موجة النزوح السوري.. قلق كبير في الاتحاد الأوروبي
شكلت موجة نزوح السوريين خلال الأيام الماضية الكثير من ردود الأفعال العالمية المتباينة ما بين مؤيد ومتعاطف مع القضية السورية وما بين رافض ومقاطع لدخول السوريين إلى الاتحاد الأوروبي .
وبين هذا وذاك تستمر معاناة الآلاف ممن توجهوا نحو الحدود التركية، آملين بحياة أفضل في دول أوروبا التي صدت بدورها الأبواب نسبة للعديد من الأسباب التي تراها هذه الدول الأوروبية مقنعة بالنسبة لسلطاتها .
الشغل الشاغل للدول الأوروبية
من المؤكد أن القضية السورية أصبحت تشغل الكثير من الدول الأوروبية خاصة دولة كاليونان، والتي عملت بكل الطرق خلال الأيام الماضية لمنع تدفق السوريين إليها عبر بوابة تركيا .
ولم تتوانى اليونان في إرجاع 2867 لاجئ سوري خلال الـ 24 ساعة الماضية، وذلك وسط اتهامات متكررة بتنفيذ أنقرة تدفقاً منسقاً لآلاف الاجئين إلى أرضها من أجل قضايا سياسية مختلفة .
وصعدت السلطات اليونانية خلال الساعات الماضية القضية بشكل أكبر حيث تم تبادل إطلاق نار بين حرس الحدود التركي واليوناني بحسب ما أورد “العربية” .
تدخل الرئيس اليوناني
ونتيجة لهذا التصعيد المتطور بين الجانبين أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس مساء أمس “الجمعة” عن أن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا الذي أدى منذ العام 2016 إلى الحد من الهجرة إلى أوروبا بات “ميتًا”، متهما أنقرة “بالمساعدة” في التدفق المستمر لآلاف المهاجرين على الحدود .
وقال ميتسوتاكيس لشبكة سي إن إن، إن الاتّفاق قد مات لأن تركيا قررت خرق الاتفاق بالكامل بسبب ما حدث في سوريا.
واعتبر ميتسوتاكيس أنّ تركيا تفعل عكس ما التزمت به لناحية إبقاء طالبي اللجوء لديها، منوها إلى أن أنقرة قامت بشكل منهجيّ، في البر والبحر على السواء، في مساعدة الناس في جهودهم لعبور الحدود إلى اليونان .
ولعل تركيا وحسب ما تشير العديد من التقارير والأخبار أنها تستعمل كرت اللاجئين السوريين من أجل مكاسب سياسية في المقام الأول .
تجدد للصدامات
وفي صدامات جديدة بين الطرفين اندلعت لفترة وجيزة الجمعة على الحدود اليونانية التركية بين الشرطة اليونانية التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والمهاجرين الذين رشقوا عناصرها بالحجارة .
يأتي ذلك في وقت حذّر فيه الاتحاد الأوروبي اللاجئين من أن أبوابه مغلقة أمام السوريين .
وعمل الاتحاد الأوروبي أمس على تكرار موقفه الرافض لاستخدام دولة تركيا ورقة اللاجئين من أجل ابتزاز الدول الأوروبية، وتحقيق أغراض سياسية، في إشارة إلى مواقف الرئيس التركي الأخيرة رجب طيب أردوغان، التي لوح خلالها ببحر من اللاجئين باتجاه أوروبا، في مسعى لحصد مزيد من الدعم الأوروبي لبلاده .
وأصدر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك عقب اجتماع في العاصمة الأوكرانية زغرب، إن قرار تركيا فتح حدودها مع اليونان للمهاجرين، في تجاهل لاتفاقها مع التكتل عام 2016 بشأن المهاجرين، غير مقبول .
واعتبرت هذه الأطراف أن أي ضغط سياسي من هذا النوع سيقابل بالرفض القاطع والكبير، باعتبار أن هذا الأمر يعمل على خلق الكثير من الجوانب السلبية في هذه البلاد .
وشددوا على أن الاتحاد الأوروبي يُعرب مجددا عن قلقه البالغ من الوضع على الحدود اليونانية التركية، ويرفض بشدة استخدام تركيا للمهاجرين كوسيلة ضغط لتحقيق أغراض سياسية.
واعتبرت سلطات الاتحاد الأوروبي بحسب ما أورد ” العربية ” بأن “الوضع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي غير مقبول”، وتابعوا قائلين في عبارات موجهة لأنقرة “لا يجب تشجيع المهاجرين على محاولة العبور بطريقة غير مشروعة ” .