لبنانيون خاضوا معركة كورونا وخرجوا منها بسلام

مستشفى رفيق الحريري بالعاصمة بيروت \ Reuters
0

تبدلت الحياة في لبنان رأساً على عقب مع انتشار وباء كوفيد19 وفي كل يرتفع عدد الإصابات والوفيات، لتصبح معركة كورونا معترك يقف فيه جميع سكان البلد ضد هذا الفيروس الذي أدى إلى تبدل أحوالهم.  

حيث أثارت جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد-19) قلق اللبنانيين منذ الإعلان عن أوّل إصابة في فبراير الماضي.

ولكن ومع ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، هنالك ما يدعو إلى التفاؤل، سيما وأن هنالك أشخاصًا خاضوا معركة كورونا وخرجوا منها بسلام آمنين.

وأرغم انتشار الفيروس دول العالم على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجويّة، وفرض حظر للتجوال، وتعطيل الدراسة، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات العامة، وإغلاق دور العبادة.

أول مصابة بالفيروس

تغريد صقر (41 عامًا)، من محافظة الجنوب، هي أوّل لبنانية أصيبت بالفيروس، وتماثلت للشفاء.

وقالت تغريد: “كنت في زيارة دينية في إيران، وفور عودتي إلى لبنان، في 21 فبراير الماضي، أُدخلت مستشفى الحريري الحكومي؛ لأنّني كنت أعاني من أعراض رشح خفيف”.

وتابعت في تصريحاتها وفقًا لوكالة (الاناضول): “بناءً على توصيات وزارة الصحّة دخلت الحجر في المستشفى، وأجريت الفحوص الطبيّة اللازمة، وكان من المستحسن أن أمكث بها كي لا أنقل العدوى إلى الأهل والأقارب، وبقيت مدّة شهر داخل الحجر”.

وأردفت: “داخل غرفتي بالمستشفى لم يتعكر مزاجي؛ كنت راضية بهذا البلاء.. كان زوجي وأهلي يرونني من خلف الزجاج لمدّة شهر، وكنت أنتظر لحظة السماح لي بالخروج، لأنني كنت أشعر أنّ هذه اللحظة لن تطول”.

وعن العبرة التي اتخذتها من هذه التجربة، أجابت: “كلّ إنسان مُعرّض للامتحان، وأنا أشكر الله وراضية بهذا الامتحان”.

والتقطت والدتها طرف الحديث قائلة: “الحمد الله أن ابنتي أصبحت في المنزل الآن، ونعيش حياتنا بشكل طبيعي بفضل الله، فعلى كلّ مصاب أن يتسلح بإيمانه ليشفى”.

خبر مرعب

كما قرعت الجائحة باب الإعلاميّة اللبنانيّة، لجين عضاضة، وقد استحوذت على اهتمام واسع كونها وجهًا معروفًا.

وبعزيمة لافتة، تحدثت عن لحظاتها الأولى مع الفيروس فقالت: “عندما أبلغتني المستشفى بإصابتي تسلل الخوف إلى داخلي، خصوصًا وأنّ أولادي صغار في السنّ”.

وروت علامات إصابتها: “كنت في لندن، وعند وصولي لبنان ارتفعت حرارتي، ونُقلت إلى المستشفى الحكومي، والتزمت الحجر هناك بعد أن ظهرت نتيجة التحاليل إيجابية”.

واستطردت: “لا أخفيكم سرًّا أن خبر ثبوت إصابتي كان مرعبًا.. مكثت 20 يومًا بالمستشفى، شعرت في أوّل الأيّام بارتفاع طفيف في دراجة الحرارة، لكنّ الأطباء أعطوني الأدوية حتى انخفضت، وسُمح لي بالعودة إلى المنزل شرط أن أحجر نفسي”.

وتابعت: “بعد التزامي بالحجر المنزلي أجريت تحاليل عدّة، وكانت بفضل الله سلبيّة، وفي الحقيقة كانت لحظة سعادة لا أستطيع وصفها”.

وعن صحتها حاليًا، أجابت: “أنا بخير، وأمارس الرياضة يوميًا، فالرياضة والأكل الصحي أيضًا يغلبان الأمراض”.

وبإلحاح شديد، دعت لجين اللبنانيين إلى الالتزام بالحجر الصحي وإرشادات وزارة الصحّة، وعدم الخروج إلّا للضرورة القصوى، لكي لا يكونوا ضحية للوباء.

إرادة صلبة

أمّا الشابة اللبنانية “يارا الحركة” (30 عامًا) فواجهت معركة كورونا والغربة معًا، حيث اختارت أن تكمل دراستها في إسبانيا منذ أكتوبر الماضي.

وبثقة وصلابة قالت يارا: “من يتمسّك بالحياة وبالإيجابيّة لا قدرة للمرض أن يغلبه، الإرادة الصلبة وحب الحياة يصنعان المعجزات حتى في الغربة”.

وأكملت: “مع ظهور فيروس كورونا لم تتعامل إسبانيا معه بشكل حاسم، وللأسف الشديد أُصبت به، إذ شعرت بارتفاع درجة الحرارة في جسمي مع سعال خفيف”.

ومضت قائلة: “تصرفت بمسؤولية، فامتنعت عن الذهاب إلى الجامعة وبقيت في المنزل، وتواصلت عبر الخط الساخن لمعرفة الإجرءات التي يجب أن اتخذها، فكان الرد بوجوب البقاء بالمنزل“.

وعن تطوّر وضعها الصحي، أجابت: “تكررت زيارتي للمستشفى بعد كلّ تطور، إلى أن فقدت السيطرة على نفسي، وبالتالي كان من الضروري طلب الإسعاف، وبعد نداءات متكررة وصلوا ونقلوني إلى المستشفى”.

واستطردت: “شعرت بالخوف؛ لأنني في الغربة من ناحية، ولتكاليف التحليلات من ناحية أخرى، لكنّ صديقتي لم تتركني في هذه المحنة”.

وبعد تجاوزها معركة كورونا ، قالت يارا: “إصابة لبنانيّة في إسبانيا ليس أمرًا سهلًا، لكنّني تخطيت هذه المرحلة الدقيقة بفضل الله والأصدقاء”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.