الراعي : عرقلة تشكيل الحكومة يقود لبنان إلى الهاوية
أكد مار بشارة بطرس الراعي البطريرك الماروني في لبنان خلال وعظته الأخيرة بأن ما يحدث الآن في ملف تشكيل الحكومة ، يقود البلد إلى دمار شامل .
حيث نقلت روسيا اليوم عن البطريرك قوله ، أنه “لا يحق لأحد أو لأي فريق من الجماعة السياسية، أكانوا معنيين مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، أن يعرقلوا تشكيل الحكومة من أجل حسابات ومصالح آنية أو مستقبلية”.
و أوضح خلال وعظته في كنيسة السيدة في بكركي أنه “مضى أكثر من 70 يوما على تكليف تشكيل الحكومة، فيما يسير لبنان سريعا نحو الانهيار الكامل والإفلاس“.
و أضاف الراعي أيضاً :”يا لها من مسؤولية تدميرية أقوى وأشمل من تدمير مرفأ بيروت، وهدم نصف العاصمة، والتسبب بمئات الضحايا البريئة وآلاف العائلات المشردة، لأن دمارها يطال الشعب كله وحياة الدولة بكاملها”.
كما هاجم بشارة في كلمته المسؤولين عن عرقلة الحكومة ، موضحاً أنه “من المعيب على المعطلين التعاطي بالشأن اللبناني كأنه حجر من أحجار شطرنج الشرق الأوسط أو الدول الكبرى”.
و في وقت سابق انتقد البطريرك خلال قداس عيد الميلاد إقحام صراعات دولية وإقليمية في ملف تشكيل الحكومة.
إذ قال الراعي : ” توقعنا الإسراع في تأليف حكومة تكون بمستوى التحديات من أجل إحياء الدولة والمؤسسات، لكن فوجئنا بارتباط تأليف حكومة لبنان بصراعات المنطقة والعالم”.
وأضاف: “اعتبار الصلاحيات والمعايير وتوزيع الحقائب مهم، لكن اعتبار الشعب أهم من الأشخاص ومن كل شيء”، محذرا من استمرار فراغ تنفيذي دستوري في بلاده.
كما تابع : “مسؤوليتنا دفعتنا إلى القيام بمبادرة لحث المسؤولين على تشكيل حكومة سريعًا، رغم النوايا الخفية والخبيثة لإعاقة تشكيل حكومة اختصاص (من خارج الأحزاب السياسية)”.
ومضى منتقدا “إذا كانت أسباب عدم تشكيل الحكومة داخلية فالمصيبة عظيمة، أما إذا كانت الأسباب خارجية فالمصيبة أعظم لأنها تفضح الولاء لغير لبنان“.
حيث لم يصمد وعد رئيس حكومة لبنان المكلَّف سعد الحريري بـ “عيديّة ميلاديّة” طال انتظارها، أكثر من 24 ساعة، قبل أن يعلن “ترحيل” حكومته الموعودة إلى ما بعد رأس السنة بالحدّ الأدنى، ما يعني “تجميد” كل الاتصالات واللقاءات، وربما الوساطات إن وُجِدت، خلال “إجازة” ما بين “العيديْن”.