مصرف لبنان يستولي على أموال اللاجئين السوريين ويحرمهم من الدولار
أصدر مصرف لبنان رياض سلامة قرار جديد فيما يخص المساعدات الانسانية للاجئين السوريين في لبنان سيؤدي لحرمانهم من الدولار.
وبحسب وسائل اعلام سورية ولبنانية، وجه حاكم مصرف لبنان كتابا باللغة الإنكليزية إلى المنظمات الدولية شرح فيه أن مصرف لبنان هو المصدر الوحيد للدولارات في لبنان التي تُستخدم في تأمين احتياجات المؤسسات المرتبطة بمصرف لبنان، وطالب بإرسال العملات الأجنبية إلى البلد عبر مصرف لبنان، بحجة الحفاظ على استدامة الفئات الأكثر ضعفاً.
وهدف سلامة من حصر إرسال الأموال إلى المصرف المركزي هو الاحتفاظ بالدولارات، وإعطاء اللاجئين ما يقابلها بالليرة اللبنانية بحسب سعر الصرف الرسمي الذي يحدده “المركزي” والذي هو أقل بكثير من سعر صرف المصارف التجارية أو الصرافة أو “السوق السوداء”.
وفي ظل واقع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه لبنان، يسعى سلامة أن يكون مصرف لبنان المركزي هو الجهة الوحيدة التي تستقبل ما ترسله المنظمات الدولية من مساعدات مالية للاجئين السوريين، بعد أن كانت هذه المنظمات تحول الأموال إلى عدد من المصارف التجارية اللبنانية، بهدف توزيعها على اللاجئين المحتاجين.
وبحسب بعض المراقبين، فلم يتبقَ أمام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سوى “تشليح” اللاجئين السوريين دولاراتهم التي ترسلها المنظمات الدولية كمساعدة لهم، في محاولة منه لإعادة تكوين احتياطات الدولار وحساب العملات الصعبة لدى المصرف المركزي.
وبلغ سعر صرف الدولار في مصرف لبنان “البنك المركزي” 1507.5 ليرة لكل دولار واحد، بينما حددت البنوك اللبنانية سعر 3850 ليرة للدولار، أما نقابة الصرافين في لبنان فقد ثبتت تسعيرة سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية بهامش متحرك بين سعر 3850 ليرة للشراء، و3900 ليرة، للبيع كحد أقصى.
وتشير المصادر إلى أن السعر الذي يحدده المصرف المركزي اللبناني هو أقل بكثير من السعر الحقيقي في السوق السوداء ومحلات الصرافة.
وبحسب الخبير الاقتصادي “سمير طويل” أن تلك الخطوة ماهي إلا تكرار لسياسة تعامل مصرف سوريا المركزي مع السوريين.
وأوضح أن هناك هدفين أساسيين من وراء تلك المطالبات، أولها أمني، لمعرفة أسماء أصحاب الحوالات والمحولين لهم من الخارج، وثانيها سعي لبنان للحصول على العملة الصعبة لدعم اقتصاده المنهار.
ويرزح لبنان تحت ظل أزمة اقتصادية خانقة وغير مسبوقة، بالتزامن مع الإجراءات الخاصة بفيروس كورونا، والتي تسببت بازدياد الأوضاع سوءًا، كما أن استخدام نظام الأسد للبنان كمتنفس للهروب من أزماته عزز ذلك الانهيار وزاده تعقيدًا.
ويعاني اللاجئون السوريون في لبنان أوضاعًا معيشيةً صعبةً، نتيجة التضييق الحاصل على معيشتهم وعلى الأماكن التي يقيمون فيها، بالإضافة لأخطار أمنية تهدد حياتهم، مصدرها التيارات اللبنانية المقربة من نظام الأسد، وعلى رأسها ميليشيا “حزب الله”.