أهداف أردوغان في ليبيا .. مصادر الطاقة أولًا

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان \ Ekathimerini
0

يرى محللون سياسيون أن أهداف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من التدخل في الشؤون الليبية تتمحور في المقام الأول حول السيطرة على ثروات الشعب الليبي، وفي مقدمتها مصادر الطاقة من النفط والغاز.

ويؤكد الباحث السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق، أن أهداف أردوغان لن تتحقق ما لم يكن لديه تفاهم مسبق مع الإدارة الأمريكية حتى يمضي قدمًا في تنفيذ مخططه، وهو السيطرة على مصادر الطاقة في ليبيا، وفقًا لما نقلته صحيفة (العرب اللندنية).

أحلام استبعاد حفتر

وأجرى الرئيس التركي مؤخرًا حوارًا بثه تلفزيون “تي. أر. تي” التركي، أوضح من خلاله السيناريو الخاص به للوضع في ليبيا، وذلك من خلال محاولة استبعاد قائد قوات الجيش الليبي المشير خليفة حفتر من المعادلة السياسية للبلاد رغم إدراكه جيدا لصعوبة هذا الأمر على اعتبار أن حفتر من أبرز الأطراف في الملف الليبي ولا يمكن صياغة أي حلول لإنهاء النزاع في ليبيا دون إشراكه فيها.

وألمح أردوغان إلى استبعاد حفتر من المعادلة السياسية في ليبيا على ضوء الجهود الدبلوماسية التي تجريها أنقرة مع الولايات المتحدة.

وقال أردوغان، في رده على سؤال في ما إذا كان لحفتر مكان في العملية السياسية بليبيا في ظل المحادثات التي تجريها أنقرة مع موسكو وواشنطن، إنه “بالنسبة لي التطورات تشير إلى أنّ حفتر قد يبقى خارج المعادلة في أي لحظة، التطورات تظهر ذلك”.

مباحثات أردوغان مع ترامب

وأوضح أردوغان خلال حواره الأخير، أن أهداف التدخل التركي في الشؤون الليبية سعيًا للسيطرة على الشريط الساحلي واستعادة السيطرة على حقول النفط في الجنوب وآبار الغاز على الشريط الساحلي ولاسيما حول مدينة سرت.

واوضح أنه تباحث مع نظيره دونالد ترامب، من خلال اتصال هاتفي يوم الإثنين الماضي، عن ىخر التطورات في الملف الليبي وتناولت قضايا أخرى.

وقال أردوغان: ” قلت للرئيس ترامب: تركيا تدعم حكومة فايز السراج المعترف بها من الأمم المتحدة، ضد حفتر، وسنواصل دعمنا، وليقف من يقف مع حفتر، وإلى الآن تمت استعادة العديد من المناطق”.

وأكد الرئيس التركي وجود مساعي للسيطرة على مدينة سرت الليبية بالكامل، وقاعدة الجفرة (600 كيلومتر جنوب العاصمة طرابلس) والتقدم على الشريط الساحلي.

مبادرة إعلان القاهرة

وجاءت مبادرة إعلان القاهرة التي أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الإسبوع الماضي، متماشية مع المساعي الدولية المتعددة لإيجاد حل للأزمة الليبية، ووضع حد للتدخلات الخارجية في الشأن الليبي والتي تنعكس سلبًا على أمن واستقرار الشرق الأوسط بالكامل.

لكن في المقابل، رفضت تركيا هذه المبادرة، وهي تعمل حاليًا على استمرار الصراع بين الفرقاء الليبيين، بإرسالها آلاف المتشددين المسلحين من سوريا إلى ليبيا، ودعم صريح للميليشيات التابعة لحكومة الوفاق من أجل تحقيق تقدم ميداني على حساب قوات الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر والتي تسعى لتحقيق الاستقرار الأمني في ليبيا وإنهاء فوضى الميليشيات في العاصمة طرابلس.

وتوظف أنقرة كل أسلحتها وتسعى من خلال تكثيف تحركاتها الدبلوماسية إلى قطع الطريق أمام مبادرة إعلان القاهرة التي تجسد الجهود المصرية لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية والتي قوبلت بتأييد دولي كبير.

هدف أردوغان الأكبر

ويشدد متابعون للشأن الليبي أن أردوغان يطمع في الثروات الليبية ولذلك يقوم بدعم حكومة الوفاق ومدها بالمرتزقة والأسلحة، وذلك بهدف تحقيق هدفه الأكبر المتمثل في ترسيخ الوجود التركي الدائم في ليبيا، والذي يخدم أهداف أردوغان من أجل التوسع في الإقليم والاستفادة من الموارد الليبية.

ويرى الباحث السياسي الليبي عبدالحكيم معتوق في تصريحاته لقناة “سكاي نيوز عربية” أن “إعلان أردوغان أطماعه في ليبيا عقب الترحيب الدولي بإعلان القاهرة لوقف إطلاق النار أمر مربك”.

ومضى معتوق في القول “بعد هذا الترحيب من كل الرؤساء والمنظمات بشأن المبادرة المصرية، يبدو أن أردوغان ماض في خطته”، مشددًا أن “سرت تعد بوابة الحقول للموانئ النفطية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.