العراق ..لماذا تغير موقف الفصائل المرتبطة بإيران من تكليف الكاظمي؟

الكاظمي وروحاني المصدر قناة العالم الإخبارية
0

شهدت الأوساط العراقية السياسية العديد من التغييرات خلال الساعات القليلة الماضية، خاصة بعد تكليف رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي لتشكيل الحكومة .

تغيير مواقف

وبعد أقل من ساعة واحدة على إعلان رئيس الوزراء المكلّف عدنان الزرفي اعتذاره عن المهمة؛ التساؤل الأبرز كان يدور حول سبب تغيير الفصائل المسلّحة المدعومة من إيران موقفها من الكاظمي .

واللافت في الأمر، أنه سبق لهذه الفصائل أن اتهمت مصطفى الكاظمي بالعمالة للأميركيين، والتورط بعملية اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس، مطلع العام الحالي .

وأيضاً اتهامه عبر بيانات رسمية ومن وسائل إعلام تابعة لها، بالوقوف خلف مخطط انقلاب عسكري في البلاد بالاتفاق مع إحدى الرئاسات العراقية الثلاث، في إشارة إلى رئيس الجمهورية برهم صالح .

ويتعدى ذلك إلى مواقف كتل سياسية أخرى مثل تحالف “الفتح” الذي رفض تكليف الكاظمي مرات عدّة، خلال الأزمة السياسية المتعلقة باختيار اسم رئيس الحكومة في البلاد .

تصعيد سياسي

واستمرّ تصعيد قوى سياسية مقربة من إيران في العراق. فضلاً عن فصائل مسلحة أبرزها “كتائب حزب الله”، و”النجباء”، و”العصائب”، ضد الكاظمي .

وتلاشى تدريجياً تصعيد القوى السياسية بعد لقاء جمع الكاظمي مع الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الذي زار العراق، الشهر الماضي، وسط تسريبات تكشف عن تواصل جرى أيضاً بين الكاظمي وإسماعيل قاآني قائد “فيلق القدس” الإيراني، بزيارته الأخيرة للعراق، وهو ما لم يتم التأكد منه على غرار لقاءات قاآني التي جرت مع قيادات سياسية عراقية أخرى .

وتؤكد فصائل مسلّحة مقربة من إيران، أنّ تغيير مواقفها تجاه تكليف الكاظمي، يعود إلى قيام الكاظمي بتقديم أدلة تثبت عدم تورطه أو حتى علمه بمخطط اغتيال سليماني والمهندس .

والأمر الثاني، أنه جاء كوسيلة بوجه إرادة رئيس البلاد برهم صالح، بتمرير عدنان الزرفي، رغم الرفض السياسي الشيعي للأخير .

الأدلة والتعهدات

وقال نائب الأمين العام لحركة “الأبدال”، وهي إحدى القوات العراقية المدعومة من إيران كمال الحسناوي أمس الجمعة، إنّ “تغيير مواقف الفصائل المسلحة الرافض لتكليف رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي، بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، اعتمد على الأدلة والتعهدات التي قدّمها الكاظمي والتي ثبتت براءته من تورطه أو كان له علم بعملية اغتيال سليماني والمهندس .

كما أشار إلى أنّ “تأييد الفصائل وكذلك القوى السياسية المقربة منها للكاظمي، جاء لمنع قرار برهم صالح، من تمرير الزرفي، وفرض إرادته على الكتل الشيعية خارج كل الأعراف السياسية المتعارف عليها في العراق .

والقضية أصبحت مع صالح (الرئيس العراقي)، كسر عظم، ولهذا تم الاتفاق على ترشيح الكاظمي رغم أنف رئيس الجمهورية”، على حد قوله .

وشدد الحسناوي على أنّ “الكاظمي، لا يستطيع فرض إرادته على فصائل المقاومة”، مضيفاً في الوقت عينه أنّ “الكاظمي رجل ذكي ولا يمكن له المخاطرة بتاريخه ووجوده، بالإقدام على هذه الخطوة” .

ولمح إلى أن مصطفى الكاظمي بكل تأكيد قدم ضمانات للأطراف السياسية في العراق لعدم قيامه بخطوة كهذه” .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.