مساعي إقليمية للعودة إلى اتفاق الصخيرات السياسي.. والوفاق الوطني تتحفظ
من الواضح بأن هناك بعض المواقف الداعمة لعودة ” اتفاق الصخيرات السياسي” في ليبيا، خاصة وأن العديد من الجهات الأقليمية والدولية تبحث عن وقف إطلاق النار في البلاد .
الدفع بالملف إلى التفاوض
ويعمل حلفاء معسكر شرق ليبيا بدفع الملف الليبي إلى طاولة التفاوض السياسي مرة آخرى لا سيما عقب فشل مشروع اللواء المتقاعد خليفة حفتر العسكري في البلاد، وتحديداً عقب انهيار قواته التي كانت تحاصر مدينة طرابلس ومحيطها غرب البلاد في مايو الماضي .
وآخر المحاولات كان هو الدفع باتجاه الرجوع بالملف إلى مرحلة التعديلات على الاتفاق السياسي، الموقع في “الصخيرات المغربية” والذي يعود إلى العام 2015، والتي كانت جارية حتى نهاية عام 2018 بين مجلسي الدولة والنواب .
ومن جانب آخر فإن عقيلة صالح، لجأ إلى المملكة المغربية لحثها على التوسط بين الأطراف الليبية من أجل إقناع قادة طرابلس بالعودة إلى اتفاق الصخيرات السياسي كقاعدة للانطلاق مجدداً باتجاه مفاوضات الحلّ السياسي .
رفض التفاوض مع صالح
لكن من الواضح بأن وفد رئيس مجلس الدولة خالد المشري، الذي وصل للرباط أمس الأول الأحد، حمل في حقيبته موقف طرابلس السابق المصرّ على رفض التفاوض مع صالح أو المقربين من حفتر بشكل قاطع .
ومن خلال الوضع الذي يحدث الآن في ليبيا يتضح بأن هناك رفض واسع من قبل معظم القادة في قوات الوفاق الوطني من اجل اللجوء إلى اتفاق الصخيرات، وذلك يرجع إلى أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر هو أول من نقض هذا الاتفاق عندما نصب نفسه حاكماً للبلاد .
دعوة مغربية
وفي السياق فإن رئيس البرلمان المغربي حبيب المالكي كان قد قدم دعوة إلى رئيسا مجلسي النواب والدولة عقيلة صالح وخالد المشري، حيث وصلا إلى العاصمة المغربية الرباط، أمس الأول الأحد .
ويعرف عن المملكة المغربية بأنها استضافت محادثات مختلفة بين الأطراف الليبية لمدة أشهر قبل توصلها إلى اتفاق سياسي تم التوقيع عليه في ديسمبر من العام 2015، أفرز ثلاثة هياكل سياسية هي المجلس الرئاسي ومجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة .
وطيلة الأعوام التي تلت توقيع الاتفاق، فقد عرقل حلفاء حفتر بمن فيهم مجلس النواب، تنفيذ الاتفاق، قبل أن تنخرط البعثة الأممية الراعية للاتفاق في جولات اتصالات مكثفة بين طرفي الصراع من أجل إجراء تعديلات على الاتفاق بشأن بنوده الخلافية .
لكن الاتفاق توقف نهاية 2018 بعد إطلاق المبعوث الأممي السابق غسان سلامة، حزمة حلول جديدة انتهت بالاتفاق على عقد ملتقى “غدامس الوطني” الذي قوضت حملة حفتر العسكرية على طرابلس جهود إطلاقه في منتصف إبريل من العام الماضي، قبل أن تستأنف البعثة الأممية جهودها التي توجت بقمة برلين في يناير الماضي.