تحديات الحياة.. لاجئ عراقي يلتحق بجامعة كامبريدج لدراسة الطب

اللاجئ العراقي براق أحمد رفقة جدته \ Metro
0

وضع لاجئ عراقي في بريطانيا كل تحديات الحياة التي تجابهه في كفة وقرر أن ترجح كفته الأخرى التي وضعها متحديًا حالته الصحية التي بسببها لجأ إلى المملكة المتحدة.

ووصل براق أحمد إلى بريطاينا وهو في سن الثالثة عشر من العمر رفقة جدته، من أجل تلقي العلاج من خلل خلقي في قدمه، وبعدما تعقدت الأوضاع في العراق، منحت الحكومة البريطانية الطفل وجدته حق اللجوء.

براق رفة جدته

دراسة الطب في جامعة كامبريدج

وتحصل براق هذا الإسبوع على معدل (A+) في أربع مواد من المواد المقررة عليهم في المدرسة، ليؤهله ذلك النجاح الباهر لضمان مقعد في جامعة كامبريدج البريطانية لدراسة الطب، حتى يصبح طبيبًا في “هيئة الخدمات الصحية الوطنية”، وفقًا لما ذكره موقع (اندبندنت عربية).

ووصفت جدته مدى السعادة التي تغمرها بتفوق حفيدها كونه لاجئ عراقي أجبرته ظروف الإعاقة على ترك أهله وبلده، مشيرة إلى أن الأسرة قررت بيع منزلهم في العراق لتأمين الأموال اللازمة لإجراء عملية جراحية مستعجلة في بريطانيا.

إلا أن ظروف الحرب في العراق، لم تمكنهم من العودة إلى أهلهم، فقروا البقاء في مدينة كارديف، رغمًا عن أن الصبي لم يكن يجيد اللغة الإنجليزية في البداية، لكنه سرعان ما تفوق في دراسته.

حالته الصحية

أجرى براق ثمان عمليات جراحية حتى الآن في وركه بسبب خلل خلقي، وهو الآن ينتظر أن تجرى له عملية استبدال ورك في الجانب الأيسر، بعدما تسببت جائحة كورونا في تأجيلها.

وتؤكد الجدة أن هذا الخلل الخلقي الذي أصاب حفيدها لم يجدوا له أي علاج في العراق، الأمر الذي دفعهم للتفكير بالسفر إلى بريطانيا وتلقي العلاج هنالك، بعدما باعوا منزلهم لتأمين نفقات العلاج.

دراسة الطب

وعندما سألت وكالة (SWNS) الإخبارية البريطانية، الفتى العراقي عن سبب اخيتاره لدراسة الطب بدلًا من التخصصات الأخرى، أوضح براق أن اللطف والاهتمام الذ تحصل عليهما من أفراد “هيئة الخدمات الصحية الوطنية” دفعه لأن يصبح طبيبًا.

وأوضح أنه بسبب الوقت الطويل الذي يقضيه في المستشفيات، والمعاملة الراقية التي يجدها من الممرضات قرر أن يرهن حياته لمساعدة الأشخاص الذين هم بحوجة للمساعدة، والتقليل من معاناتهم.

منحه دراسية

وعن حيثية إقامة براق في بريطانيا، فقد كان عمه وعمته انتقلا أيضاً إلى كارديف، وهما بالتالي وجها دعوة إلى براق وجدته للعيش معهما، خصوصاً أن الجدة تقدّمت في السن.

ومع تردي حالة ورك براق حين بلغ عمر المراهقة، قضى الفتى مزيداً من الوقت في الانكباب على دروسه وضمن لنفسه منحة دراسية في “مدرسة كارديف الحكومية”.

واستناداً إلى مستوى علاماته الرفيع (مستوى أ)، الذي يتيح له دراسة الطب، شارك براق في مناقشات في جامعتي أكسفورد وكامبريدج وغدا عضواً ناشطاً في “جمعية الأخلاقيات الطبية” التي يديرها طلاب. وحقق علاماته الأعلى في مواد الاقتصاد والرياضيات وعلم الأحياء والكيمياء.

صحيفة التايمز البريطانية تلقي الضوء على قصة براق

إشادة مدير مدرسة كارديف

ووجه مدير مدرسة كارديف الحكومية، غلريث كوليير، إشادة للطلاب براق أحمد على النتائج الاستثنائية التي حققها، مشيرًا إلى المعاناة التي صاحبته في بداية حياته الدراسة، وأنها كانت مليئة بالصدمات.

وقال إن براق لم يستسلم لتك المعاناة رغمًا عن صعوبة العلاج الطبي وابتعاده عن أهله، مشددًا على أن تلك الصعوبات منحت براق مزيدًا من القدرة على الصمود والإصرار على تحقيق النجاح.

وختم مدير المدرسة قائلًا: “الخدمات الطبية في بريطانيا بالتأكيد هي بحوجة لأشخاص مثل براق أحمد، رغمًا عن كونه لاجئ عراقي لكنه كان قدر التحدي، مما يجعلني سعيدًا بما حققه من نجاح”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.