كورونا يخيّم على ليبيا وتراجع كبير في وتيرة العمليات العسكرية بالبلاد

جانب من القتال في ليبيا المصدر ايوان ليبيا
0

انحسرت الأعمال القتالية في ليبيا بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية، بعد أن كانت تدور في شكل قصف مدفعي وصاروخي متبادل وذلك بسبب تسلل فيروس كورونا المستجد الذي القى بظلاله على العالم أجمع .

وشهد محور طريق المطار، أكثر محاور القتال توتراً منذ أسابيع، تبادلاً للقصف المدفعي لأقل من نصف ساعة مساء أمس الاثنين، قبل أن يعود الهدوء الكامل ليخيّم عليه وعلى كلّ المحاور الأخرى .

الجانب الأمني

ويبدو أن الموقف العسكري بدا منحصراً في التصريحات على مستوى قادة طرفَي الصراع .

وأشار المتحدث الرسمي باسم إدارة التوجيه المعنوي بقوات حفتر، خالد المحجوب، إلى أن العملية العسكرية يجب أن تُركز على الجانب الأمني، على الرغم من أنه أكد، في تصريحات صحافية ليل أمس، أن كل الأهداف العسكرية في العاصمة طرابلس ممكنة، وأن قوات حفتر “يمكنها الدخول إلى ما تبقى من العاصمة، حال استئناف العمليات العسكرية” .

وأكد المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية “بركان الغضب” التابع لحكومة الوفاق، عبد المالك المدني، استعداد قوات الحكومة لصدّ أي تقدم من قبل قوات حفتر، لافتاً إلى أن كلّ المحاور في أرفع مستويات استعدادها .

وعن الوضع الحالي، أكد في حديث لـ”العربي الجديد“، أن الهدوء الكامل يسود، على الرغم من بعض محاولات الخرق من قبل قوات حفتر لإحراز تقدم، مؤكداً في المقابل أنها في تراجع كبير في ظل هدوء الأوضاع .

لجنة لمكافحة كورونا

لكن في المقابل يشير قرار حفتر، أمس، بتشكيل “لجنة عسكرية عليا لمكافحة وباء كورونا” برئاسة رئيس الأركان في قواته عبد الرزاق الناظوري، إلى انشغال قيادته الكامل بمواجهة خطر تسلّل الفيروس إلى ليبيا بشكل شبه كامل، إذا تلى قرار حفتر أمس، إعلان من الناظوري، اليوم الثلاثاء، بإقفال المطارات، والإشراف على قرار إغلاق المنافذ البرية، مطالباً المواطنين الليبيين الموجودين بالخارج بسرعة العودة إلى البلاد قبل يوم الخميس المقبل.

ويؤكد الخبير الأمني الليبي عبد الصيد عبد الحفيظ، أن أثر هذا القرار سيكون مباشراً على إدارة المعارك، إذ إنّ إغلاق الأجواء والمنافذ يعني وقف وصول الإمدادات العسكرية والمقاتلين، مضيفاً: “يتوجب على طرفي القتال الحفاظ على عتادهم العسكري ومقاتليهم من خطر تسرّب الفيروس إليهم، خصوصاً من قبل القادمين من الخارج”.

ويستقبل معسكر حفتر منذ أكتوبر الأول الماضي عشرات الرحلات الجوية التي تسيّرها شركة “أجنحة الشام”، التي أكد قادة حكومة الوفاق في تصريحات سابقة أنها تحوّل على متنها مقاتلين سوريين موالين لنظام الأسد، يسدّ بهم حفتر النقص الكبير في المقاتلين الذي يعانيه معسكره .

في المقابل، تتهم دول عدة تركيا بنقل عشرات المقاتلين السوريين إلى معسكرات حكومة الوفاق، غرب ليبيا، ما يجعل الحكومة وقواتها في ذات الموقف الذي تعانيه قوات حفتر، بحسب عبد الحفيظ .

فراغ أممي

ويضيف المحلل السياسي الليبي، مروان ذويب من جهته، أسباباً أخرى لجمود العملية العسكرية، منها الوضع المقلق الذي يعانيه المجتمع الدولي بأسره جراء اتساع رقعة انتشار الفيروس، وإعلان الطوارئ، وصب كل الجهود لمقاومته .

واعتبر أن “الفراغ الأممي في ليبيا بعد استقالة غسان سلامة زاد من حدته التهاء الأمم المتحدة نفسها في مواكبة جهود مقاومة خطر الفيروس عالمياً، ما جعل الملفات السياسية في العالم، ومن بينها ليبيا، في الدرجة الثانية من الاهتمام الأممي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.