دراما خليجية في رمضان .. تعبد الطريق أمام التطبيع مع إسرائيل
مع بداية عرض مسلسلان خليجيان مع بداية شهر رمضان المبارك، وردود الأفعال تتوالى عبر الشبكات الاجتماعية حول الرسائل التي يقدمها المسلسلان وتحددًا الترويج بقصد التطبيع من إسرائيل في المستقبل القريب.
والمسلسلان هما “مخرج 7” و “أم هارون”، وتبثهما قناة “أم بي سي” (MBC) السعودية، التي تتخذ من دبي الإماراتية مقرًا لها، ويتوليان مهمة الترويج للتطبيع عبر التطرق إلى قضايا شائكة، وفق متابعين.
مسلسل مخرج 7
مسلسل “مخرج 7” من بطولة الفنان الكوميدي السعودي، ناصر القصبي، وهو حلقات منفصلة تناقش كل منها موضوعًا مختلفًا.
وتطرقت الحلقة الثالثة من المسلسل، الأحد، إلى العلاقات مع إسرائيل، عبر ردود أفعال داخل أسرة سعودية اكتشفت أن أحد أطفالها (زياد) يلعب عبر الإنترنت مع طفل إسرائيلي (عزرا).
ويظهر الأب (ناصر القصبي) غاضبًا، وهو يقول: “قلت لزياد.. اقطع علاقاتك معه (عزرا) فورًا”. لكن ترد زوجته: “أنت تبالغ، دع الأطفال يلعبون”.
دلالة أكبر
أما المشهد الذي يحمل الدلالة الأكبر فجاء في حوار بين القصبي والفنان السعودي راشد الشمراني، الذي قال مخاطبًا الأول: “إسرائيل بشر مثلك (..) إسرائيل موجودة سواء أعجبكم ذلك أم لم يعجبكم”.
وأضاف الشمراني: “ما ضيع العرب طوال هذه السنين إلا القضية الفلسطينية، والنتيجة كلام وجعجعة بلا نتيجة”.
وتابع: “لو تظنون أنكم إن منعتم زياد من اللعب مع صاحبه الإسرائيلي أن تزول إسرائيل عن الوجود، فأنتم مخطئين”.
واعتبر الشمراني أن من يقول إن إسرائيل ستزول “واهم”، وأن العرب يقولون هذا الكلام منذ سنوات طوال، في حين أن دولهم هي التي بدأت واحدة تلو الأخرى “تنتهي”، فإن إسرائيل بقيت دون أن يمسها سوء.، وذلك وفق ما نقلته وكالة (الأناضول) للأنباء.
إشادة إسرائيلية بموقف السعودية
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أثنت القناة “12” التلفزيونية الإسرائيلية (خاصة)، في تقرير الإثنين، على المسلسل، بقولها: “هذه هي المرة الأولى التي يتحدثون فيها علانية في السعودية عن أن إسرائيل ليست عدوًا”.
وأضافت: “يدور الحديث عن تغير جوهري، يتجاوز حتى عتبة التطبيع مع إسرائيل ، ويدعو إلى تعزيز السلام والعلاقات الدافئة بين مواطني الدولتين (إسرائيل والسعودية)”.
واعتبرت أن الحلقة الثالثة من المسلسل “تنقل رسائل إيجابية تجاه إسرائيل، وتدعو إلى توطيد العلاقات الاجتماعية والتجارية مع مواطنين إسرائيليين”.
مسلسل “أم هارون”
أما مسلسل “أم هارون” فتدور قصته حول سيدة يهودية تعاني مصاعب ومشاكل كثيرة في دولة خليجية، وهو إنتاج مشترك بين شركتين إماراتية وكويتية، ويحمل رسائل مبطنة عن اليهود ومعاناتهم، بحسب منتقدين.
في تفسيره لتركيز قناة “أم بي سي” على قضية التطبيع مع إسرائيل ، قال محمد الثنيان، باحث في التاريخ، إن “سياسة القناة هي تكرار موضوع التطبيع حتى يصبح واقعًا”.
وأضاف في تغريدة: “في مسلسل أم هارون يتم بث رسائل سياسية ومغالطات تاريخية، كالانتداب البريطاني على إسرائيل مش (ليس) على فلسطين، وتسويقهم للتعايش مع اليهود!”.
واستطرد: “بعد رسائل أم هارون يتم التسويق للتطبيع في مخرج 7، وهي حملة ممنهجة للتطبيع، بعد الطعن في قيّم المجتمعات المحافظة”.
وأردف: “قناة أم بي سي تستخدم سياسة شل الذاكرة التاريخية في مسلسل أم هارون، واعتمدت مع هذه السياسة الغرس الثقافي (التعايش مع اليهود، وأن اليهود مظلومين، وتناسوا الظلم على أهل فلسطين)”.
وشدد على أن “ما قامت به أم بي سي، بعيدًا عن الحقائق التاريخية، هو التأثير على الجمهور وتهيئتهم للتعايش مع اليهود”.
تشويه متعمد
ماهر اليوسفي، كاتب فلسطيني، قال عبر “تويتر”، إنه “لا يمكن مناقشة قضية فلسطين بأسلوب مبتسر وتشويه مقصود مزيف، في mbc مخرج7 بتمثيلية : أحدهم يتهم ويشيطن الفلسطينيين، والثاني يرد بمقولة صهيونية قديمة (الفلسطيني السيء/والجيد) والفلسطيني الجيد هو الميت، حوار فقير يكرس جهلا، ومردود عليه للمرة الألف، في اتهام الفلسطيني ببيع الأرض”.
فيما قال أحمد بن راشد بن سعيّد، كاتب سعودي، “حاولوا من خلال هذا الحوار (في مسلسل مخرج 7) الإيحاء بالتعددية، لكن الدفاع الباهت عن الفلسطينيين لم يُخف التشويه المتعمّد لهم”.