أحزاب تروّج للانتخابات الرئاسية في أحياء حلب الشرقية

أحزاب تروّج للانتخابات الرئاسية في أحياء حلب الشرقية
0

مع الإعلان عن موعد للانتخابات الرئاسية في سوريا، في 26 من أيار المقبل، وفتح باب الترشح للانتخابات، ما بين 19 و28 من نيسان الحالي، بدأت بعض الأحزاب المرخصة باستهداف سكان المناطق التي كانت خارجة عن سيطرة النظام في حلب لإقناعهم بالمشاركة والتصويت لمصلحة رئيس النظام، بشار الأسد.

الحزب “القومي السوري”.. وجبات للفطور والتصويت

بدأ أعضاء من الحزب “القومي السوري” بالترويج للانتخابات الرئاسية لبشار الأسد، من خلال إعداد وجبات طعام وتوزيعها في الأحياء التي كانت تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة حتى نهاية عام 2016.

وبدأت “منفذية حلب” لـ ”القومي السوري” ، منذ 21 من نيسان الحالي، بتوزيع وجبات الطعام على المدنيين في أحياء حلب الشرقية والأحياء القديمة .

وقال أحد الأعضاء الجدد في “الحزب القومي السوري”، إن رئاسة “المنفذية” طلبت من الأعضاء القيام بهذه النشاطات، مع تحديد ميزانية لها، تبدأ من 21 من نيسان الحالي حتى 15 من أيار المقبل، وتشمل معظم أحياء حلب، وخصوصًا الأحياء القديمة والشرقية.

وأضاف عضو الحزب أن دور موزعي الطعام يتمثل بالشرح للمدنيين عن واجب التصويت بالطريقة المشروعة، واستخدام الأصوات الانتخابية، “بما يلائم تطلعاتهم، وخاصة أن المرحلة المقبلة حساسة جدًا، وتتطلب وقوف الشعب إلى جانب القيادة المنتخبة”، بحسب تعبير رئاسة “المنفذية”.

عماد، وهو أحد سكان حي باب النصر بحلب القديمة، قال إنه تفاجأ بتوزيع أشخاص الطعام قبيل الإفطار بنحو ساعة، “كان هناك عدة شبان يرتدون قمصانًا عليها إشارة علم الحزب (القومي السوري) وهم يقومون بتوزيع الطعام، كل حديثهم عن الانتخابات الرئاسية وأن المرحلة المقبلة تتطلب الوقوف من الجميع وأن نكون يدًا واحدة، وكان دور الفتيات الحديث بشكل صريح عن انتخاب بشار الأسد لفترة رئاسية جديدة”.

وأضاف عماد أن أعضاء الحزب وصفوا رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي ترشح للدورة الرئاسية الرابعة، أنه “سيكون الخلاص لسوريا من ويلات الحرب، وسيقوم بإعادة إعمار البلد من جديد بسواعدنا جميعًا”.

ورفض البعض أخذ الطعام الموزع، بينما اكتفى آخرون بالوقوف والنظر إلى مجموعات الشبان التي قامت بالتوزيع، وقالت سكينة، وهي من سكان حي أغيور، لعنب بلدي، “لم آخذ منهم الطعام، ولن أشارك في المهزلة التي تسمى انتخابات، لأن النتيجة محسومة لمصلحة بشار الأسد الذي تسبب بدمار البلد وقتل المدنيين وتهجير أقاربنا”.

برأي سكينة، فإن توزيع الطعام غايته “تلميع صورة بشار”، من خلال استغلال الوضع المعيشي الذي يشغل بال المدنيين، وسط صعوبة تأمين المستلزمات والاحتياجات اليومية لكل منزل.

وينشط “القومي السوري” في محافظة حلب، وله جناح عسكري يعرف باسم “نسور الزوبعة” يشارك في المعارك إلى جانب قوات النظام في ريف اللاذقية، وفي معارك السيطرة على أحياء حلب الشرقية والجنوبية، بينما يقتصر عمل “منفذية حلب” على النشاطات السياسية الموالية للنظام.

ويحظى الحزب “القومي السوري” بشعبية، مع إقامته تحالفات سياسية مع عدة أحزاب، منها الحزب “الشيوعي السوري” و”الإرادة الشعبية” فرع حلب.

حزب “البعث”.. باصات ومسيرات لـ”القائد”

اعتمد فرع حلب لحزب “البعث العربي الاشتراكي” على تسيير باصات لنقل الركاب ضمن أحياء المدينة، خلال نيسان الحالي، الذي شهد تصاعدًا لمشكلات النقل نتيجة تقليص مخصصات الوقود للسيارات العامة والخاصة.

حملت الباصات صورًا لبشار الأسد، وتضمنت خدماتها تعقيم الركاب قبل الصعود، وإيصالهم ضمن خط محدد قرب الأكاديمية العسكرية في حي الحمدانية غربي محافظة حلب.

ويجبر حزب “البعث” أعضاءه والمنتسبين إليه على الخروج بمسيرات لتأييد بشار الأسد، الذي هو في ذات الوقت الأمين العام للحزب، مع دفع الموظفين ومعلمي المدارس للمشاركة وإلا العقاب.

موظف في صالة “الأسد الرياضية” بحي الجميلية، تحفظ على ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، قال لعنب بلدي، إنه تعرض لخصم 10% من راتبه إحدى المرات بسبب عدم مشاركته في مسيرة بسبب مرضه.

ويعرف عن فرع حزب “البعث” في حلب عمل عناصره ضمن الأفرع الأمنية، ومهمتهم مراقبة نشاطات الأعضاء الجدد، والأعضاء الذين توجد لهم نشاطات سياسية مع أحزاب “الجبهة الوطنية التقدمية”، التي تضم تحالفًا لـ”البعث” مع الأحزاب اليسارية.

كما شارك عن طريق “كتائب البعث” بالمعارك التي خاضتها قوات النظام ضد المعارضة، منذ عام 2012 وحتى 2018.

الحزب “الشيوعي”.. تجديد البيعة

دعم الحزب “الشيوعي السوري”، عبر بيان أصدره عقب إعلان بشار الأسد ترشحه في 21 من نيسان الحالي، ترشيح الأسد، ودعا جميع أعضائه ومؤيديه إلى إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة.

تقتصر نشاطات الحزب “الشيوعي” على إقامة الندوات السياسية واللقاءات، مع أحزاب “الجبهة الوطنية التقدمية”، التي انبثق عنها الحزب “السوري الديمقراطي”، وحزب “الشباب للبناء والتغيير”.

وعلى الرغم من الدعاية الحكومية، لم تتعدَّ التعددية السياسية والأنشطة المستقلة للأحزاب الوجود الشكلي، إذ تستمر بترديد تصريحات النظام وتوجهاته.

ومع مرور عدة سنوات على سيطرة النظام وميليشياته على الأحياء الشرقية والجنوبية في حلب، ما زالت تعاني من غياب الخدمات وانتشار الأنقاض، والاقتصار على إعادة تأهيل وصيانة المؤسسات الحكومية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.