أطفال بيروت .. مبادرة لرسم الابتسامة على شفاه المتضررين نفسيًا

مبادرة تهدف لمساعدة اطفال بيروت من آثار الانفجار \ Voice of America
0

تعرض أطفال بيروت لصدمة نفسية جراء الانفجار الهائل الذي هز العاصمة في الرابع من أغسطس الجاري، ليزيد من معاناتهم المستمرة أساسًا بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب البلاد منذ عدة أشهر، لذا كان لا بد من الدعم النفسي كطوق نجاة للخروج من الصدمة.

هذا الدعم النفسي مهم للغاية لعدد من أطفال بيروت حتى يمكنهم من العودة إلى حياتهم الطبيعة التي تأثرت بتلك الحوادث الكارثية والمناظر المرعبة لأطفال بحوجة ماسة للشعور بالأمان.

تقديم المساعدات

قررت الناشطة و”مدرب الحياة” الشابة اللبنانية ألكسندرا الزهران رفقة عدد من أصدقائها إنشاء مجموعة عبر أنستغرام، تهدف لحض الشباب على تقديم المساعدات لأهالي بيروت المتضررين.

وبدأ نشاط المجموعة بجمع التبرعات، وتقديم المشاعدات الغذائية والملابس وألعاب الأطفال، بالإضافة للمساهمة في إزالة آثار الدمار الذي تعرضت له العديد من مباني العاصمة وتنظيف الشوارع كذلك، مشيرة إلى أن المبادرة فردية وليست لها رغبة بأن تنضم لجمعيات العمل الإنساني.

الخطوة الثانية

وبعدما رأت مدى الفائدة التي تحققت من هذه المبادرة، قررت ألكسندرا الانتقال للخطوة الثانية، وهي الخطوة التي تراها أكثر أهمية، وذلك بمحاولة رسم الابتسامة على شفاه الأطفال الذين لحقهم الضرر من جميع الجنسيات.

وقررت أن تقوم بتوزيع الألعاب والقصص وأدوات الرسم والتلوين لهؤلاء الأطفال، وتشعرهم بالأمان من خلال الأنشطة التي يحبونها، وفقًا لما نقله موقع (الجزيرة نت).

ألكسندرا الزهران مع عدد من أطفال بيروت

طفولة مسلوبة

تحكي ألكسندرا إحدى المواقف التي حدثت معها خلال المبادرة بأسى كبير، مع أحد الأطفال، حينما سألها وهو لم يتعد السبعة أعوام قائلًا: “هل هذه الألعاب تكفي لكل الأولاد؟ هل سأحصل على لعبة فعلا؟”

لم تخف ألكسندرا تفاجئها بذلك السؤال، وأحست برغبة في البكاء، إلا أنها تمكنت من السيطرة على نفسها، وأجابته بأن الكل لديه ألعاب وهدايا.

وتوضج الشابة اللبنانية أن هؤلاء الأطفال يعيشون طفولة مسلوبة، ونضجوا قبل أوانهم، فالحياة التي يواجهونها حاليًا لا تتناسب مع أعمارهم، سيما وأن كثير من أطفال بيروت حاليًا يرددون، وفقًا لألكسندرا، جملة: “إن وقت اللعب انتهى وحياة الدفء والأمن ولت”.

تقديم الدعم النفسي والاجتماعي

وتمضي ألكسندرا في وصفها لما يمر به أطفال بيروت حاليًا، بأنهم لا ذنب لهم فيما يجري، ولماذا يتم حرمانهم من البسمة البريئة؟، موجهة حديثها للأباء والأمهات بضروة توجيه حوار أسري يصنع التفاعل بين الطفل ووالديه، حتى يشعروا بالراحة النفسية بعد تلك الصدمات التي تعرضوا إليها.

وتكشف ألكسندرا بأنها ستعمل على تنفيذ مشروع خاص بالأطفال، يهدف لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، يصاحبه نشاط ترفيهي وثقافي، حتى يشهر هؤلاء الأطفال بأن الأمل موجود رغمًا عن كل المعاناة التي يعيشها لبنان في الفترة الحالية.

ضرورة اللجوء لطبيب نفسي

أخصائية التربية الاجتماعية والمسؤولة في روضة المقاصد، ماغي الخطيب، تشدد على أهمية الدور الملقى على أهل الأطفال في هذه الفترة، موضحة على تفاوت نسبة تأثر الأطفال من أحداث الانفجار، فمنهم من يتعرض للإكتآب والقلق لعدة أسابيع، مما يؤثر على حالة الطفل لفترات طويلة.

وتشدد ماغي على ضرورة اللجوء لطبيب نفسي مؤهل لعلاج الأطفال المتأثرين، حتى يتمكن من إعادتهم رويدًا رويدًا إلى الحالة الطبيعة وحياتهم الطبيعية التي كانوا يعيشونها في السابق، خشية أن تعود تلك الآثار سلبًا عليهم في حياتهم المستقبلية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.