كورونا .. مخيمات إدلب مهددة وسط ظروف صحية سيئة
كل الدلائل حتى الآن تشير إلى أن منطقة إدلب في آمان جائحة فيروس كورونا رغمًا عن الظروف الصحية السيئة التي يتعايش معها أكثر من مليون شخص.
وعلى الرغم من عدم الإعلان عن أي حالة إصابة بفيروس كورونا في عموم سوريا إلا أن وصول كوفيد-19 إلى مخيمات النازحين في منطقة إدلب يبدو بمثابة الأمر الذي لا مفر منه.
ونقل موقع (الجزيرة نت) تقريرًا لموقع ميديابارت الفرنسي يؤكد من خلاله أن السكان يفرون من تقدم قوات الرئيس السوري بشار الأسد، ويعيش أكثر من مليون منهم في مخيمات غير صحية على طول الحدود التركية.
القوات الإيرانية
ونقل الموقع عن المتحدث باسم المنظمة الإسلامية التركية غير الحكومية سليم طوسون أن “هناك معلومات عن انتشار فيروس كوفيد-19 في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، بسبب وجود القوات الإيرانية التي تدعمه”، مضيفا “حتى لو انقطع التواصل التجاري فإن المدنيين يتنقلون من منطقة إلى أخرى عبر أماكن معينة”.
تشكيك
ودائما ما تؤكد السلطات السورية -حسب تعبير الموقع- أن فيروس كورونا لم يصل إلى أراضيها بعد، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان يشكك في هذا الزعم، ويتحدث عن حالات من الوباء في محافظات طرطوس ودمشق وحمص واللاذقية، وتدعم أقواله شهادات للسكان منشورة في الصحافة الدولية، والانتشار الواسع للفيروس في إيران التي أحصت أكثر من 20 ألف حالة مرض مؤكدة وأكثر من 1500 وفاة.
إجراءات أمنية
وعلى الجانب التركي، أفادت أنقرة بوفاة 21 شخصًا وإصابة 947 بالفيروس، وبالفعل قامت تركيا بإجراءات أمنية على الحدود السورية، كتركيب كاميرات حساسة للحرارة واختبارات في المراكز الحدودية وتوزيع معدات الحماية على الجنود الأتراك المنتشرين في إدلب خشية فيروس كورونا ، إلا أن ذلك يهدف فيما يبدو إلى حماية الأراضي التركية أكثر مما يهدف إلى حماية النازحين السوريين.
هشاشة السكان
من جانبه، سلط مدير منظمة الإغاثة الإسلامية البريطانية غير الحكومية أحمد محمود الضوء على هشاشة السكان الذين تجمعوا على طول الحدود التركية، ونقل عنه ميديابارت قوله “إن أجهزة المناعة لدى الناس قد تم القضاء عليها بشكل منهجي بسبب العنف وسنوات من سوء التغذية والفقر”.
وأضاف البيان أن “الظروف مهيأة لوباء لا نملك الوسائل اللازمة لإدارته، مع وجود الكثير من الأشخاص المحاصرين في معسكرات الفقر”، وأشار إلى نقص خطير في الأسرة وأجهزة التنفس الصناعي والأدوية والمستشفيات التي استهدفت بشكل منهجي من قبل القوات الجوية السورية والروسية”.
وقال الموقع إن الأطباء والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية الآن في سباق مع الزمن لإنشاء جهاز طبي قادر على الحد من تأثير الوباء قبل أن ينتشر، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها وضعت “خطة عمل متكاملة” مع مختلف الشركاء المحليين.
عمل دؤوب
ويقول ميديابارت إن العمل يجري على إنشاء مناطق عزل، وقد أقامت المنظمة الإنسانية السورية فيوليت مخيما من ستين خيمة لاستقبال المرضى، وهناك حديث عن تحويل المساجد إلى مناطق عزل، و”في المستشفيات نحاول إخلاء بعض المساحة من خلال إلغاء جدولة جميع العمليات غير الطارئة”، كما تقول ناشطة إنسانية.
حملات إعلامية
ومع أن تنفيذ العزل -الذي يعتبر جانبا حاسما في مكافحة انتشار فيروس كورونا في مخيمات النازحين بمنطقة إدلب يبدو شبه مستحيل فإن المنظمة الإسلامية التركية قامت بحملات إعلامية بشأن كيفية الحماية من المرض، وقال طوسون “نقوم بتركيب حنفيات بالشوارع في المخيمات حتى يتمكن الناس من الحصول على المياه بشكل أفضل مع الحد من الاتصال، ونقوم بتوزيع عبوات النظافة”.
تحسين الظروف الصحية
وقال رئيس اتحاد منظمات الإغاثة زياد العيس إن “دعوة الناس للبقاء في خيامهم لن تحل أي مشكلة، والحل الحقيقي الوحيد هو تحسين الظروف الصحية لهؤلاء السكان وإعطاؤهم سقفا وما يتغذون به بشكل صحي، لأن الشخص الذي يتغذى بشكل جيد والذي لا يتعرض للبرد سيكون أكثر مقاومة للفيروس”.
ويدعو طوسون إلى تعبئة المجتمع الدولي من أجل بناء مخيمات يمكن أن تستوعب النازحين بشكل لائق، وإلا “فسوف يعاني الناس من فيروس كورونا أو أي مرض آخر يصل إليهم”.