قلق سعودي لا فمر منه من الوضع في السودان

0

يقول خبراء ومحللون سياسيون عارفون بمجريات الأمور السودانية والأقليمية انه في الوقت الذي يعتبر فيه استقرار شمال شرق إفريقيا قضية مهمة بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فان  التوتر المتزايد في السودان منذ الإطاحة بنظام البشير، حيث تواجه البلاد أزمة اجتماعية واقتصادية عميقة تصيب جميع مؤسسات الدولة، يسبب حالة قلق عارمة لدى قادة المملكة العربية السعودية وكان هذا على مدى السنوات السابقة.

يقول متابعون ان السودان لطالما كان الشريك التجاري الهام للسعودية وخصوصا لكن اليوم وعلى مدار السنوات السابقة تؤدي الاحتجاجات والإضرابات وأعمال العصيان في مناسبات مختلفة إلى شل النشاط التجاري، وإذا بدأ النضال الثوري تحت شعارات التحسينات غير المشروطة لحياة السودانيين العاديين، الا ان هذه الشعارات لم تطبق على ارض الواقع واجمالا ضربت القطاع التجاري في البلاد وبالتالي على مصالح السعودية التي تأثرت سلبياً.

يسجل الخبراء حالات التدفق الكبير من الشباب في السودان إلى الدول المجاورة، وإذا كان مستوى التعليم في السودان في وقت سابق يسمح لهم بالتأهل للعمل، فإن الأزمة في نظام التعليم الآن تحدد وضعهم كأفراد ذوي مهارات منخفضة، وسيستمر هذا الوضع في التدهور، وبالتالي يمكن تجنيد الشباب كمرتزقة للمشاركة في الأعمال العدائية، ويعتبر السودان الأن مركزًا للهجرة الى البلدان المجاورة.

قد يكون القلق السعودي من ان جزء من هؤلاء قد يتم تجنيدهم في اليمن الى جانب ميليشيات الحوثي التي تعتبرها المملكة العربية السعودية من الاعداء، او ان جزء منهم قد يعمل في خلايا مندسة في الداخل السعودي، فكل شيء ممكن ولا شيء عجيب هذه الأيام وخصوصا في بلد مثل السودان. وهذا أمر سيء ولا مؤشرات على تحسن الأوضاع للأسف.

في دارفور وكردفان، لا تزال بؤر المواجهة المسلحة مشتعلة ومستعدة للانفجار في أي لحظة، وتعتبر هذه المناطق قابلة للانفصال، وكما ذكرنا أعلاه، فإن ضعف الدولة هو حافز لبدء الأعمال العدائية النشطة. إن الجمع بين هذه العوامل يحمل في طياته مخاطر كبيرة بحدوث كارثة إنسانية سترسل ملايين السودانيين والمهاجرين الذين استقروا في السودان بحثًا عن حياة أفضل.

السعودية تخاف انها وتحت الضغط الغربي قد تضطر الى استقبال المهاجرين واللاجئين من السودان، وهو امر قد يتحول مستقبلا الى حالة انتفاخ سكاني بسبب أن سكان المملكة نسبتهم قليلة نسبياً، أي قد يتكرر المشهد في أوروبا لكن بشكل أكثر سلبية بكثير كما يرجح محللون اقتصاديون وسياسيون وغيرهم. حتى المراقب والتابع البسيط بات يفهم خطورة الوضع الراهن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.