أزمة تشكيل الحكومة العراقية تستفحل.. ولا حلول في الآفق
في ظل الصراع الكبير الذي تعايشه دول العالم المختلفة ضد مشاكلها الداخلية تععمل جمهورية العراق في الوقت الراهن على الانتهاء من أزمة تشكيل الحكومة التي ما أن تلوح بوادر حل في الآفق حتى تعود الأزمة من جديد .
و بالرغم من الكثير من العراقيل التي تقف أمام التشكيل الحكومي في الوقت الراهن، إلا أن التفاؤل يعم بعض الكتل السياسية في العراق من أجل الوصول إلى حل مقنع لهذا الأمر .
أسماء بديلة
وافضى اجتماع في العاصمة بغداد استمر لساعة متأخرة من ليل السبت- الأحد، وهو الثاني من نوعه بغضون 72 ساعة الذي تعقده القوى السياسية المتحالفة ضمن معسكر الرفض لتكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، إلى التأكيد على موقفها الأول من تكليف الزرفي بالرغم من رفض الشارع العراقي لهذه الخطوة .
وتم الاتفاق على طرح أسماء بديلة عن الزرفي من تقديمها لرئيس الجمهورية، على اعتبار تمسكها بحق الترشيح ضمن إطار الكتلة الكبرى في البرلمان .
وفي ظل البحث عن الخروج من الأزمات في البلاد حيث تعذر عقد لقاء كان مفترضاً منذ الأربعاء الماضي، بين الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وعدد من القادة السياسيين، لبحث الخروج من أزمة تشكيل الحكومة .
ومشكلة تشكيل الحكومة في العراق تدخل شهرها الرابع على التوالي منذ استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بفعل التظاهرات التي تفجرت في مدن شمالي وغربي العراق .
رفض الزرفي
ووفقاً لمصادر سياسية عراقية في بغداد، فإن الاجتماع الذي عُقد بمنزل زعيم “تيار الحكمة”، عمار الحكيم، بحي الجادرية في بغداد، أنتهى إلى تأكيد جديد لكتل “دولة القانون” و”الفتح” و”صادقون”، و”السند الوطني” و”عطاء”، على رفض تكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة .
حيث أكدوا على بدء الحوارات في ما بين تلك القوى للاتفاق على مرشح جديد تمهيداً لتقديمه في حال اعتذر الزرفي عن التكليف أو انتهاء مهلة الثلاثين يوما الدستورية الممنوحة لعدنان الزرفي لتشكيل حكومته .
وكان النواب التابعين للكتل الرافضة قد تم إبلاغهم رسمياً بالموقف الأخير لقادة كتلهم السياسية الرافضة للتكليف، حيث اتفقوا على اجتماع آخر سيجري فيه طرح بدلاء عن الزرفي من كل كتلة استعداداً لما بعد اعتذاره أو إفشاله في البرلمان، على غرار ما حدث لرئيس الوزراء المكلف السابق محمد توفيق علاوي” .
ومن المقرر أن يتم إبلاغ الكتل السياسية السنية والكردية سيتم رسمياً بالموقف الأخير للكتل الرافضة للتكليف، لأن تحركات الزرفي نحو أطراف ووسطاء تجاه إزالة الرفض الإيراني له ما زال متعثرا لوجود رفض من داخل العراق من عدة قوى سياسية معتبرة” .
وترفض مرجعية النجف حتى الآن الإدلاء بأي رأي حول الأزمة السياسية والانقسام بين القوى الرئيسة الشيعية حيال منصب رئيس الحكومة.
ووفقاً لسياسي مقرب من مكتب المرجع الديني علي السيستاني، فإن الأخير، وبعد تصريحات لنواب وسياسيين بوقت سابق من أن النجف كانت تدعم رئيس الوزراء المكلف السابق محمد توفيق علاوي في تشكيل الحكومة، نأت بنفسها عن أي تدخل في ملف تكليف الزرفي سواء بالقبول أو الرفض .
وبالنظر لجميع هذه التداخلات السياسية يتضح أن تشكيل الحكومة العراقية في الوقنت الراهن لازال في علم الغيب، إذ أن الرفض من طرف والقبول عند الآخر لا يعني إلا مزيداً من التشاور في من يمكنه ان يكون رئيساً للحكومة في البلاد .