آثار ليبيا .. داعش تستهدف الماضي والحاضر والمستقبل
تقوم المجموعات التابعة لتنظيم داعش الإرهابي بتدمير آثار ليبيا في محاولة منها لدحض حضارة البلاد التي تشكل جزء مهماً من الحضارة الإنسانية والإسلامية .
وتتبع منظمة الدولة الإسلامية أسلوب الإرهاب الثقافي في كافة البلدان التي تتواجد فيها من أجل إزالة الهوية الحضارية لهذه البلدان وفرض عقيدتها التكفيرية والرجعية .
وفي الوقت الذي انتشرت فيه داعش داخل الأراضي الليبية بدأت قواتها بتدمير عدة مواقع ومنحوتات أثرية ، أغلبها يندرج في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي .
وعبرت اليونيسكو عن إدانتها للأفعال الإرهابية للتنظيم ، حيث قالت إيرينا بوكوفا الأمينة العامة ببمنظمة أن ” تدمير الآثار مخالف لاتفاقية لاهاي لحماية الملكية الثقافية في حالة النزاع المسلح والتي تم توقيعها في سنة 1954 من قبل 126 دولة ” .
كما أشارت دراسات أجرتها المنظمة إلى أن” داعش قام بسرقة وتدمير التراث الثقافي منذ عام 2014 في كل من ليبيا والعراق وسوريا كان تركيز التنظيم على تدمير أهدافٍ مختلف مثل أماكن العبادة والمواقع التاريخية القديمة منها تلكَ الأثرية خلال سقوط الموصل من يونيو 2014 وحتّى فبراير 2015 فقط نهبت داعش ودمرت ما لا يقل عن 28 مبنى تاريخي وثقافي، فيما نهبت مباني أخرى من أجل بيعها في السوق السوداء”.
وذكرت التقارير أن أهم آثار ليبيا التي تم تدميرها إلى الآن هي : أضرحة مدينة درنة ، المدينة الليبية التي تجمعها الحضارة الإسلامية والفنية والثقافية على مر التاريخ ، وتتألف من ثلاثة أضرحة ذات قباب من الطراز المعروف (ببناء أضرحة الأولياء والصالحين ) ، والذي أقدمت داعش على تفجيره في عام 2014 .
حيث يعتمد التنظيم الإرهابي على عمليات النهب والتهريب في جني الأرباح الطائلة كمصدر تمويل له ، ويتواصل مع منظمات عالمية أخرى من أجل طرح الآثار المنهوبة في السوق السوداء .
و أوضح مصادر مقربة من التنظيم أنه استخدم في ليبيا وحدة أسماها ” وحدة كتائب التسوية” ، هي المسؤولة عن تحديد الأهداف التي سيتم سرقتها أو تدميرها ، حسبما ذكرت وكالة أخبار ليبيا 24 .
وبدورها قامت بوكوفا بإطلاق حملة ” Unite4Heritage ” والتي تهدف إلى حماية المواقع التراثية المهددة من قبل المتطرفين في كافة أنحاء العالم .