أزمة الخبز في سوريا تؤدي إلى إطلاق نار وإصابة عدة مواطنين
تشهد سوريا أزمة خبز غير معهودة حيث تكتظ الأفران بمئات الناس يومياً، وهذا ما يؤدي إلى نزاعات ومشاكل بينهم تصل إلى درجة أن يقوم أحد الأشخاص بإطلاق النار على الناس المتواجدين على دور الخبز.
وأسفرت العملية حسب ماجاء في موقع وكالة أوقات الشام الإخبارية، عن إصابة ثلاثة أشخاص اثنين منهما طعنا بالسكين بينما تعرض الثالث إلى طلق ناري، وتم نقل المصابين إلى مشفى دمشق في العاصمة السورية.
أزمة خبز غير مسبوقة
تشهد سوريا أزمة غذائية يتصدرها تراجع في إنتاج مادة الخبز، بعد تخفيض مخصصات الخبز عبر البطاقة الذكية التي اعتمدها النظام لتوزيع المواد الغذائية الأساسية إلى النصف، قبل أن تلغى صفقتين لاستيراد القمح منذ حوالي 9 أشهر، في حين كان عرض الأكراد في شرق الفرات تسديد ثمن القمح للمزارعين في تلك المناطق بالدولار بدل الليرة السورية المنهارة، ما يعني شح مادة القمح الواردة إلى دمشق.
الخبير الاقتصادي، سمير خراط قال: أن النظام لم يعد يملك أي سلطة على أمنه الغذائي حيث المحاصيل الزراعية للقمح تراجعت بنسبة مخيفة بعد أن كانت سوريا من الدول المصدرة لتلك السلعة الزراعية.
وأكد مسؤول في الأمم المتحدة وناشطون ومزارعون أن سوريا قد تواجه نقصاً حاداً في الخبز يؤدي إلى نشوب أزمة كبيرة ، للمرة الأولى منذ بداية الحرب، فيما يمثل تحدياً جديداً للحكومة السورية التي تواجه تراجعاً اقتصادياً وعقوبات أميركية جديدة.
وأن أي اضطرابات كبيرة في نظام دعم الخبز المعمول به في سوريا من شأنها إضعاف وضع الحكومة وتهدد السوريين المعتمدين اعتماداً كبيراً على القمح، في وقت يدفع فيه التضخم الجامح أسعار المواد الغذائية للارتفاع.
تراجع مادة القمح نتيجة الحرب
فقدت سوريا خلال سنوات الحرب أكثر من 60 %، من قدرتها على إنتاج القمح وتحولت من دولة مكتفية ذاتياً إلى دولة غير قادرة على دفع ثمن حاجه مواطنيها من القمح، حيث يعتبر محصول القمح أهم المحاصيل الاستراتيجية المدعومة في سوريا وذلك لاستخدامه في إنتاج طحين الخبز، المادة الغذائية الأساسية للسكان.
و خلال العقدين السابقين للحرب، وضع السوريون ملف أزمة القمح كأحد أهم الأولويات، وعملت مراكز الأبحاث الحكومية والإقليمية على تطوير أنواع مختلفة من البذور القادرة على الإنتاج العالي رغم قلة المياه، وطورت معامل الأسمدة منتجاتها مستفيدة من مخزون الفوسفات السوري الذي يعتبر ضمن الأعلى عالمياً، كما عملت البنوك الوطنية على تأمين القروض للمزارعين لدعم إنتاج وحصاد القمح.
الجدير بالذكر أنه بتاريخ 15 أبريل الماضي، بدأ بيع الخبز عبر البطاقة الذكية بدمشق وريفها، بسقف 4 ربطات يومياً للعائلة، وبالنسبة للحالات الخاصة كالعازب؛ فيتم البيع عبر بطاقات الماستر، وتباع الربطة من الفرن بـ50 ليرة، ومن المعتمدين بـ60 ليرة متضمنة أجور النقل والخدمة.