بعد مقتل سليماني.. متغيرات كبيرة في الساحة السياسية العراقية الإيرانية

قاسم سليماني المصدر عربي بوست
0

حدثت الكثير من المتغيرات في الساحة السياسية العراقية والإيرانية في الأسابيع القليلة الماضية، لا سيما بعد اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني .

البحث عن البديل

ومرت ثلاثة أشهر على مقتل سليماني الذي كان بمثابة الملهم بالنسبة للكثير من الكتل الشيعية في العراق، كما أنه كان يسعى دائماً لوجود حلول من أجل وجود بديل لمنصب رئيس الحكومة  .

وظل سليماني هو المتحكم الأول والآخر في المشهد السياسي والأمني في العراق، منذ تراجع النفوذ الأميركي في البلاد خلال ولاية الرئيس السابق باراك أوباما والتي انتهت بالانسحاب الكامل من العراق .

وكانت كان آخر زيارة له إلى العاصمة بغداد قادماً من دمشق، بعد رحلة قصيرة في بيروت، من أجل إنهاء الخلافات بين الكتل السياسية الشيعية حول منصب رئيس الحكومة البديل عن عادل عبد المهدي، الذي استقال نهاية ديسمبر الماضي.

علاقات تاريخية

لا شك أن سليماني كانت تجمعه العديد من العلاقات المميزة مع النخب العراقية المختلفة، لا سيما النخب الشيعية، حيث تمتد علاقة الراحل مع القيادات السياسية العراقية الحالية إلى مطلع ثمانينيات القرن الماضي .

وكانت بعض القيادات السياسية متواجدة في إيران ضمن المعارضة، مثل حزب الدعوة الإسلامية، والمجلس الإسلامي الأعلى، إذ شارك قسم منها في القتال ضد الجيش العراقي، ضمن ما يعرف بأفواج “أنصار الثورة الإسلامية”، والتي أنتجت فيما بعد “فيلق بدر 9″، و”متطوعي الجهاد المقدس” .

وكذلك شاركت القوات السياسية في الهجوم البري الفاشل للحرس الثوري الإيراني على البصرة وموانئ العراق على الخليج في عام 1987، بهدف السيطرة عليها والحصول على كل ما يتعلق بها .

قوة تأثير

واستمر ارتباط المعارضة العراقية، المقيمة في إيران، بقاسم سليماني طيلة الفترة التي أعقبت انتهاء الحرب بين العراق وإيران ولغاية العام 2003، وهو الأمر الذي يعتبره مراقبون أحد أسباب قوة تأثير قاسم سليماني الكبيرة على القيادات الحالية.

وكان سليماني مسؤولاً عن إبقاء الأزمات والتنافس والصراع بين كل القوى السياسية الشيعية والفصائل المسلحة تحت السيطرة .

وفي الوقت الحالي، لا سقف معين لأي أزمة بين القوى السياسية الشيعية، وبديل سليماني إسماعيل قاآني غير قادر على أن يشغل ولو ربع مكانه .

ومن المرجح أن تشتد الأزمات ذات الطابع الشخصي مستقبلاً، خصوصاً قبل الانتخابات، إذا أجريت في الفترة القادمة في البلاد .

دور المصلح

القوى السياسية العراقية، منذ عام 2003 حتى الآن، اعتادت على الراعي أو المُصّلح للأخطاء، ففي العام 2003 كان الأميركيون يعملون على إصلاح الأخطاء التي تحدث .

وحتى في ظل إنهاك موازنة الدولة بالفساد، كانت واشنطن لا تسمح بحصول أزمة مالية أو اختناق، وترفد وتدعم، بل وتمنع القضاء من محاسبة شخصيات متهمة بالفساد، حتى لا تحدث أزمة سياسية، أو تظهر بمظهر الراعي للفساد في العراق .

وأسست أمريكا على نظرية إلقاء كل شيء على النظام السابق، أي نظام (صدام حسين) .

وعقب تراجع الدور الأميركي كانت إيران، عبر سليماني، تتبنّى دور الراعي الرئيس بمختلف جوانبه المختلفة .

يذكر أنه وعقب اجتياح داعش للعراق في العام 2014 هرع القادة وزعماء الكتل، وأولهم (رئيس الحكومة الأسبق) نوري المالكي، يطلبون من سليماني المشورة والمساعدة، بصيغة ماذا نفعل وكيف نصنع؟ وحتى في أزمة قطع تركيا مياه (نهر) دجلة عن العراق قبل عامين طلبوا مساعدته .

من المؤكد أن سليماني سيظل شخصية ملهمة للكثير من الكتل السياسية بمختلف أنواعها في العراق، باعتبار أنه كان قائدً صاحب رأي ومشورة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.