العراق.. سيناريو (اللاحكومة) يحتل الموقف ودعوة لنبذ الطائفية
عانى الشعب العراقي كثيراً في السنوات القليلة الماضية من الانقسامات السياسية والطائفية والنعرات الدينية، مما انعكس على حال المواطن العراقي البسيط الذي يبحث عن السلام والمطأنينة في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية .
وفي هذا الصدد بدأ الرئيس العراقي برهم صالح مشاوراته مع قادة الكتل والقوى السياسية في بغداد، في جولة مفاوضات بهدف التوصل إلى توافق بشأن اختيار بديل جديد لرئاسة الحكومة، عقب إخفاق المكلّف محمد علاوي بتشكيل الحكومة ومعارضة الشارع له .
وبدت الكتل التي دعمت تكليف محمد توفيق علاوي سابقاً متمسكة بسيناريو “الغياب الطوعي” الذي أعلن عنه رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، كحلّ بديل يعوض خسارتها من جراء فشل علاوي .
وليس هناك شك عن أن التقاطعات بين الكيانات المختلفة سوف تكون هي سيدة الموقف وفقاً للمعطيات الأولية لتلك الحوارات، وهذا ما يوضح جلياً بأن المرحلة لن تكون سهلة بل ستوقع لها أن تكون معقدة بشكل كبير .
ويرى بعض الخبراء السياسيين بأن مرحلة تكليف علاوي سابقاً شابتها الكثير من نقاط الضعف وكان أبرز هذه النقطا هي اجماع الشارع العراقي على تكليف علاوي بأعتبار أنه قريب للغاية من الطبقة الحاكمة في البلاد .
حيث يدرك الشارع العراقي جيداً بأن علاوي ما هو إلا امتداد للكثير من السياسات الخاطئة التي قادت البلاد إلى ما هي عليه الآن .
وظهر في العراق مؤخراً تيار معارض أساساً لأي مرشح في الحكومة، محاولاً منع ذلك بكل قوته وهو الأمر الذي يقود البلاد إلى منعطفات خطيرة .
وأشارت العديد من التقارير الإخبارية أنه أمس استقبل صالح في بغداد رئيس “تيار الحكمة” الوطني عمار الحكيم، ورئيس ائتلاف “دولة القانون” نوري المالكي، ورئيس “تحالف الفتح” هادي العامري، ورئيس ائتلاف “النصر” حيدر العبادي، كلّ على حدة”، مبيناً أن “صالح أكد ضرورة الإسراع في التوصل إلى اتفاق بين الكتل السياسية من أجل تسمية رئيس مجلس وزراء يحظى بقبول وطني وشعبي” .
ولم يعد غريباً بأن الجميع في العراق مطالَب بوقفة وطنية مسؤولة لتجنيب البلاد ما تمرّ به من ظروف معقدة وصعبة، وتهيئة الأجواء المناسبة لانتخابات مبكرة وتلبية مطالب العراقيين بمختلف أطيافهم السياسية والطائفية المختلفة ” .
وبدت الكتل التي تعتبر نفسها خاسرة من فشل علاوي بتشكيل الحكومة، متمسكة بخيارات صعبة تقطع الطريق أمام أي مرشح بديل قد يُطرح بحسب ما أشار “ العربي الجديد “.
ويرى محمد الغلبان رئيس كتلة بدر البرلمانية بأن هناك العديد من الخيارات بالنسبة للفترة المقبلة، ويتمثل الأول باختيار مرشح من خارج الطبقة السياسية ليشكل الحكومة، والخيار الثاني هو الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال على أن يُحلّ البرلمان وتجري انتخابات مبكرة خلال 6 أشهر” .
ويشير خبراء إلى أن الخروج من الأزمة الحالية يعتبر صعباً للغاية لا سيما في ظل رفض الأطراف التي كانت داعة لعلاوي لمسألة تشكيل الحكومة .
وباتت التحديات التي تواجه تشكيل الحكومة في العراق كبيرة للغاية لا سيما في ظل التقاطعات التي تحدث الآن .
يُشار إلى أن خبراء سياسيين وقانونيين فسروا لجوء عبد المهدي إلى ما سمّاه بـ”الغياب الطوعي”، بأنه خطة لقطع الطريق أمام اختيار شخصية جديدة لمنصب رئيس الوزراء .