ناشطون مغاربة ينظمون حملة سلام تطوف كل أرجاء المغرب
قام ناشطون مغاربة بتنظيم حملة سلام تحت شعار “نداء مغاربي من أجل السلم والتعاون”، ووصلت التوقيعات عليه حوالي 400 توقيع إلى حدود الساعة، فيما تبقى اللائحة مفتوحة للتوقيع لمدة 6 أشهر في البلدان المغاربية الخمسة.
وتضمن النداء المغاربي من أجل حملة السلام ان “مركز محمد بنسعيد أيت إيدر للأبحاث والدراسات عمل، على امتداد سنوات، مع شركائه المغاربيين من المجتمعين السياسي والمدني، من أجل بلورة رؤية مغاربية مستقلة تساعد على استتباب الأمن في المنطقة، وتقوية مجالات التعاون، وتوطيد الروابط التاريخية، في أفق النهوض بكل مقومات النمو والازدهار في دول المغرب الكبير، وحل كل المشاكل في الإطار المغاربي”.
وجاء في نص النداء “لنكسر الحلقة المفرغة لآليات منطق الحرب المفروضة على بيتنا المغاربي الجامع”، مشيرا إلى أن “ثمة قوى خارجية تنصب نفسها قائدة للعالم، ولا تكف عن التدخل المستمر في شؤون إقليمنا المغاربي، فارضة عليه أوضاعا كارثية صحيا واقتصاديا وأمنيا، وتدفع سلطاته المنهكة لتستقر أكثر فأكثر سجينة حلقة مفرغة من عمليات هروب متبادلة إلى الأمام”.
وأضاف المصدر ذاته أن “عاقبة هذا الوضع لن تكون في النهاية سوى الوقوع في المحظور، بإشعال حرب يقتتل فيها الإخوة وتتفتت مجتمعاتهم المغاربية، التي يجمعها من الأواصر العريقة السوسيو-أنثروبولوجية والثقافية ما جعلها أحد أكثر الفضاءات تماسكا ووحدة في العالم”.
وأكّد النداء المغاربي أن “هذا الوضع المتردي لم ينتجه أي قدر من الأقدار سوى هزال وتفاهة وضيق مصالح أنظمة متسلطة ضعيفة الشرعية، أما الحل لكل أوجاع المجتمعات المغاربية فهو بيد سكانها الطامحين لبناء مجتمعات ديمقراطية ومتضامنة، والتي ما تزال، لحد اليوم، تتجرع صنوف التهميش والدوس المنهجي على كرامتهم”.
مضمون حملة السلام
وأشار النداء إلى أنه “بالرغم من كل إخفاقات تجارب ما بعد الاستقلالات السياسية، التي لم تأت لا بوحدة هذا الفضاء المغاربي، ولا بدمقرطة لحياته العمومية، ولا بتنمية بشرية حقيقية ومستدامة لمجتمعاته، ما يزال حلم البناء المغاربي راسخا، بل هو الأمل الوحيد المؤهّل لبقائنا في عالم اليوم، حيث لا مكان سوى للتجمعات الكبرى التي ترفدها وتلحمها تضامنات جهوية فاعلة ومؤثرة”.
وقال الموقعون على نداء السلام “كلنا التزام وتصميم على المضي في هذا الطريق، من أجل ألا تحرف عملية دمقرطة وعصرنة الدول والمجتمعات عن أهدافها، وألا تسرق عائداتها لتوظف لأغراض إعادة إنتاج الاستبداد والإذعان للقوى الأجنبية”، و”من أجل ألا يتم تحويل خيار التعبير السلمي عن الإرادات الشعبية إلى انزلاقات قد تستعمل ذرائع لـ”تسويغ” التدخلات العنيفة للمستبدين وأجهزتهم الأمنية القمعية”.
كما تضمن النداء مسألة تجنيب الشعوب المغاربية كل ما من شأنه وضعها كأمر واقع أمام أسوأ الخيارات، خيار قبولها بالاستبداد أو تهديدها بالفوضى كبديل”، و”أن يعلو هذا الوعي المغاربي على كل نزعة انعزالية أو وطنية ضيقة أو تكتلية أو سواها من صنوف الزبونيات”، و”ألا ترضع الأجيال الشابة اليوم سموم التنكر والكفر بالمغرب الكبير، وتسقط في الوطنية الضيقة وكره الآخر…، وعلى العكس من ذلك، تلزم تنشئتها على روح المواطنة المغاربية، وذلك أضمن وأبْقى”.
و دعى ان يستثمر تكامل الموارد المادية والبشرية لصالح الرخاء والرفاهية المغاربييْن، خصوصا عبر تعاضد متنوع وشراكات مجددة، ضد الهدر الجاري للرساميل البشرية والمادية”، و”أن ينهض الفضاء المغاربي كمنطقة سلم تضمن أمن وهناء مواطنيها وشعوبها.