تقارير: بالأرقام والأسماء فساد غير مسبوق في صفوف الجيش السوداني
كشفت بعض التقارير الاعلامية التي تم تداولها في عدد من المواقع الاخبارية عن عمليات فساد غير مسبوقة في أروقة المؤسسة العسكرية وعلى رأسها الجيش السوداني الذي يتولى قيادته عبد الفتاح البرهان.
وبحسب التقارير التي تم تداولها نقلاً عن مصادر مالية سودانية داخلية وخارجية، فقد كشفت بعض المستندات والتقارير المالية عن تحويلات مالية ضخمة لأموال تخص الشعب السوداني لتمويل الجيش والكتائب الاسلامية التي تخوض الحرب ضد قوات الدعم السريع منذ 15 ابريل من العام الماضي، من أجل عودة النظام الشمولي السابق إلى الحكم مرة أخرى.
وبحسب المتخصصين والخبراء، فإن الأموال التي تؤخذ من جيوب الفقراء ودافعي الضرائب، تذهب لخدمة قوات البرهان وعناصر النظام البائد لاستعادة الحكم، ولصفقات السلاح وتجنيد المستنفرين ومنح الرشاوى للسياسيين وما يعرف بـ “شلة بنكك” والغرف الإعلامية في الدول المجاورة وبورتسودان لمحاولة استعادة سلطتهم مرة أخرى.
أسماء كبيرة متورطة بسرقة أموال الشعب السوداني
وكشفت التحويلات المالية من حسابات بنك السودان المركزي إلى شركات الجيش السوداني بعد حرب أبريل، مبالغ طائلة من حسابات الدولة بالداخل والخارج لصالح الجيش وذلك بعد اسناد أمر بنك السودان المركزي الى الفريق ياسر العطا الذي تعاونه شبكة من رجال الأعمال الفاسدين ، وأظهرت هذه التحويلات تورط شركات معروفة في إشعال الحرب يقف على إدارتها قيادات عناصر من النظام البائد، كما أظهرت التقارير عن تورط تجار ورجال أعمال باسمائهم وشركاتهم في دعم الحرب، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: عمر النمير ، هشام السوباط ، أشرف الكاردينال ، صديق ودعة ، محمد العليقي، أسعد كرتي وبشارة سليمان القيادي بحركة العدل والمساواة ومسؤول ماليتها واستثماراتها.
أرقام ضخمة.. الجيش السوداني يمول ميليشياته والكتائب الاسلامية من أموال الشعب
بعد الاطلاع على المستندات والتقارير، فقد أظهرت الشيكات والتحويلات المالية عمليات فساد بأرقام مهولة. حيث تم تحويل مبلغ 160.000.000 “مائة وستون مليون دولار” بتاريخ 16 مايو 2023 من حساب بنك السودان المركزي طرف بنك النيلين (في ابوظبي) إلى شركة الاتجاهات المتعددة التابعة لـ “منظومة الصناعات الدفاعية التابعة للجيش السوداني”، وقبله بيوم تم تحويل مبلغ 165.195.000 (مائة خمسة وستون مليون دولار) من حساب بنك السودان المركزي طرف بنك السلام (البحرين) الى حساب شركة الاتجاهات المتعددة ، والتي تقوم بنشاطات استيرادات مشبوهة متصلة بالأسلحة والذخائر وشبكات (المرتزقة) لصالح الجيش السوداني والميليشيات الإسلامية المتحالفة معه، كما تم بتاريخ 8 يوليو 2023 تحويل مبلغ 7.057.370 (سبعة مليون دولار) من حساب بنك السودان المركزي الى حساب شركة (CRANE CURRENCY – MALTA) بغرض طباعة عملة محلية لتمويل الحرب وشراء ذمم السياسيين لحشدهم لحرب “الكرامة” المزعومة، بحسب ما أسماها القيادي الاسلامي أحمد هارون، المطلوب للعدالة الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية.
