لا زالت الخلافات العراقية تتجدد بين القوات العراقية المختلفة والحكومة في البلاد، إذ لا زالت هذه القوى تريد أن تعرف ما الذي دار بشأن نتائج الحوار العراقي الأمريكي .
تعهدات بحماية المصالح الأمريكية
وكان الحوار قد اختتم جلسته الأولى يوم الخميس الماضي، حيث تضمن تعهدات من العاصمة بغداد بحماية المصالح الأميركية ووقف الهجمات عليها، فضلا عن تعهد أميركي بتقليص عدد القوات الأميركية في البلاد خلال الأشهر القليلة المقبلة .
وكانت بعض تلك الأطراف قد عدت نتائج الجلسة الأولى بأنها غير واضحة وتحتاج لتفصيل، مطالبة بإعادة مراجعتها وتقييمها .
وليل أمس الأحد، عقدت قيادات عدد من القوى السياسية العراقية اجتماعا مع رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في مكتب الأخير .
وجاء الاجتماع بحضور الوفد التفاوضي العراقي مع واشنطن، وذلك لبحث ومراجعة نتائج الجلسة الأولى للحوار والانطباع العام حولها .
معرفة ما حدث في الاجتماعات
وطالبت القوى السياسية العراقية بالاجتماع بمعرفة ما حدث خلال جلسة الحوار الأولى مع الأميركيين، بسبب شكوك لديها حول توجهات حكومة الكاظمي وعدد من أعضاء الوفد المفاوض .
وكان الهجوم المكثف على معسكر “التاجي”، شمالي بغداد، الذي يضم قوات أميركية ومن قبلها الهجوم على المنطقة الخضراء الذي يضم السفارة الأميركية بصواريخ الكاتيوشا، هو إفرازات لمخاوف المعسكر الحليف لإيران من هذا الحوار ودقة ما تنقله حكومة الكاظمي لهم من مخرجات أو نتائج للحوارات الجارية.
وفي السياق أكد رئيس “الجبهة التركمانية العراقية”، النائب أرشد الصالحي، في بيان له عقب الاجتماع دون أن يفصح عن نتائجه أو ما تم التوصل إليه، أن “قادة الأحزاب السياسية والرئاسات الثلاث، بحثوا خلال اجتماعهم مع ممثلي وزارة الخارجية (الوفد التفاوضي العراقي)، الحوار الذي جرى مع واشنطن” .
إملاءات أمريكية
ولم يعد زعيم “ائتلاف الوطنية” إياد علاوي، من جهته، الحوار الأمريكي العراقي ” سوي أنه مجرد إملاءات أميركية على العراق”، مطالبا بإعادة مراجعة نتائجه.
وقال علاوي، في تصريح متلفز، إن “ما جرى بين العراق وأميركا ليس حوارا، بل هو إملاءات”، مبينا أنه “كان من المفترض أن يتم توحيد الرؤى بين القوى العراقية من جهة ومع إقليم كردستان من جهة أخرى، قبل الدخول بالحوار، وأن يكون هناك موقف واضح من الحوار”.
وفيما يتعلق بائتلاف دولة القانون” بزعامة نوري المالكي، فقد عدّ نتائج الحوار غامضة، مشيراً إلى انه سوف يسعى إلى استضافة الوفد التفاوضي العراقي في البرلمان للاطلاع على التفاصيل بشكل أدق وأشمل .
وقال النائب عن الائتلاف، كاطع الركابي، إن “هناك غموضا واضحا في الحوار الاستراتيجي، خصوصا في البيان الختامي، الذي كان مقتضبا ولم يذكر تفاصيل كل ما جرى خلال التفاوض”.
