قصة اللاجئ السوداني الذي غرق في بحر المانش متجهًا لبريطانيا
أفردت العديد من وسائل الإعلام البريطانية مساحة مقدرة للحديث عن قصة اللاجئ السوداني عبد الفتاح حمد الله الذي وافته المنية غرقًا بداية الأسبوع الماضي خلال محاولته اجتياز بحر المانش المؤدي إلى بريطانيا عن طريق فرنسا.
ونقل موقع (عربي بوست) عن صحيفة الجارديان البريطانية قولها إن اللاجئ السوداني عبد الفتاح حمد الله نشأ في قرية صغيرة جدًا، ليست موجودة على الخريطة، تسمى الحِمدية، الواقعة بولاية كردفان غربي السودان والتي تأثرت بالصراع المسلح في دار فور وجبال النوبة، حيث يبلغ عدد سكان تلك القرية 20 ألف شخص، وبها بئرين فقط للشرب، وفقًا لقول الفاتح، الأخ الأكبر لحمد الله.
رحلة الموت من ليبيا
هرب حمد الله وفقًا للصحيفة البريطانية من بلاده عام 2014، وذكر أقاربه أنه توجه إلى ليبيا رفقة شقيقة الأكبر ومنها صوب فرنسا عبر إيطاليا.
تلك القرية التي نشأ فيها حمد الله تشتهر برعي الأغنام ورعاية الماشية التي يتم تصديرها إلى السعودية وهي أهم مصادر الدخل هنالك. كما أنها تشتهر بزراعة الفور والدخل.
في تلك القرية التي نشأ فيها حمد الله توجد مدرسة ابتدائية متواضعة للغاية، لكن لا توجد مدرسة ثانوية، حيث يضطر الأطفال للذهاب إلى القرى المجاورة مشيًا على الأقدام لبلوغ تلك المدارس يوميًا.
نزاع دارفور
يقول الفاتح، المتواجد حاليًا في ليبيا، إن النزاع في دارفور بدأ منذ العام 2003 وطال قريتهم مرارًا وتكرارًا، حيث شهدت في إحدى المرات تفجيرات مع محاولة قوات حكومية الهجوم على المتمردين الناشطين في تلك المنطقة.
ويمضي قائلًا: “كنا مرتعبين في ذلك الوقت بين عامي 2003 و2004 حين كانت الحكومة تهاجم متمردي دارفور الذين كانوا يمرون بالقرب من قريتنا. وفي إحدى المرات، سقط الصاروخ خارج قريتنا مباشرة. ولم يُصَب أحد لكنه كان مخيفاً. والمتمردون لم يبقوا طويلاً، لقد أمضوا حوالي أربعة أيام”.
تفاصيل رحلة الموت
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن عبد الفتاح حمد الله، له اسم مستعار “وجدي”، لم يتقدم بأي طلب لجوء في بريطانيا، حيث لم يرد اسمه في السجلات البريطانية.
وقرر عبد الفتاح وصديقه عبور بحر المانش المؤدي إلى بريطانيا عن طريق فرنسا، وسرقا قارب قابل للنفخ، ولكن القارب حدث فيه ثقب خلال عبورهما البحر مما أدى سقوطه في البحر، لكن صديقه تمكن من الوصل إلى الشاطئ وهو بحالة سيئة، وأخبر السلطات البحرية يوم الأربعاء الماضي أن القارب انقلب في الماء، والشخص الذي معه يفترض أن يكون في البحر، مشيرًا إلى أن صديقه لا يعرف السباحة.
“نمضي على كف القدر”
كتب اللاجئ السوداني عبد الفتاح حمد الله آخر منشور له في صفحته على “فيسبوك” يوم 17 يونيو الماضي، فيه صورة تجمعه مع أحد أصدقائه، وعلق عليها بالقول: “نمضي على كف القدر، ولا نعرف المكتوب لنا”.
ويقول المدعي العام في مدينة “بولون سور مير” الفرنسية إن حمد الله يبلغ من العمر 28 عامًا، وفقًا لوثيقة السفر التي كانت بحوزته، أما صديقة الناجي من حادث انقلاب القارب، فقد أوضح للسلطات أنه يبلغ من العمر 16 عامًا.
وأوضح المدعي العام أن حمد الله وصديقه كانا يعيشان في مخيم كالي لمدة شهرين، قبل إقادمهما على عبور بحر المانش، وأن المحققين لم يتوصوا حتى الآن لتفاصيل الرحلة التي أوصلتهما إلى فرنسا.
أزمة بريطانية فرنسية
تجدر الإشارة أن هذه الواقعة دفعت وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، لاتهام “عصابات إجرامية مقيتة” تقف وراء ما حدث، إلا أن المدعي العام في بولون سورمير” الفرنسية، أوضح أن المهاجران قاما بالتصرف من تلقاء نفسيهما، ولا يوجد أي دلائل تؤكد ارتباطهما مع شبكات التهريب.
إلى ذلك وجه سياسي فرنسي أصابع الاتهام للحكومة البريطانية بالتسبب فيما حدث، في الوقت الذي تعقد فيه مشاورات بين بريطانيا وفرنسا، تهدف للحد من إيقاف المحاولات التي يقوم بها اللاجئون لعبور بحر المانش.
[…] الثالث: حصول اللاجئ على الموافقات اللازمة للعودة […]