المجتمع الدولي .. قلق مستمر جراء سياسات حكومة الوفاق الليبية

رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج \ Al Bawaba
0

تتعالى أصوات المجتمع الدولي في الآونة الأخيرة المنددة بسياسات حكومة الوفاق في ليبيا جراء تحالف الأخيرة مع تركيا والتمويل الذي يصلها من تدريب ونقل للإرهابيين من سوريا إلى ليبيا.

وكانت منظمة الأمم المتحدة قد أدانت في شهر مايو الماضي عملية نقل تركيا للمرتزقة السوريين والذين من بينهم أطفال من أجل المشاركة في الأعمال القتالية بجانب الميليشات التابعة لحكومة الوفاق، مشيرة إلى أن هذا الأمر يؤدي إلى عرقلة الجهود الدولية الرامية لإحلال السلام في ليبيا.

وصرح المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون أن عملية نقل المقاتلين من سوريا إلى ليبيا تعتبر أمر مزعج بشدة، سيما وأن أعداد المرتزقة السوريين في ليبيا تجاوز حاجز الـ9 آلاف مقاتل يحملون جنسيات مختلفة كما أن من بينهم أفراد من تنظيم داعش الإرهابي.

مصر تتطالب بموقف حازم              

وتؤكد مصر على أن سياسات حكومة الوفاق تدعو المجتمع الدولي إلى المزيد من القلق على خلفية ما يدور فيها من تضامن مع تركيا يؤدي إلى تدفق أرتالًا من الإرهابيين والمرتزقة للمشاركة في المعارك الدائرة ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر.

حيث طالبت الخارجية المصرية، على ضرورة اتخاذ موقف حازم من الدول التي تقوم بتمويل وتدريب ونقل الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا في ضوء ما يمثله ذلك من تهديد وخطر على دول الجوار.

ووفقًا لموقع (أخبار اليوم) المصري، فقد جاءت تصريحات الخارجية المصرية على لسان نائب وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية والخارجية حمدي سند لوزا، بعدما تجاهلت تركيا الحظر الدولي المفروض على ليبيا في توريد السلاح، ودأبت على إرسال السلاح والمرتزقة والجنود الأتراك إلى طرابلس للقتال بجانب حكومة الوفاق غير الشرعية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان

مرارًا وتكرارًا يحذر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حكومة الوفاق في ليبيا تقوم بعديد من الانتهاكات الإنسانية مع حليفها التركي، وذلك بتعاونهم المستمر على نقل المسلحين السوريين قسرًا بعدما يتم تقديم مغريات مادية لهم إذا ما شاركوا في القتال في ليبيا، مشددًا على أن هؤلاء المقاتلين من بينهم العديد من الأطفال.

وكشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن الأعداد الحقيقية من المرتزقة السوريين الذين تم نقلهم عبر جسر جوي تركي، قائلًا إن الجسر الجوي حوى 120 مقاتل مسلح، ليبلغ العدد الكلي للمرتزقة السوريين في ليبيا 9,600 مقاتل ينتمون إلى عدد من التنظيمات الإرهابية في سوريا، والتي ارتكبت الأهوال في حق أفراد الشعب السوري في المحافظات الواقعة شمال البلاد.

ويؤكد عبدالرحمن أن أنقرة وحكومة الوفاق تتعاونان على نقل مجموعات جهادية ممن أدخلهم الرئيس التركي رجب أردوغان سابقا ومخابراته إلى سوريا ضمن مشروع تدمير ثورة أبناء الشعب السوري وتحويلها من ثورة شعب إلى حرب بين النظام السوري ومجموعات إرهابية متطرفة.

تركيا والوفاق يقفان أمام تحقيق السلام

ولم تقف إدانات المجتمع الدولي تجاه سياسات حكومة الوفاق الليبية عند ذلك الحد، حيث أكد عضو البرلمان الأوروبي، بابلو كسادو، إن الاتحاد الأوروبي لديه قلق أساسي من أن عملية السلام لن تكون عملية داخلية على يد الشعب الليبي في وجود تركيا وتحالفها مع حكومة الوفاق، خاصة مع وجود هذا العدد الضخم من المرتزقة من سوريا في ليبيا يعقد فرص الحل هناك.

وأضاف “كسادو” في تصريحات لقناة “العربية الحدث” اليوم السبت: “نحن بحاجة إلى التزام حقيقي من جانب كل العناصر بوقف إرسال الأسلحة والإرهابيين والمرتزقة إلى ليبيا، وهذه هي الرسالة الأهم من الاتحاد الأوروبي، ونأمل في أن تصل إلى كل الأطراف الفاعلة في ليبيا”.

اعترافات السراج

وكان لرئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، مقابلة تلفزيونة مع قناة “بي بي سي” البريطانية، معترفًا من خلالها على وجود مرتزقة سوريين يقاتلون إلى جانب مليشيات حكومة الوفاق في حربها مع قوات الجيش الوطني الليبي.

وأكد السراج أنه مستعد للتحالف مع أي جهة لكي يتمكن من دحر العدوان على العاصمة طرابلس، وفق قوله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.