زادت حالات الانتحار في الأردن بصورة ملاحظة في الفترة الأخيرة، ففي الوقت الذي نجحت فيه الأجهزة الأمنية بمدينة العقبة من إنقاذ شاب حاول إلقاء نفسه من أعلى برج الاتصالات، استطاع 6 أشخاص التخلص من حياتهم في الأسبوعين الأخيرين .
وبحسب إحصائيات رسمية نقلها موقع ” سبوتنك ” فإن عدد حالات الانتحار منذ بداية العام الماضي وحتى مطلع شهر سبتمبر/ أيلول الماضي بلغ 100 حالة انتحار، فيما تزداد الحالات بشكل لافت في السنوات الأخيرة.
وعلى ضوء دراسة لجمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن”، إن النساء الأكثر إقبالًا على ظاهرة الانتحار، حيث أصبحت حالات الانتحار ومحاولاته في زيادة مستمرة خلال السنوات (2012-2018)، والإناث يشكلن حوالي 30% من حالات الانتحار و62% من المحاولات.
المملكة والأرقام القياسية
وخلال الأسبوعين الماضيين شهدت المملكة تسجيل 6 من حالات الانتحار ثلاث منها في العاصمة عمان، حيث شهد جسر عبدون واحدة منها، فيما توزعت الحالات الأربعة المتبقية بين محافظتي إربد وعجلون.
ورمى مواطن نفسه من فوق جسر عبدون، فيما اقدمت ستينية على الانتحار في منزلها شنقا في منطقة شفا بدرا في المملكة بعدما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغا بوجود جثة في إحدى الشقق السكنية بالمنطقة، وفي منطقة عرجان بمحافظة العاصمة أقدمت خادمة على الانتحار بشنق نفسها داخل منزل مخدوميها بواسطة حبل ليزداد عدد حالات الانتحار.
و أقدم عشريني على الانتحار بشنق نفسه، في منطقة راسون بمحافظة عجلون ووجدت جثته معلقة على شجرة بالقرب من منزل ذويه، وفي المحافظة ذاتها أيضا عثرت الأجهزة الأمنية على جثة لمواطن مصاب بعيار ناري في منطقة الرأس، وفي الرمثا بمحافظة إربد أقدم شاب على الانتحار بمنطقة الشجرة بإطلاق النار على نفسه.
وضع المملكة الاقتصادي
وقال منير إدعيبس، المدير التنفيذي لجمعية معهد تضامن النساء الأردني، إن “تراجع الأوضاع الاقتصادية في الأردن وفي الشرق الأوسط عامة ساهم بشكل كبير في زيادة ظاهرة الفقر والبطالة بين المواطنين، وهذا ما ساعد في انتشار حالات الانتحار وكذلك الإقبال على تناول المخدرات والكحول”.
وشدد منير على أن “محاولات الانتحار التي تقدم عليها النساء في الأردن تعود إلى أسباب أخرى، أهمها العنف الممارس عليها سواء كان من جانب الأسرة، أو في محيط المجتمع”.
العنف ضد المرأة
وأضاف :”في دراسة أجرتها الجمعية عام 2019، تناولنا أسباب انتشار ظاهرة حالات الانتحار لدى السيدات، ووجدنا أن السبب في ذلك عائد بشكل أساسي إلى العنف الممارس ضدهن”.
وفي السياق ذاته قالت عليا أبوهيل، النائبة في لجنة المرأة في مجلس النواب الأردني، إن “حالات الانتحار الأخيرة التي حدثت في الأردن، منتشرة في جميع بلدان العالم، وربما المعدلات في عمان من ضمن الدول الأقل على مستوى العالم”.
ومضت قائلة: “11 مليون مواطن يعيشون في الأردن، ومعدل الانتحار في الأردن طبيعية وأقل من الطبيعية، مقارنة بالدول الأجنبية التي تنتشر هذه الظاهرة فيها”.
ونفت أبوهيل تأثر الظرف الاقتصادي على الأمر حيث قالت: “غير صحيح أن يكون إقدام الأردنيين على الانتحار بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لا يمكن أن تتسبب هذه الأوضاع إلى الانتحار، من يقدمون على الانتحار هم من لديهم فراغ روحي، وضعف إيماني”.
المملكة تشهد نسبة ارتفاع
وأوضح التقرير الإحصائي السنوي لعام 2018 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة، الزيادة المستمرة في حالات الانتحار في المملكة خلال السنوات الماضية، حيث وصلت حالات الانتحار التام إلى 142 حالة خلال عام 2018 وبنسبة ارتفاع بلغت 9.2% مقارنة مع عام 2017.
وجاء الأردن في المرتبة 11 بين الدول العربية في معدلات الانتحار عام 2016، بنسب بلغت 0.2 لكل 100 ألف نسمة بحسب منظمة الصحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة .
