وباء كورونا .. حافز لإنهاء الحرب الليبية وإيقاف نزيف الدماء

تأثيرات وباء كورونا على الصراع الليبي \ Tempo Foto - Tempo.co
0

سلطت مجلة فورين بوليسي الضوء على الحرب الليبية في ظل الظروف التي يعيشها العالم مع تفشي وباء كورونا وماهي  الانعكاسات التي ستترتب على مستقبل البلد الغني بالنفط.

ونقل موقع (الجزيرة نت) عن المجلة الفرنسية التي أوردت تقريرًا مطولًا لباحثان بارزان يريان أن وباء كورونا قد يحفز نوعًا من التعاون المطلوب لإنهاء الحرب الليبية بعد سنوات من الاقتتال والتدخل الخارجي الفاشل.

انعدام الثقة

ويتساءل إدوارد بي جوزيف الأستاذ المساعد في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جون هوبكنز، وولفغانغ بوزتاي الملحق العسكري النمساوي السابق لليبيا، عما يحدث عندما يضرب وباء حربا أهلية؟ وأجابا بأنه قد يكون كارثيا مشيرين إلى أنه مع اندلاع القتال حول طرابلس وجنوب مصراتة سقط مئات الضحايا، ووصل انعدام الثقة والعداء والانقسام إلى ذروته مع ضرب الفيروس للبلاد.

بيئة مثالية لانتشار العدوى

ويضيف الكاتبان أنه -ومع نزوح نحو 150 ألف شخص بسبب القتال وبقاء العديد منهم في ملاجئ جماعية مؤقتة- تصبح هذه البيئة مثالية لانتشار العدوى.

وبحلول الوقت الذي يصل فيه الوباء إلى المقاتلين الشباب المعزولين نسبيا على كلا الجانبين، قد يكون قد فات الأوان بالنسبة للغالبية العظمى من المواطنين الذين أصبحوا الآن عزلا إلى حد كبير في مواجهة الفيروس.

حاجة ماسة لوقف القتال

وقد بات من الواضح أن كلا الجانبين بحاجة إلى وقف القتال وبدء التعاون -حسب المقال- ولكن المناشدة الإنسانية العريضة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وطلب السفير الأميركي الخاص في ليبيا ريتشارد نورلاند لم يلقيا آذانا صاغية حتى الآن.

ومع ذلك -كما يقول الباحثان في مقالهما بمجلة فورين بوليسي- لا يزال هناك وقت لتحفيز الفصائل الليبية على التعاون، ولكن فقط إذا وضع الدبلوماسيون خطة عاجلة حول المصير المشترك للبلاد وسط الوباء

كورونا قد يجلب السلام

ويعتقد الكاتبان أن الفيروس يمكن أن يجلب السلام إلى ليبيا الذي فشلت سنوات الدبلوماسية الدولية في تحقيقه.

والسبب الرئيسي لاستمرار القتال -حسب المقال- أن كل طرف يعتقد أنه على أعتاب النصر، ومقتنع بأن خصمه سوف يستغل أي توقف لتجديد إمداداته من الأسلحة والذخيرة والمقاتلين.

وأكد المقال أهمية الحاجة لوجود نهج أكثر واقعية وأنه متاح لحسن الحظ، وهو أنه -في بلد منقسم إلى حكومتين وبنكين مركزيين وأنظمة صحية منفصلة ومتدهورة- يوجد هناك قبول مشترك على الأقل للمركز الوطني لمكافحة الأمراض بطرابلس.

ويمكن لهذا الكيان المسالم وينبغي له أن يصبح جهة التنسيق للتعاون في مجال مكافحة فيروس كورونا بين غرب وشرق البلاد، وحلقة الاتصال بالمجتمع الدولي لتوجيه رسائله ودعمه.

عدو مشترك

وحقيقة أن المركز الوطني لمكافحة الأمراض موجود في طرابلس ينبغي أن يهدئ أي مخاوف لدى الدبلوماسيين بشأن الإخلال باتفاقية الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني المحاصرة، دون استعداء قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الوقت نفسه، كما يرى المقال.

وبعد سرد المزيد من التفاصيل لإنجاح هذا النهج، يعتقد الباحثان أنه بهذه الطريقة المعقولة، بعيدا عن الإدانات الحادة أو المطالب المبالغ فيها، يمكن أن تشهد ليبيا التي مزقتها الحرب تحسنا بين عشية وضحاها في دفاعاتها ضد الوباء، وأنه بمجرد أن يبدأ التعاون فإن آفاق وقف إطلاق نار جاد ستتحسن بشكل ملحوظ.

وختم الباحثان مقالهما بأنه مع بعض الحظ والنوايا الحسنة قد تؤدي الحاجة إلى محاربة عدو فيروسي مشترك إلى توقف صراع داخلي طال أمده.

إمكانيات صحية متواضعة

إلى ذلك، كان لوزير الصحة الليبي الأسبق ومندوب منظمة الصحة العالمية سابقا رضا العوكلي، تصريحات أكد من خلالها أن ليبيا غير مؤهلة للتعمال مع جائحة كورونا، وتفتقر للوسائل اللازمة.

وأشار العوكلي إلى أن “القطاع الصحي غير مؤهل للتعامل مع جائحة عالمية مثل كورونا في معظم دول العالم ومن ضمنها ليبيا ولذلك واجب علينا تأخير انتشار الفيروس بين المواطنين لأطول مدة ممكنة كي لا يفوق عدد المرضى الإمكانيات الصحية في البلاد”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.