أحمد معيتيق .. الاصلاح والتنمية الاقتصادية لقيادة البلاد
ينتظر الليبيين في نهاية عام 2020 الحالي عودة الاستقرار إلى ليبيا بعد حلّ النزاع القائم الذي أنهك البلاد، ويبرز دور كبير يقوم به أحمد معيتيق رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، في محاولات لتوحيد الدفة الاقتصادية للبلاد مع التأكيد على عدم الحاجة لقوات أجنبية.
وما يلفت الانتباه الإعلان الذي قام به أحمد معيتيق منذ اسبوع، حيث أعلن أن ليبيا ليست بحاجة لقوات أجنبية، بقوله :”السيادة الليبية تأتي أولاً”، مؤكّدا إلى أنّ الليبيين سيرحبون بأي حل لا يشمل قوات أجنبية.
عيد الاستقلال
مرّت الذكرى الـ 69 على استقلال ليبيا منذ يومين مع تناقل لاتهامات بعد تهدئة استمرت لشهور، مع مخالفة لتركيا لبنود الاتفاقية العسكرية وإعلانها تمديد تواجدها العسكري في البلاد لعام ونصف.
عقيلة الصابر عضو شعبة الإعلام الحربي في الجيش الليبي، صرّح منذ يومين عن حشد ميليشات الوفاق في الهيشة بالقرب من سيرت استعداداً لما يبدو أنه حرب جديدة.
حيث أكّد أن ارتالاً كبيرة من الميليشات أتت من طرابلس محملة بالمدافع مع المرتزقة وسيارات الاسعاف مما أدى إلى منع أحمد معيتيق من دخول منطقة الهيشة الجديدة بالقرب من سرت بعد أن حشدت ميليشيات الوفاق المدعومة من تركيا فيها.
أحمد معيتيق نشر على صفحته في يوم ذكرى الاستقلال بياناً عنونه بـ “الاصلاح والتنمية الاقتصادية” جاء عنوانه الثاني بـ “قاطرة المصالحة الوطنية في ذكرى الاستقلال”.
حيث استهل البيان البدء ضرورة بناء الدولة الديمقراطية لمواكبة تطورات العصر، في مواجهة للتحديات وإدارة الثروة الوطنية بالمساواة والعدالة للمحافظة على وحدة البلاد.
وأشار معيتيق للاتفاق الأخير بقوله “من خلال الاتفاق الذي توصلنا إليه مع أخوتنا في المنطقة الشرقية”، ومرّ على الإشارة إلى أن الخيار السياسي له هو القائم على الاصلاح والتنمية الاقتصادية لتحقيق المصالحة الوطنية.
اجتماع معيتيق بأعضاء اللجنة العسكرية
اجتمع أحمد معيتيق مع اللجنة العسكرية المشتركة “5+5”، الأسبوع الماضي حيث حثهم ليستمروا في تنفيذ قرارات اتفاق وقف إطلاق النار.
وقد استعرض أعضاء وفد حكومة الوفاق في اللجنة أمام معيتيق الخطوات المتخذة لتنفيذ الاتفاق الخاص بإيقاف إطلاق النار الدائم.
جاء ذلك بتصريح من إدارة التواصل والإعلام في حكومة الوفاق بعد الاجتماع، الذي أكّد فيه ممثلو الوفاق لمعيتيق التنسيق لفتح الطريق الساحلي المار بمدينة سرت.
يأتي ذلك لرفع المعاناة على الشعب ولتسهيل حركة التنقل بين شرق البلاد وغربها، وبحسب الاتفاق الموقع في 23 أكتوبر الماضي بجنيف لوقف إطلاق النار.
أحمد معيتيق والمفاوضات
نتيجة للنجاح الكبير لاتفاق معيتيق في لقائه مع حفتر على استئناف انتاج النفط وتصديره، وما له من أثر اقتصادي جيد على البلاد، وبالرغم من الانتقاد فإن معيتيق ولإصراره على الشمولية في التفاوضات استطاع أن يكون أول سياسي من الغرب يتفق مع المشير حفتر.
حيث أكّد حينها أحمد معيتيق أن المشير خليفة حفتر شخصية شرعية للكثير من الليبين ومن الضروري الحوار معه.
وقد أشار المحلل السياسي عادل خطاب أن الاصلاح الاقتصادي الذي يقوم به معيتيق هو الأمثل حالياً للبلاد، وربما بهذه الطريقة يمكن أن يؤدي ذلك للاستقرار والسلام.
تركيا بالتأكيد لا تدعم السلام في المنطقة، وتحاول بين الفينة والأخرى إيقاد الحرب من جديد، التي يبدو أن أحمد معيتيق يحول المسار عن دعمها العسكري للوفاق بدعوتها للدعم الاقتصادي فقط بتصريحاته أول الشهر الحالي في تحضير ربما لقيادته حكومة جديدة.
وقد دعا في ختام بيانه الأخير إلى نبذ المواجهات المسلحة والإنجرار وراء المحاصصات، مشيراً بحسب تقديرات مجلس الأمن أنها تكلف البلاد في الخمس سنوات القادمة ما يزيد عن 628 مليار دينار ليبي، ومؤكداً على ضرورة العمل لتحويلها لاستثمارات لتصبح ليبيا واحة مزدهرة مستقرة أمنة.