أزمة كورونا .. هل توقف العمليات العسكرية في ليبيا؟

جانب من العمليات القتالية في ليبيا (إرشيفية) / Financial Times
0

تتضارب المعلومات حول عملية وقف كامل للعمليات العسكرية في محاور العاصمة الليبية طرابلس، ورغمًا عن حالة الهلع جراء أزمة كورونا إلا أن الأوضاع هنالك لم يطرأ عليها أي جديد.

تهديدات الموت بالأعيرة النارية والصواريخ أضيف لها القاتل الخفي الذي لم يصل ليبيا بعد، بحسب التصريحات الرسمية، إلا أن جميع الجهات تستعد لاستقبال أزمة كورونا الذي أصبح منعه من دخول ليبيا أصعب آلاف المرات من العمليات العسكرية الدائرة.

ومن الواضح أن هنالك بيانات متضاربة بخصوص التعليمات بوقف إطلاق النار بشكل نهائي، حيث أكدت مصادر عسكرية من الجيس الليبي عدم اتخاذ أي قرار حتى الآن يتعلق بالوقف الكامل للعمليات العسكرية في طرابلس.

ليبيا وخطر كورونا

ذات المصادر أوضحت في حديثها لوكالة (سبوتنك) للأنباء، أن الجيش ملتزم بالهدنة، وأنه لن يفرط في الرد على أي محاولات اعتداء أو أي قصف بالطائرات المسيرة.

في الوقت ذاته أعلن الجيش الوطني الليبي، عن أن القيادة العامة للقوات المسلحة تدرس دعوات دولية وشعبية لوقف فوري للقتال في العاصمة طرابلس، وإفساح المجال لمواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد.

وشدد المصدر  العسكري على أن أزمة كورونا انعكست على جميع الأوضاع، إلا أن القوات لم تغير أماكنها ولا خطتها، وأن القيادة العامة لم تصدر أي تعليمات جديدة حتى الآن.

الصواريخ تتساقط

على الجانب الآخر، قال العقيد مفتاح حمزة، الخبر العسكري المساند للوفاق، إن العمليات العسكرية لم تتوقف بعد.

وأضاف حمزة، أن قوات الوفاق تقف في وضع المدافع عن العاصمة طرابلس في ظل الأزمة العالمية التي تهدد البشرية، وأن الصواريخ تتساقط على العاصمة من الجانب الآخر، بحسب قوله.

قول حمزة يقابله قول المصادر العسكرية الرسمية من الجيش الليبي، بأن قواته ملتزمة بالهدنة وأنها فقط ترد على اعتداءات القوات من الجانب الأخر التابع للوفاق، والتي تصفها بـ”المليشيات”.

مناشدة الأمم المتحدة

وسط الاتهامات المتبادلة شددت الأمم المتحدة على ضرورة وقف القتال في ظل الأزمة الراهنة.

وحسب ما أفادت مصادر عسكرية أنه من المحتمل أن تتعهد الأطراف بوقف إطلاق النار الكامل في ظل الأزمة الراهنة، إلا أنه لا يوجد ما يضمن ذلك، خاصة في ظل اتهام كل طرف بأنه يرد على الطرف الأخر.

دعوات لوقف القتال

وكانت سفارات الولايات المتحدة وفرنسا والجزائر وألمانيا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، إضافة إلى وزارة الخارجية التونسية دعت، جميع أطراف النزاع الليبي إلى وقف فوري وإنساني للقتال لتمكين السلطات الصحية من الاستجابة للتحديات التي تشكلها أزمة فيروس كورونا المستجد.

إجراءات احترازية

وفي وقت سابق اتخذت حكومتا الشرق والوفاق الوطني في ليبيا إجراءات احترازية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.

وطالب وزير الصحة بالحكومة الليبية، سعد عقوب، بحسب بيان للحكومة، بضرورة “وقف تصاريح العمل للعمالة الوافدة، للقادمين من الخارج، ومنع الإجازات للعاملين بالشركات الأجنبية بالحقول النفطية، التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط وشركاتها التابعة الذين يذهبون إلى دول ينتشر بها المرض”.

كما طالب بـ”تمديد مدة الإجازة لمن هم موجودون بالخارج من العمالة، وذلك في إطار الإجراءات الاحترازية التي تنفذها الحكومة الليبية تحسباً لانتشار فيروس “كورونا”.

وأضاف عقوب أن القرار “سيطبق على مواطني باقي دول العالم الذين يدخلون ليبيا، وسيتعين عليهم أيضاً أن يثبتوا أن لديهم أماكن إقامة ملائمة للحجر الصحي أثناء وجودهم في البلاد”.

حظر تجول

وأعلنت وزارة الداخلية بالحكومة الليبية المؤقتة التي تسيطر على شرق ليبيا، في بيان لها، عن فرض “حظر التجول” على الجميع من الساعة السادسة مساء إلى السادسة صباحا، باستثناء رجال الأمن وأفراد خدمات الطوارئ، في محاولة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.

ولم تؤكد ليبيا حتى الآن أي حالة إصابة بفيروس كورونا، إلا أن حكومتها المعترف بها دوليا في طرابلس والحكومة المؤقتة في الشرق، فرضتا قيودًا مشددة على السفر والانتقالات داخل البلاد.

وفي السياق أعلنت حكومة الوفاق الوطني بطرابلس، حالة الطوارئ بسبب المخاوف من فيروس كورونا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.