقوبي، إلا أن قيادات رفيعة المستوى في تحالف “الفتح” أجرت اتصالات مع قيادات في تحالف “سائرون” للضغط على الصدر من أجل القبول بالكاظمي، لكنها لم تحصل على جواب منها”،وما زال الغموض يسيطر على المشهد، إذ إن الصدر شلّ الملف بعدم وضوح موقفه .
من جانب آخر لا شك أن الكتل الرافضة للزرفي غير مطمئنة من موقف الصدر، الذي تُرجم أخيراً على أنه رغبة بذهاب الزرفي للبرلمان، وفي حال فشله بتمرير حكومته هناك، سيكون الحديث أفضل حول بديل عنه .
موقف تحالف الفتح
لكن “تحالف الفتح”، الجهة السياسية الممثلة لـ”الحشد الشعبي”، يؤكد وجود توافق مع “تحالف سائرون”، بزعامة الصدر، حول عدم تمرير حكومة الزرفي .
وقال النائب عن التحالف حامد الموسوي، في تصريح في وسائل أنباء عراقية، إن “مشروع تمرير حكومة الزرفي في البرلمان أصبح مشروعاً فاشلاً، بعد اتفاق جديد للكتل الشيعية على عدم تمريره”.
وأوضح الموسوي أن “تحالف سائرون منسجم مع الاجتماع الأخير للقوى السياسية الشيعية، بشأن ترشيح الكاظمي، وأن الكتل السنية والكردية تدعم مرشحاً يحظى بتوافق الكتل الشيعية”.
دخول حزب الله على الخط
في هذه الأثناء، دخلت قوات حزب الله على خط الحراك السياسي، محذرة من تمرير أي شخص لرئاسة الوزراء لن تنطبق عليه الشروط المحددة من قبلها .
وقالت قوات “حزب الله” العراقية الموالية لإيران، في بيان لها: “لقد وضعنا شروطاً ومواصفات لأي مرشح لرئاسة الوزراء، ولن نسمح بتمرير أي شخصية لا تنطبق عليها تلك الشروط”.
وشددت على أنه “سيكون لنا موقف واضح وحازم تجاه محاولات فرض حكومة تحمل توجهات مريبة وتمثل تهديداً للقضايا الكبرى”، معتبرة أن “التعقيدات التي تمرّ بها العملية السياسية اليوم، ناتجة عن التجاوز المقصود من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح على حق الأغلبية بترشيح رئيس للحكومة”.
ويجري ذلك وسط تشكيك كبير بجدية المعسكر الرافض للزرفي، بتقديم الدعم للكاظمي. وشككت النائبة عن كتلة “التغيير” الكردية، سروة عبد الواحد، بنوايا الكتل التي طرحت اسم الكاظمي، معتبرة ذلك، في تغريدة لها، “محاولة لقتل الوقت والضغط على الزرفي للانسحاب”.