وتواصلت العمليات المشبوهة بنهب أموال الشعب السوداني بتحويل مبلغ 183.625.000 دولار (مائة وثلاثة وثمانون مليون دولار) بتاريخ 5 سبتمبر 2023 إلى حساب شركة أي دي جي قولد تريدينغ التابعة للقوات المسلحة، وهي واحدة من الشركات التي يدور حولها لغط كثيف حول عمليات الفساد داخل الجيش.
كما تم تحويل 66.675.884.72 دولار ستة وستون مليون دولار من بنك الخرطوم فرع أبوظبي الى حساب بنك السودان المركزي بتاريخ 27/9/2023، كما جرت عمليات تحويل متزامنة شملت مبلغ 92.500.000 دولار اثنين وتسعون مليون دولار بتاريخ 27/9/2023 وكذلك تحويل مبلغ 40.000.000 دولار أربعون مليون دولار. إلى شركة أي دي جي قولد تريدينغ التي تدير ضمن شركات الجيش عمليات تحويل الأموال من خزينة الدولة لصالح القوات المسلحة.
‘إضافة لما سبق استمر قادة حكومة الأمر الواقع ببورتسودان في عمليات فساد الأموال بتحويل مبلغ 36.756.109.14 ستة وثلاثون مليون دولار من حساب بنك السودان ببنك الخرطوم (فرع ابوظبي) بتاريخ الثلاثين من أكتوبر 2023، وأيضًا تحويل مبلغ 18.362.500 ثمانية عشر مليون دولار من نفس الحساب والبنك في أبو ظبي بتاريخ 13 نوفمبر 2023، كما تحويل مبلغ 120.000.000 دولار إلى حساب بنك السودان المركزي ببنك السلام البحرين بتاريخ الثلاثين من نوفمبر 2023، حيث تمت هذه العمليات بالتزامن مع زيارات سرية متكررة لشقيق مدير جهاز المخابرات العامة ويدعى (علي ابراهيم مفضل) الذي حضر خصيصاً من الولايات المتحدة الى البحرين، كما زار البحرين ايضاً الفريق شمس الدين الكباشي، وتشير المعلومات أن شقيق مدير المخابرات ينشط هو الاخر في عمليات شراء السلاح والذخائر لصالح الجيش وجاءت مشاركته بعد التضييق على مدير منظومة الصناعات الدفاعية الفريق (ميرغني ادريس) الذي عاقبت الولايات المتحدة عدد من الشركات التي يديرها ضمن ما يعرف بمنظومة الصناعات الدفاعية وبعد القبض على القيادي الإسلامي عبد الباسط حمزة.
كما تم تحويل مبلغ 32.762.500 اثنين وثلاثون مليون دولار بتاريخ 2 اكتوبر 2023 إلى حساب الشركة المشبوهة (أي دي جي قولد تريدينغ).
حركة التحويلات المشبوهة من حسابات الدولة الرسمية في البنوك الخارجية إلى شركات ذات علاقة مباشرة مع الجيش، تعكس مدى ضخامة شبكة الفساد وقوة العلاقة وعمقها بين الحكومة والجيش في إدارة عمليات الفساد الذي يجعل انقطاعها أمر في غاية الصعوبة ويشعل الحروب ويحرق السودان، ويجوع شعبه ويقتله جوعاً بمن فيه لصالح هذه العصابة الفاسدة.
وكشفت حرب 15أبريل عن حقائق صادمة للشعب السوداني، بأن الجيش الذي يغتصب 82 في المئة من ميزانية الدولة، يحرم جنوده لأربع سنوات ويزيد من زي رسمي وسلاح فعال وتدريب يضاهي أضعف الجيوش في العالم. كما فتحت الباب واسعاً لعمليات الفساد والتهام أموال الشعب الجائع في معسكرات النزوح باسم “حرب الكرامة” المزعومة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.