واشنطن تحذر والخرطوم تتحفظ.. هل يعود قطار التوتر مجدداً
بشكل غير متوقع حذرت الولايات المتحدة رعاياها من السفر إلى السودان، ووصفت واشنطن الوضع في الخرطوم غير الآمن، وقالت في بيان تناولته وسائل اعلام محلية في الخرطوم وجود إحتمال جرائم نهب وخطف بجانب وجود عناصر إرهابية لأغتيال الأجانب.
تصريحات واشنطن بحسب باج نيوز وجدت إستنكار منقطع النظير من المراقبون ووصفوا حديثها بالمبالغ فيه، لا سيما وأن الأوضاع الأمنية عادية ولا تنذر بخطر مستقبلاً.
ليقول المحلل السياسي خالد على لـ”أخبار سوق عكاظ” أن حديث امريكا غير دقيق، وعلى الحكومة أن تنظر إلى ما وراء حديث واشنطن لان المقصود به غير ما تفوهت به خلال تحذيراتها.
ويرى خالد أن تصريحات واشنطن عبارة عن بداية أزمة متجددة بين البلدين لا وجود لمنطق أن تستند عليه امريكا في حديثها دون وجود قرائن. وقال تريد واشنطن ان تبقي السودان في دائرة الحظر الاقتصادي، بجانب استمرار العقوبات على الخرطوم وبقاءه في قائمة الدول الراعية للارهاب.
غير أن العلاقات في الآوانة الاخيرة شهدت إنفراج مقدر، وجعلت الشارع السوداني يترقب إنفراج الأزمات بين الدولتين بجانب رفع الحظر عن السودان و”حذف” السودان من قائمة الأرهاب.
حيث عملت حكومة الفترة الإنتقالية منذ توليها على تحسين صورة السودان بالخارج، لا سيما وأن حكومة الرئيس المعزول عملت على عزل السودان من المجتمع الدولي، أبدات الحكومة الإنتقالية حسن النية مع واشنطن.
عودة الولايات المتحدة وحديثها عن سوء الوضع في السودان واجهتة الخارجية السودانية بلهجة حادة وقالت في بيان أصدرته اليوم السبت تلقاه “أخبار سوق عكاظ” نسخة منه، ” أشارت واشنطن إشارات سالبة”.
وأعتبرت الخارجية أن الحكومة كرست لمبدأ الحرية وحقوق الإنسان وحرية التظاهر السلمي، ولفت الخارجية إلى أن السودان شهد العديد من التظاهرات السلمية تحت رعاية قوات الشرطة بحماية المتظاهرين السلميين ومنعاً للتخريب.
الا أن المراقب أيمن الجيلي أوضح أن تحذيرات واشنطن تعتبر عادية وطبيعية جداً، وحديثها لا يخرج من كونها مسئولة عن رعاياها، ومن الطبيعي أن تلفت إنتباهم لما قد يحدث في السودان، وأقر ايمن من وجود تفلتات في أطراف السودان بالأخص في غرب السودان، أحداث دارفور ائلخيرة التي حدثت الكثير من ارواح المدنيين.
وقال أيمن لـ”أخبار سوق عكاظ” تحذيرات واشنطن لا يعني بأي شكل من الاشكال عودة التوتر بين البلدين، وأضاف لا اعتقد أن البيان الامريكي على الرغم من السلبية التي تظهر بين سطوره الا أن هذا لا يعني نشوب توتر، لان واشنطن في الوضع الراهن لا ترغب في عودة العلاقة الي نقطة الصفر، فتحسن العلاقة يعتبر مكسب للطرفين، السودان يريد أن يقف على رجلية، وواشطن تريد أن تكسب الخرطوم وأن تعزز وجودها في الشرق الأوسط، فنظرتها مستقبلية.
في السياق كشفت صحيفة واشنطن بوست بحسب صحيفة الانتباهة عن تعرض كبير يتعرض له الرئيس ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو من اجل انقاذ الحكومة الانتقالية السودانية من الانهيار بالاسراع وبخطى جيدة برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب.
واوضحت الصحيفة ان نافذيين في الحكومة الامريكية والكونغرس طالبوا ادارة ترامب بتعجيل الخطى في التصديق على تسوية تفجير سفارتي نيروبي وتنزانيا لرفع اسم السودان كونه الوسيلة الوحيدة لانقاذ الحكومة الانتقالية.
فيما قالت المتحدث باسم أسر الضحايا الأمريكيين اديث بارتلي إن مصالح الأمن القومي الامريكي قد تتعرض للخطر إذا لم يتم التصديق على الاتفاقية، وأضافت تواجه الحكومة الانتقالية في السودان خطر الانهيار بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي وانتشار الفقر والجوع ووباء فيروس كورونا.
في الإتجاه وصف أستاذ العلوم السياسية حسام الدين محمود تصريحات واشنطن بالمستفزة، وقال وانها ترمي لجر السودان للوراء، مضيفاً أن بيان الأمريكان معيب ويعتبر اعلان لتوتر العلاقة بينها وبين الخرطوم، وذاد: امريكا لديها مطامع في السودان وتريد أن تضغط على حكومة الفترة الانتقالية، من أجل أن تقدم لها تنازلات كثيرة.
ويرى أن ضعف الحكومة الانتقالية هي من جعلت واشنطن شيطان يضغط على السودان، ونصح حسام الحكومة الانتقالية بالتعامل بنديه مع واشنطن وإن أحسن نحسن إليها وإن أساءت نسئ اليها، وأن تعلم الولايات المتحدة الاميريكية إن نظام البشير ذهب بجميع سواءته وعليها أن تفتح صفحة جديدة، وأن تنتهج سياسة تحترم فيها ارادة الشعب السوداني الذي ركل نظام البشير الي مزبلة التاريخ.