لا يزال مسلسل شارع شيكاغو يثير الجدل في حلقاته الأخيرة، ومع ظهور شخصيات مثل السراج والمشير يعيد المشاهد بشكل متواصل لتلك الفترة من زمن الوحدة بين سوريا ومصر.
السراج والمشير يحضران حفلاً غنائياً في دمشق لميرمار (سلاف فواخرجي) التي يُحضرها للحفل أخوها برهان (جوان الخضر) لأنه اختار مصالحه الشخصية فوق أي اعتبار أخر.
جوان الخضر يبرز بأداء رائع في دوره، ويعطي لتقلبات الشخصية التي يؤديها بالكثير من القوة والتركيز، من اللغة لحركات الوجه، ونظّلي الرواس التي يظهر أداؤها في شخصي البنت اليهودية الدمشقية، ما يشير لبراعتها في الأداء، ويلفت المشاهد أنها تؤدي دورها بسهولة وحضور جاذب كما أشارت جريدة الأخبار.
السراج والمشير
عبد الحميد السراج “السلطان الأحمر”، الذي كان رئيس للاستخبارات العسكرية السورية، ثم في أيام الوحدة وزيراً للداخلية ومسؤولاً عن الدرك والأمن، والشرطة السرية، وكان معروف عنه عدائه المتبادل مع المشير عبد الحكيم العامر.
المشير عبد الحكيم عامر، الذي ترقى مع إعلان الوحدة وثم أصبح حاكماً لسوريا ومزوداً بصلاحيات رئيس الجمهورية، ونزاعات مستمرة بينه وبين السراج، ورسائل مباشرة وغير مباشرة ضد الآخر إلى عبد الناصر، وفي صراع ربما كان ناصر سببه بأن لا يكون لأحدهما السلطة الكاملة على دمشق، والذي يظهر بمشهدهما في مسلسل شارع شيكاغو أنهما متقاربان ولكن حذران.
صراع كان دائماً بين السراج والمشير ربما نرى في أيامنا ما يشابه أسمائهم لكن الطريف أيضاً أن أطفال جمال عبد الناصر الأصغر هما عبد الحميد وعبد الحكيم.
ويثير مسلسل شارع شيكاغو الكثير من التفاصيل لتلك الحقبة الزمنية من تاريخ العاصمة السورية دمشق، فنرى تمثيل لبقايا الإخوان العثمانيون وفكرهم المتطرف للسيطرة على المجتمع في دور الفنان فايز قزق والمثل حسام الشاه.
المسلسل أظهر الكثير من الشخصيات من تاريخ المدينة “دمشق” في تلك الحقبة، حتى أنه أفرغ دوراً كاملا للثوري الكوبي تشي جيفارا الذي زارها في حزيران عام 1959 ، حيث نراه في عدة مشاهد من المسلسل، وعبد الناصر وفترة حكمه وقتها، والتي لا يخفى للمشاهد تسليط الضوء الكبير على نشوء بذرة فروع المخابرات من تأسيس المكتب الثاني وقتها، والممارسات التي كان يقوم بها في السيطرة على المجتمع من كافة أطيافه وتوجهاته.
