صيام شهر رمضان في زمن كورونا .. تضارب الفتاوى
مع استمرار جائحة كورونا فتكًا بالعالم، ومع التغيرات الكثيرة التي باتت تطرأ على المشهد العالمي وما سببه كوفيد 19 من إرباك لمختلف مناحي الحياة، هاهو شهر رمضان المبارك يطرق الأبواب، في ظل وجود العديد من الفتاوى فيما يخض صيام شهر رمضان من عدمه، نظرًا للواقع الجديد الذي فرضه الوباء العالمي.
وبالفعل فقد أربكت جائحة كورونا العالم بإكمله وسط العديد من الإجراءات للحد من اتشارها، فتم على إثر ذلك إلغاء فعاليات اجتماعية ودينية ورياضية وفقدان الملايين مصادر أرزقاقهم.
رجال الدين
ومع اقتراب الشهر الفضيل، بات السؤال الذي يحير أكثر من مليار مسلم حول العالم هو صيام شهر رمضان أم لا؟ ففي ظل استمرار الازمة الصحية والمخاوف من المرض، برز على السطح رجال الدين للنظر والإفتاء في القواعد المتعلقة بالصوم.
وخرح المرجع الشيعي العراقي، علي السيستاني، بفتوى أجازت إفطار شهر رمضان للشخص الذي يخاف على نفسه من الإصابة بالفيروس.
ووفقًا لموقع قناة (الحرة) فقد جاء نص الفتوى كما يلي: “إذا حل شهر رمضان القادم على مسلم وخاف من أن يصاب بكورونا إن صام ولو اتخذ كافة الإجراءات الاحتياطية سقط عنه وجوبه بالنسبة إلى كل يوم يخشى إن صامه أن يصاب بالمرض ويلزمه قضاؤه”.
أهم الفرائض
رجل الدين الشيعي، علي السيستاني، أضاف أيضًا في فتواه أن ” صيام شهر رمضان من أهم الفرائض الشرعية ولا يجوز تركه إلا لعذر حقيقي، وكل إنسان أعرف بحال نفسه في أن له عذرا حقيقيا في ترك الصيام أو لا”.
وقال أيضا إن خاف المسلمون من “الإصابة بالفيروس مع ترك شرب الماء في فترات متقاربة في النهار ولم يمكنهم اتخاذ إجراء آخر يأمنون معه من الإصابة به، لم يجب عليهم الصيام”.
المصابين لا يشملهم الصيام
أما في إيران، فقد أشارت السلطات إلى أن هنالك إعفاءات صيام شهر رمضان ستكون على أقل نطاق.
وصرح نائب وزير الصحة الإيراني، على رضا الريسي، بأن اللجنة العلمية للمقر الوطني حول فيروس كورونا ستعلن قرارات صيام رمضان في الأيام القادمة.
وذكر أن “بعض الأشياء التي تم الاتفاق عليها هي أن الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس والذين أظهروا أعراضا لمدة تقل عن أسبوعين لا يشملهم الصيام”.
كما أوضح أن كبار السن أصحاب الـ65 عامًا فما فوق، والذين يعانون من أمراض أخرى ولا يمكنهم العزل فصيام شهر رمضان لا يشملهم كذلك.
لكنه نبه إلى أن الأمر في الأخير متروك لرجال الدين، قائلًا: “نحن لا نعطي أحكامًا دينية، نحن فقط نناقش المخاطر والأضرار، ورجال الدين يصدرون آراء قانونية”.
دار الإفتاء المصرية
في مصر وتركيا، أعلنت كلا الدولتين، أن الوباء العالمي ليس لديه أي تأثيرات سالبة على صيام شهر رمضان، إلا أن الصلوات في المساجد ستبقى معلقة في كلا البلدين.
وحسمت دار الإفتاء المصرية الجدل، حينما قالت: “اجتمعنا مع لجنة طبية أجمعت أن فيروس كورونا لا يؤثر على الصوم، وأكدت أن الصوم يقوي جهاز المناعة ويساعد في مواجهة هذا الفيروس”.
ومضت في القول: “يجوز للمرضى والطواقم الطبية الذين يواجهون فيروس كورونا الفطر إذا وقع عليهم ضرر والفتوى تنبني على رأي الأطباء في هذه الحالة”.
مشاورات الأزهر والصحة العالمية
أكد المشرف العام على جامعة الأزهر في مصر، الدكتور عبد المنعم فؤاد، أن الأزهر يجري مشاورات مع منظمة الصحة العالمية، في هذا الجانب.
وأردف “إفطار رمضان يعتمد على الدليل العلمي أنه يؤثر على انتشار كورونا، وبالتالي فإن الإفطار سيكون إلزاميا في تلك المرحلة”.
واختتم تصريحاته بالقول إن “الإسلام يجيز للمرضى إفطار رمضان، لكن الطب لم يثبت لحد الآن أي أثر سلبي للصيام على انتشار كورونا”.