يتصدر أولوليات الإصلاح.. ملف تأهيل القوات الأمنية العراقية عراقيل كبيرة ومخاطر متعددة
هناك العديد من الملفات المعقدة التي لا زالت تواجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي يعمل جاهداً خلال الفترة الأخيرة من أجل الإصلاح في العديد من المؤسسات العامة في البلاد بجانب ملف إصلاح الأجهزة الأمنية .
تعذيب بواسطة السلطات الأمنية
وفيما يتعلق بإصلاح الأجهزة الأمنية فقد ظهر تسريب مصور قبل عدة أيام لفتى عراقي في العاصمة العراقية بغداد، وعلى خلفية مشاركته في التظاهرات العراقية تم تعذيبه بواسطة السلطات الأمنية بطريقة وحشية الأمر الذي جعل من ملف إصلاح الأجهزة الامنية في البلاد يتصدر الأولويات بالنسبة لرئيس الوزراء العراقي .
ومن المتعارف عليه فإن تأسيس السلطات الأمنية العراقية يرجع إلى العام 2003، ومنذ ذلك الوقت لم تطل هذه القوات أي تعديلات بل ظلت تسير بنفس النهج والوتيرة المتبعة منذ التأسيس، الأمر الذي يراه الكاظمي بأنه يحتاج إلى إعادة ترميم وبأسرع طريقة ممكنة .
ردود أفعال غاضبة
ومباشرة وعقب انتشار الفيديو في وسائل التواصل الاجتماعي العراقية، عمت موجة من ردود الأفعال الغاضبة عن الحادثة، حيث طالب العديد من العراقيين بمعاقبة المتسببين في الحادثة وإحالتهم إلى القضاء من اجل عدم تكرار مثل هذه الأحدث مرة آخرى .
وفي ظل التفاعل الكبير الذي وجدته القضية عمل رئيس الوزراء العراقي الكاظمي على مراجعة ملفات الانتهاكات التي تورطت بها القوات الأمنية في البلاد، وهو الأمر الذي دفعه إلى اتخاذ خطوات أولية نحو إعادة تأهيل المؤسسة الأمنية في العراق .
ووجه رئيس الوزراء بتشكيل لجان خاصة، وذلك من أجل إعادة تقييم أداء الأجهزة الأمنية ومهنيتها، ومتابعة ارتباطات عناصرها وانتماءاتهم الحزبية .
ومن الواضح بأن تلك اللجان سوف تقوم بإعداد دراسة حديثة ومفصلة تتحدث عن كافة أنواع الأجهزة الأمنية، ومن ثم جرد الانتماءات السياسية والحزبية، بجانب إحصاء الانتهاكات الفردية وغير الفردية .
رفض الضغوطات السياسية
ومن المقرر أن يقوم الكاظمي بتنظيم ورش عمل خاصة، حيث يتم عن طريق هذه الورش تأهيل القوات الأمنية بمهنية عالية وأخلاقية تجاه التعامل مع المواطنين العراقيين .
ومن الواضح بأن الكاظمي يرفض أي ضغوطات سياسية وحزبية من الممكن أن تُمارس على المنظومة الأمنية في العراق، معتبراً بأن المنظومة الأمنية تمثل الأساس لأمن العراق ولأمن المواطن العراقي .
ويرى الكاظمي بأن دماء المواطنين العراقيين الذي لقوا حتفهم أثناء التظاهرات العراقية لن يروح هدراً، بأعتار أن الهيكة في القوت النظامية العراقية يمكن أن يشكل السند والداعم الأول للعراقيين وللقضايا العراقية المختلفة .