معاناة الأكراد في سوريا مستمرة.. والخيارات أمامهم محدودة
المتابع للشأن الكردي في سوريا يدرك جيداً بأن الأكراد ناضلوا لتسع سنوات من أجل قضيتهم المتمثلة في إقامة دولة منفصلة عن سوريا، حيث تمكنوا خلال سنوات النزاع من بناء إدارتهم الذاتية والسيطرة على نحو ثلث مساحة البلاد في الشمال الشرقي، ولم يتضح حتى الآن .
وبالرغم من كل ذلك يمكن القول بأن مستقبل الأكراد يبدو مهدداً بعد قرار واشنطن سحب جنودها من سوريا بعد أن قال الرئيس الامريكي دونالد ترمب في ديسمبر الماضي بأنه قرر سحب قواته من سوريا .
تاريخ متقلب
ويشكل كرد سوريا أقل من 10% من سكان البلاد، ومعظمهم من المسلمين السنة، والبعض منهم يزيديين إضافة إلى انه يوجد منهم نسب قليلة يتبعون الديانة المسيحية .
وبالعود قليلاً إبى تاريخهم نجد أنهم هاجروا إلى سوريا من تركيا في العام 1925 عقب ثورة سعيد بيران والتي قمعت في ذلك الوقت من حكومة أتاتورك، ونتيجة للخلافات الكبيرة التي حدثت بين الجيش التركي والأكراد قرر البعض منهم الأستقرار في سوريا .
وفي سوريا قاموا بإنشاء اول حزب خاص بهم وذلك في العام 1958 وبدأت المطالبات بالجنسية السورية والحقوق الرسمية لهم في البلاد، حيث يعيش معظمهم الآن في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا، كما أن لهم فروع في محافظة حلب وبعض المناطق المحيطة بها .
انقسام مواقف
وحتى الآن لا يزال توحيد الموقف من قبل الأكراد مبهماً فيما يتعلق بالقضايا المصيرية بالنسبة لهم في مناطق الشمال الشرقي من سوريا .
ويومياً تزداد الخلافات بين أحزاب المجلس الوطني وبين أحزاب الإدارة الذاتية المسيطرة لى معظم المناطق في شرقي هر الفرات .
ومنطقة شرق الفرات تحديداً الآن يتنازعها تياران الأول لديه رغبة كبيرة فيالتفاهم مع النظام السوري في حين أن الثاني يميل باتجاه فتح حوار مع تركيا برغبة أمريكية خالصة .
تعميق خلافات
ومن واقع الحال فإن هذه الخلافات يمكن أن تعمل على تعميق الخلافات بجانب تضارب وجهات النظر فيما يمكن ان يحدث بالنسبة للأكردا مستقبلاً .
ولا شك أن هذا التضارب لن يفضى في القرب العاجل بوجهة نظر تتفق في ما يمكن أن يحدث مستقبلاً للأكردا في سوريا .
وهناك مرحلة غير مستقرة بين العلاقة بين الإدارة الذاتية الكردية والنظام السوري، حيث وصلت أحياناً إلى حدّ الصدام السياسي والعسكري، في ظل تعنّت النظام وإصراره على أنه لا وجود لقضية كردية في البلاد .
كما أن النظام السوري غير مستعد لمنح الأكراد إلا بعض الحقوق الثقافية، وأن عليهم تسليم شرقي الفرات بالكامل له .
ردود أفعل لتصريحات الأسد
وكانت تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد في مطلع مارس الماضي، والتي اتهم فيها قطاعاً واسعاً من الأكراد بـ”التعامل مع المحتل”، معتبراً الوجود الكردي طارئاً في سورية وليس أصيلاً ردود فعل سلبية من جانب الأكراد .
ورد فعل الأسد فيما يتعلق بعدم وجود “قضية كردية” في سوريا، متهماً ما سماها “مجموعات كردية”، بـ”العمل تحت السلطة الأميركية” كانت حادة للغاية، وففجرت ردود أفعال كبيرة للغاية في الجانب الكردي .
وكانت العديد من المحاولات قد أدت إلى عدة للتفاهم بين الأكراد السوريين والنظام السوري بإشراف روسي، لكنها باءت بالفشل .