أزمة الخبز في سوريا سببها بيع الطحين المدعوم بالسوق السوداء
كشف مسؤول في الحكومة السورية أن السبب الرئيس في أزمة الخبز في سوريا هو بيع الطحين المدعوم بالسوق السوداء مُشبِّهاً تجارة الطحين بتجارة المخدرات.
إذ صرَّح مدير مؤسسة الحبوب السورية، المهندس يوسف قاسم لصحيفة محلية أن «أسباب أزمة الخبز الحالية ليست في نقص القمح وإنما في طريقة وآلية توزيع الخبز»، بحسب وكالة أوقات الشام.
وأشار قاسم إلى أن «المتاجرة بالدقيق التمويني تشكل نسبة لا تقل عن 15- 20%، لأنها أكثر ربحاً من المتاجرة بالحشيش، إذ إن صاحب الفرن يحصل على كيلو الدقيق بنحو 40 ليرة، على حين يبيعه في السوق السوداء بنحو 1200 ليرة».
هذا بالإضافة إلى أن بيع الطحين المدعوم والمخصص للأفران، يوفر على أصحاب الأفران مخصصات الإنتاج من المازوت المدعوم، والتي أوضح قاسم أنه يتم أيضاً بيعها بسعر مرتفع في السوق السوداء.
ولا تبدأ أزمة الخبز بالتراجع، حتى تعود مجدداً أسوأ مما كانت عليه في السابق، في ظل نشاط السوق السوداء لبيع الخبز وبعشرة أضعاف سعره، إذ يصل سعر الربطة إلى 1000 ليرة.
ويرى الشارع السوري أن أزمة الخبز تفاقمت أكثر بعد بدء توزيعه عبر البطاقة الذكية وسببت طابور الأفران الذي بات دوام يومي للمواطن السوري يأخذ من وقت راحته ساعات تتجاوز الثلاث بأحسن الأحوال.
وفي كل مرة تشير تصريحات المسؤولين في الحكومة السورية إلى أسباب أزمة الخبز من أعطال إلى عدم توافر المواد وأحياناً سرقة المخصصات من طحين ومازوت، ولكن دون جدوى في حل المعضلة أو اتخاذ إجراءات إسعافية أو تجريبية لفك الحصار عن قوت الشعب الأساسي الذي فُرض من خلال البطاقة الذكية.
كان رب الأسرة السورية في السابق يذهب إلى الفرن ويُحضر خبز الطعام لأيام عديدة تُريحه من زيارة الفرن بشكل يومي.
أما الآن بات المواطن السوري مجبر أن يداوم بشكل يومي على الفرن لمدة تتجاوز الثلاث ساعات في أحسن الأحوال لأخذ المخصصات اليومية عبر البطاقة الذكية.
المخصصات اليومية من الخبز الذي بات لأغلب العائلات السورية الطبق الرئيس على المائدة لا كما كان كماليات في السابق، في ظل الغلاء الكبير الذي حرم المواطنين أغلب مكونات المائدة السورية.
فيتساءل المواطنون السوريون لماذا لا يخطر ببال الحكومة السورية أن تعود عن قرار توزيع الخبز عبر البطاقة الذكية التي بحسب تصريحاتهم اتُخذ لإيقاف الهدر في الطحين المدعوم، ووقف استخدام الخبز بديل عن العلف، ألم يرى صُناع هذا القرار أنه ضر أكثر ما نفع؟! وأن البطاقة الذكية لم تمنع بيع الطحين في السوق السوداء وإنما زادت عيشة المواطن السوري “بلاوي سوداء”.