محافظة درعا السورية وعودة المظاهرات من جديد
تشهد محافظة درعا جنوبي سوريا وقفات ومظاهرات احتجاجية ضد النظام السوري خلال أيلول الحالي، الذي شهد ثلاث وقفات احتجاجية متتالية.
وندد المتظاهرون حسب ماجاء في موقع شبكة شام الإخبارية بأعمل القتل والخطف وارتفاع الأسعار التي تشهدها المحافظة في الفترة الأخيرة.
مطالب أهالي محافظة درعا
واصل أهالي درعا وريفها مظاهراتهم السلمية ووقفاتهم الاحتجاجية ضد النظام السوري وإيران، وتنديدا بالانهيار الاقتصادي، بعد عشر سنين من الحرب في سوريا .
وركز المحتجون، عبر شعاراتهم وهتافاتهم على ثلاثة مطالب رئيسة وهي، رحيل نظام أسد وخروج إيران من سوريا والإفراج عن المعتقلين.
وتأتي هذه الموجة الجديدة من المظاهرات والاحتجاجات، عقب حالة من الركود وفقدان المواد الغذائية الرئيسة من الأسواق المرافقة لتدهور اقتصادي شامل وانهيار حاد لليرة السورية أمام الدولار.
على ماذا يدل عودة الحراك السلمي من جديد
عودة المظاهرات المناهضة للنظام السوري رغم الاعتقالات والتهجير الذي جرى لأهالي محافظة درعا ، بعد كل هذه السنين تدل على أمرين، الأول هو عدم قدرة النظام على تغيير سلوكه واستمراره في معالجة الأمور والمسائل وفق الرؤية الإيرانية باستخدام الحل العسكري والأمني لقمع أي صوت يخرج ضده.
وأما الأمر الثاني فيدل على فشل فصائل المعارضة، التي تصدرت المشهد الثوري قبل عودة مناطق درعا إلى سيطرة قوات النظام، في إيجاد دور فاعل للحاضنة الشعبية واستخدامها كأداة ضغط محلية ودولية لتحقيق أهداف الثورة السورية، وهذا ينسحب على جميع المناطق السورية، التي مايزال بعضها خارج سيطرة النظام.
ويدل استمرار الحراك السلمي في محافظة درعا على الثورة ليست إقصائية أو طائفية، بل جاءت لتحقيق طموح السواد الأعظم من السوريين في دولة المواطنة والقانون.
يشار إلى أن درعا هي مهد ثورة 2011 المعارضة للنظام السوري وقد استعادتها قواته من أيدي الفصائل المعارضة في صيف 2018 بدعم من موسكو.
فيما استأنفت مؤسسات النظام عملها في محافظة درعا ، لكن قوات الجيش السوري لم تنتشر في جميع أنحاء المحافظة، وهي الوحيدة التي لم يفر منها المسلحون المقاتلون بأعداد كبيرة بعد استعادتها، بموجب اتفاق تم التفاوض عليه بإشراف موسكو.