كرة القدم النسوية الليبية..تحديات في مواجهة مجتمع محافظ
تعاني كرة القدم النسوية في ليبيا من مجتمع محافظ يرفض العادات والتقاليد التي يعتبرها “دخيلة” ولا تشبه الليبيين وهو ما يفاقم من الأزمة في البلد الإفريقي العربي.
ووفقا لما جاء في تقرير لموقع ” يورو نيوز” نقلا عن رويترز فقد سلط التقرير الضوء على حالة لاعبة صغيرة تحكي معاناتها في تحقيق حلمها في اللعب مع المنتخب الليبي للسيدات وطموحها مع كرة القدم النسوية.
سما تعرف وضع المرأة
وتبلغ سما بادي ثلاثة عشر عاماً من العمر وهي تعتقد أنها تمتلك كل المؤهلات اللازمة لتلعب في المنتخب الوطني الليبي للسيدات في المستقبل، ولكنها تعرف تماماً وضع حقوق المرأة في ليبيا على وجه التحديد و كرة القدم النسوية يصفة عامة.
ولا يخفى على سما أن الطريق أمامها طويل لتحقيق الحلم، لأن المجتمع الليبي مجتمع محافظ، وهو لا يتقبل فكرة كرة القدم النسوية ولا يتقبل أن تشارك فتاة مثلها في لعبة يقرنها الكثيرون بالرجال.
ويقول التقرير الذ يتحدث عن كرة القدم النسوية في ليبيا أن سما واحدة من نحو 30 فتاة اشتركن في أكاديمية تدرس لعبة كرة القدم في العاصمة الليبية طرابلس، وهي تثابر على التدرب بشكل متواصل وتعلم أسس اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
سما ناضجة
غير أن سما صاحبة الأعوام الثلاثة عشر ، تبدو ناضجة بما يكفي وهي، عندما تتحدث عن كرة القدم النسوية وشغفها باللعبة، لا تحاول أبداً تجاهل العواقب التي تواجهها، بل ترفع الصوت عالياً مطالبة بالعدالة وحق اللعب والفرح.
وصرحت اللاعبة الصغيرة التي ترتدي سترة بيضاء رياضية قائلة: “اخترت كرة القدم لأنها لعبة للجميع، وليست فقط للفتيان” .
مساواة
وأضافت :”عندما كنا نلعب في المدرسة كانوا يقولون لنا دائماً إن الفتيات لا يجب أن يلعبن كرة القدم. ولكن اللعبة للجميع. الجميع في الخارج يلعب كرة القدم، وبالتالي، فعلى الجميع أن يلعب في ليبيا أيضاً”.
وتنوه سما إلى أن أحد أحلامها ألا وهو الانضمام إلى المنتخب الوطني وتحدي المنتخبات الدولية الأخرى والدخول في عالم كرة القدم النسوية ، لكي يرى العالم أن ليبيا قادرة على المنافسة وأن الفتيات الليبيات قادرات على إتقان كرة القدم.
وعن أحلامها وطموحاتها في مجال كرة القدم تقول سما من دون تردد :”نريد تغيير الفكرة المأخوذة عنّا”.
يذكر أن أكاديمية “التواتي” افتتحت أبوابها منذ شهر تقريباً ويمكن القول إنها تسبح عكس التيار في موضوع كرة القدم النسوية في بلد يسيطر فيه الذكور على كل النشاطات التي تقام في المجتمع خارجاً.
وبالحديث عن مؤسسة “التواتي ” يقول مؤسسو الأكاديمية إنها الأولى من نوعها في ليبيا وقد نجحت بجذب المشاركات عبر الإعلانات التي نشرتها في مدارس العاصمة، طرابلس. أمّا الهدف منها، فالتسويق للمهارات النسائية في مجالات الرياضة.
تعليقات سلبية
وتعمّ الفوضى منذ سنوات، في بلاد مثل ليبيا، وتنتشر فيها الجماعات المتشددة في مجتمع محافظ أساساً، جاءت ردّة فعل البعض متوقعة. فمنذ نشر الصورة الأولى للتمارين على وسائل التواصل الاجتماعيوالتي تخص كرة القدم للسيدات ، لم يتردد البعض بكتابة التعليقات السلبية على النشاط.
ولا يرى مدرّب الفتيات، محمد التواتي، في التعليقات السلبية مشكلة كبيرة وهو، كما يقول، يحاول الاستفادة من تلك التعليقات بهدف المضي قدماً في مشروعه في مجال كرة القدم للسيدات .
ويمضي التواتي قائلا: “علّق البعض بطريقة سلبية ولكن البعض الآخر أعطاني نصائح من خلال التعليقات – السلبية أحياناً. نستمع إلى التعليقات الإيجابية برحابة صدر، وكذلك إلى السلبية منها”.
وتعتبر المشاركة في لعبة تقليدية في ليبيا محصورة في نطاق الرجال، ومن هنا تشتق تفاصيل كثيرة تفوت المرء بداهة. فارتداء “الشورت”، على سبيل المثال، قد يسبب مشكلة.
ليبيا تحتاج ثورة مفاهيم
أما حدهم العابد، المدربة في الأكاديمية، علّقت على الموضوع قائلة “نتمنى من أن يقوم المجتمع الليبي بتقبل فكرة كرة القدم النسوية، هؤلاء الفتيات هن اخترن أن يكون لباسهن محافظاً، إذ لا يلبسن “الشورت” دون سروال تحته”.
يذكر أن المنتخب الليبي للسيدات لم يحصل على اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم حتى اليوم وهو ما يشكل هاجسا كبيرا في كرة القدم النسوية بالبلاد .
كما أن المنتخب الوطني الليبي للسيدات قد تم إنشاؤه في العام 1997 ولكن لم يشارك إلا في خمس مباريات من “الفوتسال” (مباريات الصالات المغلقة).