كورونا الكويت .. رمضان مختلف في زمن الجائحة

إجراءات احترازية في الشارع الكويتي خشية كورونا \ Reuters
0

حاله حال بقية الدول الإسلامية فقد تغيرت بشكل كبير مظاهر شهر رمضان المبارك في دولة الكويت وذلك على خلفية تفشي وباء كورونا الذي فرض على الدولة اتباع إجراءات احترازية تهدف للحد من تفشي كوفيد-19.

وسلط موقع (الجزيرة نت) الضوء على الأوضاع الجديدة التي يعايشها الكويتيين في الشهر الفضيل.

ويقول تركي السبيعي “رمضان هالسنة غير”، وذلك خلال سرده كيفية قضاء يومه في شهر رمضان هذا العام.

ويؤكد السبيعي على افتقاده لأجواء الروحانيات في شهر رمضان والتي كانت من أهم المظاهر التي تميز ربوع الكويت، مع النفحات الإيمانية التي توجد في المساجد، وتحديدًا المسجد الذي يقع بالقرب من داره حيث يصلي هنالك.

ظروف استثنائية

وكما هو الحال في باقي الدول العربية فإن سكان الكويت يعيشون ظروفًا استثنائية بسبب إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا والتي تأتي في مقدمتها إجراء حظر التجوال من الساعة الرابعة عصرًا وحتى الثامنة صباحًا.

كما أغلقت مراكز التسوق والمطاعم والمقاهي، هذا بالإضافة إلى توقف المؤسسات الحكومية عن العمل.

التباعد الاجتماعي

تركي السبيعي، أكد في حديثه، عن التزامه هو وأسرته بإجراءات التباعد الاجتماعي، مما جعله يشتاق إلى الاجتماعات العائلية، ويقول في هذا الصدد: “اعتدت أن أجتمع وإخوتي في شهر رمضان من كل عام على مائدة إفطار والدتي، لكن الأمور تغيرت هذه السنة، حيث لم أرَ والدتي خلال الأيام العشرة الأولى من الشهر الفضيل سوى مرتين، فأذهب إليها ظهرا وأبقى معها لساعتين، وذلك قبل أن أعود أدراجي إلى منزلي قبل سريان موعد حظر التجول”.

أما إخوة تركي فلم يلتق بهم نهائيًا من بداية رمضان، حيث يتحسر على الأيام الخوالي في أشهر سابقة من رمضان، حينما يستقبل الضيوف غي ديوانه، والذي يكون عامرًا بالنساس من شتى المناطف في الكويت، حيث يتسامرون سويًا بعد صلاة التراويح ويأكلون ما لذ وطاب من الطعام حتى قرب موعد السحور.

رفقة العائلة الصغيرة

ومع هذه الظروف الاستثنائية، لقي أبو عبد الله الذي يعمل في متخصصًا في شؤون العقار الكويتي، نفسه مع أفراد عائلته الصغيرة داخل المنزل، حيث يتناولون سويًا الفطور والسحور، ويجلسون في الغرف والأماكن المخصصة للجلوس في منزله والحديقة الخارجية، حيث يقرؤون القرآن أحيانًا، واحيانًا اخرى يتجاذبون أطراف الحديث فيما بينهم مع مشاركة الزوجة.

ونظرًا لحال إغلاق المساجد في الكويت للحد من تفشي فيروس كورونا التاجي، فقد قام أبو عبد الله بتخصيص مكان محدد في البين خاص للصلاة ليؤم أفراد أسرته.

في ذات الوقت يبدي شوقه الكبير لأداء صلاة التراويح في المسجد وكذلك صلاة الجمعة، مبديًا تعجبه عن المانع من إمكانية أداء الإمام لصلاة التراويح لوحده في المسجد، مع فتح مكبرات الصوت، وذلك من أجل أن يشهر الناس ولو بالقليل من الأجواء الرمضانية خلال هذا الشهر.

افتقاد للأجواء

مستشارة جودة الحياة تهاني المطيري ترى أن غالبية الشعب الكويتي -إن لم يكن جميعهم- يفتقدون الأجواء التي اعتادوا عليها في رمضان، لا سيما مع ما يحمله من خصوصية لدى المسلمين.

وتوضح أن رمضان في الكويت يعني الصلاة والصيام والقيام والتهجد في المساجد، إلى جانب التسوق والغبقات “وهي وجبات يُدعى إليها الأقارب والأصدقاء وتكون بعد التراويح وقبل السحور وتمثل عادة اجتماعية خليجية”، وكذلك “القرقيعان” بأيامه الثلاثة التي تبدأ منتصف الشهر الفضيل، وخلالها يجوب الأطفال شوارع الحي محملين بحقائب خاصة، ليقوم الكبار في كل منزل بملئها لهم بالحلوى والمكسرات أثناء مرورهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.