مؤتمر أصدقاء السودان .. طوق النجاة لتفادي الانهيار الاقتصادي

اجتماع أصدقاء السودان خلا من المنح والتبرعات المالية (إرشيفية) الجزيرة
0

التقى ممثلون عن 40 دولة ومنظمة عالمية، اليوم الخميس، في مؤتمر أصدقاء السودان في اجتماع افتراضي يهدف إلى حشد الدعم الدولي لمساعدة الخرطوم على تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، ودفع جهود التحول الديمقراطي والتنمية في البلاد.

وتعهدت الدول الصديقة في ‎مؤتمر أصدقاء السودان بدعم يصل إلى أكثر من 1.8 مليار دولار، بالإضافة لتعهدات دولية باعفاء الكثير من الديون حسب تأكيدات رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك.

شراكة مع الاتحاد الأوروبي

وبحسب موقع (باج نيوز) السوداني، قال رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك لدى مخاطبته المؤتمر، إن السودان يتطلع للشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ونوه إلى أن السودان بلد غني وبمساعدة الأصدقاء يمكن تحفيز اقتصاده.

وأضاف: “نعمل على تنفيذ المطلوب لإحلال السلام وتأمين عملية الانتقال الديمقراطي”. مؤكدًا أن برنامج المساعدات من البنك الدولي سيسهم في حل عقبات اقتصادية.

وتابع: “نأمل في مساعدتنا في إعادة هيكلة الديون التي تبلغ 60 مليار دولار”.

رفع العقوبات

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أن الحكومة السودانية الانتقالية أحرزت تقدما ملموساً، لكنه قال إن السودان لا يزال يواجه تحديات جمة.

وأضاف بأن السودان بحاجة للمزيد من الموارد، ومؤتمر الشركاء فرصة جيدة للسودان، ونبه لضرورة إعادة النظر في رفع عقوبات مجلس الأمن الدولي على السودان.

من جهته، أكد الممثل السامي للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية جوزيب بوريل، أن على جميع القوى السياسية دعم حكومة حمدوك.

وشدد على أن التحول الديمقراطي في السودان لا بد أن يحظى بالدعم الكامل، ودعا الجيش لحماية الفترة الانتقالية، وأعلن استعداد الاتحاد الأوروبي لمساعدة السودان في الانتخابات المقبلة.

مواجهة الجائحة

على ذات الصعيد، قال رئيس مجموعة البنك الدولي: “نأمل تقديم 35 مليون دولار لمواجهة فيروس كورونا في السودان”. وأضاف: “سنقدم التمويل لإعطاء فرصة أكبر للحكومة السودانية لتقديم الإصلاحات”. وتابع: “السودان يشكل أولوية لنا وللعالم”.

وأعلن ‏الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدات للسودان بـ(312) مليون يورو، بينما تعهد وكيل وزارة الخارجية البريطانية للشؤون الأفريقية بـ(150) مليون جنيه استرليني.

وتعهد بنك التنمية الأفريقي بـ(500) مليون دولار تدفع خلال ثلاث سنوات، وقال رئيس البنك: “استثمرنا 135 مليون دولار في شركات تصنع الأغذية في السودان”.

عجز الميزانية

وتوقع وزير المالية السوداني إبراهيم البدوي الأربعاء حصول بلاده على دعم مالي من مؤتمر أصدقاء السودان ، مؤكدا أن بلاده لم تضع مبلغا محددا لجمعه في المؤتمر، إلا أنه قطع بوجود مؤشرات تدل على الحصول على ما يكفي لسد عجز الموازنة.

وفي وقت سابق، أعلن حمدوك مشاركة أكثر من 40 دولة ومنظمة بتنسيق من ألمانيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقال محللون إنه ما لم يحصل حمدوك على تمويل سريعا، فإن أول رئيس وزراء مدني منذ الثمانينات قد يواجه اضطرابات من أناس استبد بهم النقص المزمن للسلع أو حتى انقلابا في بلد شهد العديد منها على مدى تاريخه.

آمال كبيرة

وتعلق الحكومة السودانية آمالا كبيرة على مؤتمر للمانحين، في وقت يواجه فيه اقتصاد البلاد خطر الانهيار في ظل نسبة تضخم تفوق 100 في المئة ومعاناة من نقص الخبز والوقود والعقاقير.

وتتفاقم الأزمة بفعل جائحة فايروس كورونا، التي استأثرت بموارد الكثير من المانحين، فضلا عن أسراب الجراد التي تتكاثر في كينيا المجاورة والتي يُتوقع أن تهاجر إلى الشمال خصوصا السودان وإثيوبيا في غضون أسابيع.

ويجد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، الذي يدير البلاد بموجب اتفاق انتقالي يقوم على تقاسم السلطة بين المدنيين والجيش منذ الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير في انتفاضة شعبية العام الماضي، نفسه في حاجة ماسة إلى دعم أجنبي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.