قبرص تعلن “حالة الطوارئ” بعد وصول عشرات السوريين إلى أراضيها
أعلنت السلطات القبرصية فرض “حالة الطوارئ” في البلاد، وذلك بسبب التدفق الكبير للمهاجرين السوريين الذي شهدته قبرص خلال الأيام الماضية.
وقال وزير الداخلية القبرصي نيكوس نوريس، أمس الجمعة، إن “قبرص شهدت الأسبوع الحالي موجة يومية من المهاجرين الواصلين إليها بحراً من ميناء طرطوس السوري”، مشيراً إلى أن “بلاده لم تعد تملك الإمكانات لاستقبال مزيد من المهاجرين، لاسيّما وأن حوالي 4000 طلب لجوء قوبل بالرفض منذ مطلع العام الجاري”.
وطالبت الوزير القبرصي، الاتحاد الأوروبي بتقديم المساعدة والدعم لبلاده في إعادة الأشخاص الذين تُرفض طلبات لجوئهم في القضايا المرتبطة بدول لا تقيم نيقوسيا معها علاقات ثنائية، على غرار تركيا التي لا تعترف بدورها بجمهورية قبرص، بحسب وكالة “فرانس برس”.
وكانت السلطات القبرصية، قد قامت يوم الأربعاء الماضي، باعتراض قارباً قبالة ساحل الجزيرة الشرقي كان يقل 97 مهاجراً وفدواً من سوريا.
وأفادت السلطات القبرصية، أمس الجمعة، أن 14 شخصاً قادمين من سوريا، بينهم ثلاثة أطفال، عبروا إلى جمهورية قبرص من الشطر الشمالي للجزيرة المقسمة الخاضع لسيطرة تركيا.
وعلى مدى الأعوام الأربعة الأخيرة، وصلت نسبة طالبي اللجوء في قبرص إلى 4% من سكانها، مقارنة بـ1%، في دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.
ونظراً لموقعها الجغرافي، سجلت قبرص أعلى عدد من طالبي اللجوء أول مرة نسبة لعدد سكانها على مستوى دول الاتحاد الأوروبي، وفقاً لوكالة “يوروستات” للإحصاءات.
لكن قبرص، التي تقع على بعد 160 كلم من الساحل السوري، لم تشهد موجة الهجرة الضخمة التي شهدتها كل من تركيا واليونان في مرحلة ما.
يذكر أن أكثر من 12 ألف سوري، قدم اللجوء في قبرص منذ عام 2011، وتم منح 8500 منهم وضع الحماية الدولية، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وفيما يتعلق بأوضاع اللاجئين السوريين، كشفت صحيفة “دي فولكس كرانت”، عن احتمال سير هولند على خُطى الدانمارك في إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، في حال أعلنت أن سوريا بلد آمن.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها في 29 أبريل/ نيسان الماضي، إنه “إذا أعلنت هولندا أن سوريا آمنة، فيمكنها إعادة عدد من اللاجئين إليها”.
وأوضحت الصحيفة، أن “هذا الأمر يتعلق بالأشخاص الذين ليس لديهم تصريح إقامة دائمة بعد، لأن وجودهم في هولندا لم يتجاوز مدة 5 سنوات، أو لم يجتازوا فحص الاندماج حتى الآن”.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في هولندا حوالي 90 ألفاً.
وصرّحت مارسيل رينمان، الأستاذة المساعدة في قانون الهجرة، في “جامعة الحرة”، قائلة: “بعد تحديد سوريا آمنة يجب فحص كل شخص، وما إذا كان بإمكانه العودة بأمان إلى سوريا”.
وتعتبر الصحيفة، أن إعادة اللاجئين إلى سوريا أمر مستحيل من الناحية العملية، لأن ذلك يتطلب التعاون مع حكومة النظام السوري، التي قطعت هولندا علاقاتها الدبلوماسية معها منذ عام 2012.
وأعربت رينمان، عن خوفها من أن تحذو السلطات الهولندية حذو الدانمارك في المستقبل المنظور بخصوص اللاجئين، وسط “زيادة الدعوة في المجتمع لاتباع نهج أكثر صرامة تجاه اللاجئين”.
وأشارت الصحيفة الهولندية، إلى أن الرغبة في العودة إلى سوريا هي بشكل أساسي موجودة بين السوريين المتعلمين تعليماً عالياً، بحسب دراسة واسعة النطاق أجراها مكتب التخطيط الثقافي الاجتماعي في مايو/ أيار عام 2019.