إسماعيل هنية يكشف عن خطة تحرك لمواجهة “مثلث الشر”
كشف إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” عن استراتيجية وخطة تحرك لمواجهة “مثلث الشر” الهادف لتصفية القضية الفلسطينية.
وأوضح إسماعيل هنية ، خلال كلمة له في مؤتمر إلكتروني ينظّمه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين تحت شعار “القدس أمانة.. التطبيع خيانة” أن القضية الفلسطينية تعرضت لـ”مثلث برمودة السياسي التدميري”، المتمثل في “ًصفقة القرن”، وخطة الضم، وسياسية التطبيع.
ولفت إلى أن استراتيجية الإدارة الأمريكية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وبناء بيئة محيطة غير حاضنة على المستوى الرسمي “وربما أبعد من ذلك”.
وذكر أن “مثلث الشر السياسي يهدف لبناء تحالف إقليمي في المنطقة يكون العدو الصهيوني متسيدًا فيه بحكم التقدم العسكري والتقني والتكنولوجي، ويتم إعادة ترتيب مصفوفة الأعداء في المنطقة ويقول إن إسرائيل حليف”.
وبشأن استراتيجية مواجهة “مثلث الشر”، قال هنية إنها ترتكز على تفعيل عدة دوائر، أولها العمل على توحيد شعبنا وامتلاك كل وسائل القوة والممانعة السياسية لمواجهة الاحتلال ومخططات تصفية القضية.
وأضاف “قطعنا شوطًا جيدًا وتوصلنا إلى مفاهيم قائمة على ضرورة إعادة بناء النظام السياسي وتفعيل مبدأ الشراكة في الميدان والسلطة ومنظمة التحرير، وبتنا على أعتاب إنجاز على هذا الطريق”.
أما الدائرة الثانية، وفق هنية، فهي دائرة المقاومة، إذ “لا يمكن لشعبنا أن يتحرر إلا من خلال المقاومة”.
وقال: “وقفنا بكل إباء وصمود في ثورات وانتفاضات وحروب، في القدس والضفة وغزة، كما وقف أبناء شعبنا الذين يقاومون بطريقتهم في الداخل المحتل عام 1948، والذين يعيشون في المنافي والشتات، ويحافظون على القضية ويتمسكون بحق العودة”.
أما الدائرة الثالثة في مواجهة “مثلث الشر” فهي ترتيب علاقاتنا مع محيطنا العربي والإسلامي والوصول إلى تشكيل تيار وكتلة صلبة لمواجهة التحديدات والخطر على القضية”، وفق هنية.
ويأتي “الانفتاح على كل أحرار العالم والاستفادة من كل الطاقات بهدف نزع الشرعية عن الكيان، ومواجهة الرواية الصهيونية وتثبيت الحق الفلسطيني” ضمن الدائرة الرابعة.
وأضاف “نريد الانتقال من استراتيجية الدعم والإسناد إلى استراتيجية الشراكة الكاملة لتحرير فلسطين والقدس ومواجهة المخططات الهادفة لتصفية القضية وتكريس الهيمنة الإسرائيلية على منطقتنا العربية والإسلامية”.
وتابع “نريد الانتقال من الدعم بالقوة الناعمة إلى الدعم بقوة المال والسلاح للمجاهدين والمرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، والدعم أيضًا باستراتيجية سياسية”.
وأكد هنية ضرورة إغلاق صفحة الصراع داخل الأمة وفتح صفحة جديدة بين الأمة الواحدة وعدوها المركزي.
ورأى أن “ما وقع للأمة شكّل واقعًا ذهبيًا للعدو وللولايات المتحدة للعبث بمقدساتنا واختراق المنطقة”.
وبشأن الانتخابات الأمريكية، والتوقعات المتزايدة بعدم التجديد لدونالد ترامب، قال هنية إنه: “بغض النظر من يكون في البيت الأبيض؛ ما يهمنا هو سياسيات من يأتي”.
وأضاف “للأسف الشديد سياسة الإدارات المتعاقبة منحازة ومتحالفة وتوجت بسياسة ترامب الأخيرة”.
وذكر أن “ترامب سعى لإخفاء القضية وتصفيتها وتدميرها لكنه قد يختفي ولن تختفي القضية والقدس ومشاعر المقاومة والجهاد على أرض فلسطين“.
وشدد على أن ما يهمنا فلسطينيًا هو “عدم العودة للوقوع في فخ الوهم السياسي المتعلق بالعودة للمفاوضات أو مسار التسوية لأن هذا المسار انتهى ووصل إلى الطريق المسدود، ويجب آلا ننخدع تحت أن شعار أو مبرر”.
وأضاف “ننبه على إخوتنا في الساحة الفلسطينية ألا يعودوا تحت فخ الخداع السياسي”.
في موضوع التطبيع والمصالحة، شدد هنية على “ضرورة استكمال خطوات المصالحة وبناء الشراكة الشاملة في المقاومة الشعبية والقيادة الموحدة وإنهاء الانقسام السياسي والتشريعي وتشكيل مجلس وطني وإعادة بناء وترميم مؤسسات منظمة التحرير لتضم كل الفصائل والقوى ولتشكل مظلة ناظمة لشعبنا في الداخل والخارج”.
وأكد أن “حماس متمسكة بالوحدة وتحقيق المصالحة ولن تتراجع عن الخطوات التي بدأتها، ولا مستوى التفاهمات التي وصلنا إلها مع فتح والفصائل، ونريد أن نستكمل ما تبقى لننجر اتفاقًا فلسطينيًا شاملًا”.
وعربيًا، شدد هنية على ضرورة “تشكيل عمق استراتيجي للقضية، والوقوف في وجه التطبيع”.
وقال: “التطبيع لا يعبر عن ضمير أمة، وهو معزول عن مشاعر وضمير وتاريخ وثقافة هذه الأمة وأحرار العالم، والتطبيع هو مسار الندم”.
وأضاف “من يسير في هذا الطريق سيندم؛ فالشره الصهيوني لا يكتفي بعلاقات دبلوماسية بل سيعسى لإحداث اختراقات كبرى في الشعوب والدول التي تطبع”.
وأشار رئيس حماس إلى أننا “أمام متغيرات استراتيجية، وإعادة تشكل للمنطقة، ويجب ألا نكون مكتفين بردة الفعل أو الجري وراء الأحداث”.