محاولة اغتيال رئيس الوزراء السوداني.. جرس إنذار للحكومة الانتقالية
مع صبيحة اليوم الأثنين تعرض رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك لحادث اغتيال هو الأول من نوعه في السودان، وذلك بعد أن نجا هو وحرسه الشخصي من محاولة تفجير سيارة مفخخة في مدينة بحري بحي كوبر في العاصمة السودانية الخرطوم، وأكد التلفزيون السوداني نقل حمدوك إلى مكان آمن عقب الحادثة .
تفاعل الشارع السوداني
ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء السوداني القت بظلالها مباشرة على الشارع السوداني الذي استنكر عبر العديد من وسائل التواصل الاجتماعي محاولة اغتياله .
ومن واقع الحال يبدو أن هناك الكثير من الحلقات المفقودة في هذا التفجير الذي سوف تتضح دوافعه عقب الإجراءات التي تقوم بها السلطات السودانية في الوقت الراهن من أجل معرفة المتسبب في حادثة التفجير .
وتعتبر هذه الحادثة بمثابة جرس إنذار بالنسبة لحكومة السودان الانتقالية، والتي تتعرض للكثير من الضغوطات في الوقت الحالي، حيث تسعى جاهدة من أجل الإصلاح العام في السودان .
ويعول الكثير من المواطنين من الشعب السوداني على رؤية عبد الله حمدوك الاقتصادية والفكرية، إذ يعتبر الرجل بمثابة (الجوكر) في الوقت الراهن بالنسبة للبلاد بعد الانقسام الذي حدث في الكثير من قطاعات الشعب السوداني .
إصلاح القضايا الداخلية
ومنذ تعيينه في منصب رئيس الوزراء السوداني يعمل عبد الله حمدوك على إصلاح الكثير من القضايا الداخلية التي ورثها عن الحزب المباد أو ما يعرف بحزب المؤتمر الوطني .
خاصة فيما يتعلق بعمليات إحلال السلام في الكثير من المناطق في السودان، والتي تأثرت في السابق بالتهميش من قبل حكومة المؤتمر الوطني، باعتراف الرئيس السابق عمر البشير، والذي يوجد حالياً في سجن كوبر .
ويرى الكثير من المحللين والباحثين في الشأن السياسي السوداني بأن عبد الله حمدوك يمكنه أن ينقذ السودان من براثن المعاناة التي عاشها بسبب الحكومة السابقة .
وتتزايد في السودان بشكل يومي معاناة المواطنين في الحصول على ضروريات الحياة، كالمواصلات وغلاء الأسعار، بجانب عدم الحصول على الخبز إلا بعد الانتظار في الصفوف الطويلة .
وباتت الكثير من الحلول تلوح في الأفق، وبالرغم من المعاناة التي تحدث حالياً إلا أن الشعب السوداني بات يعلم تماماً بأن حمدوك يمكنه أن يحصل على الحلول من الأزمات المتتالية، وذلك لخبرته الطويلة في العمل الاقتصادي في القارة الإفريقية والعالم أجمع .
إرجاع العلاقات الخارجية
وعمل عبد الله حمدوك على إصلاح العلاقات الخارجية والتي انقطعت مع كثير من الدول الأوروبية والغربية، وذلك بسبب الخلافات السياسية للدولة السودانية، وعدم التعامل بحصافة فيما يتعلق بملف دعم الإرهاب وعدم التعامل مع القانون الدولي، بجانب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على الشعب السوداني في بداية حكم الانقاذ .
اتفاق من قبل الشارع السوداني
وجاء عبد الله حمدوك باتفاق كبير من قبل القوى السياسية في السودان والشارع السوداني الذي يرى فيه رجل المرحلة في البلاد .
وفي السياق قال الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، القائد العام للقوات المسلحة:” لولا انحياز القوات المسلحة لرغبة الشعب، لكان هناك انزلاق في الفوضى وانحدار للمجهول “.
ويبحث الشعب السوداني في الوقت الراهن عن بارقة أمل من أجل المضى قدماً في تحقيق أهداف الثورة السودانية التي مُهرت بالدماء في سبيل الحرية والسلام والعدالة .