أوروبا متمسكة بموقفها وترفض مطالب أردوغان
رغمًا عن حالة الشد والجذب بين دول أوروبا والرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما يخص أزمة اللاجئين وتدفقهم بالآلاف عند الحدود التركية مع اليونانية، إلا أن دول الاتحاد يبدو أنها لا زالت متمسكة بموقفها حول اتفاق اللاجئين المبرم مع تركيا في مارس من العام 2016م.
وأكد الاتحاد الأوروبي التزامه بالاتفاق الذي ما يزال ساريًا، جاء ذلك في ندوة صحافية غاب عنها أردوغان عقب لقاء جمعه بقادة التكتل الأوروبي في بروكسل.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي لا يزال ملتزما باتفاق اللاجئين مع تركيا وأن الاتفاق ما زال ساريا.
أوروبا متمسكة بموقفها
وتأتي هذه التأكيدات الأوروبية لتشير إلى أن أوروبا ملتزمة باتفاق اللاجئين، هو دعوة ضمنية إلى تركيا من أجل مراجعة موقفها ووقف انتهاك الاتفاق المبرم بين الجانبين.
وقال مراقبون وفقًا لصحيفة (العرب) اللندنية، اليوم الثلاثاء، إن موقف أوروبا وضع حدًا لمساومات أردوغان بورقة اللاجئين واستفزازه للجانب الأوروبي بدعوته قبيل لقاء بروكسل تقديم حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي “دعم ملموس” في النزاع في سوريا.
واشترط التكتل تقديم المزيد من الدعم المالي لتركيا مقابل البدء بسحب المهاجرين من حدود اليونان.
وتستضيف تركيا نحو 3.6 مليون لاجئ من سوريا حيث تدور مواجهة بين قواتها وقوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا. وجدد أردوغان انتقاداته للاتحاد الأوروبي يوم الأحد الماضي قائلا إن التكتل لم يقدم مساعدات كافية للاجئين.
توتر الطرفين
وجرت المحادثات وسط نزاع غلب عليه التوتر منذ أيام بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن أزمة المهاجرين على الحدود التركية مع اليونان.
واصطدمت المساعي التركية للحصول على دعم أكبر من أوروبا للحرب في سوريا ولاستضافة ملايين اللاجئين، بدعوة من دول التكتل إلى ضرورة أن يكفّ أردوغان عن تشجيع المهاجرين على العبور إلى اليونان، وغلق الحدود بين البلدين في أقرب وقت ممكن.
ويتكدس آلاف المهاجرين الساعين لدخول أراضي الاتحاد الأوروبي عند الحدود التركية اليونانية، بعدما أعلنت أنقرة أنها لن تمنع اللاجئين من مغادرة أراضيها إلى الاتحاد الأوروبي، خلافاً لما ينص عليه اتفاق مارس 2016 مع الاتحاد الذي يفرض على أنقرة إبقاء المهاجرين في تركيا مقابل مساعدات مادية.
رعب حقيقي
ويقدر عدد اللاجئين السوريين في دول القارة الأوروبية مجتمعة بـ 1.5 مليون لاجئ ومهاجر، وذلك منذ العام 2011م، في الوقت الذي تبث فيه وسائل إعلام أوروبية خطابًا يدعو إلى رفض استقبال موجة لجوء جديدة.
وانتقد الإعلام الأوروبي موقف تركيا القاضي بفتح بوابة العبور أمام اللاجئين، سيما وأن الأعداد تجاوزت حاجز الـ 135 ألف مهاجر ولاجئ، بحسب ما ذكرته السلطات في تركيا.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية، في تقرير لها نُشر في 29 فبراير الماضي، إن حديث الدول الأوروبية عن الكارثة الإنسانية في إدلب، الناتجة عن هجوم النظام السوري وروسيا عليها، يعود إلى خوفها من تدفق اللاجئين السوريين إلى حدودها.
أردوغان يبتز أوروبا
وأعرب المستشار النمساوي سيباستيان كورتز يوم الثلاثاء الماضي عن استياءه مما وصفه بمحاولة تركيا “ابتزاز” الاتحاد الأوروبي عبر فتح حدودها أمام آلاف المهاجرين الراغبين في الهجرة واللاجئين الساعين للتوجّه إلى أوروبا.
وفي تصريحات لكورتز قال المستشار للصحافيين إن ما حصل يعد بمثابة “هجوم تشنّه تركيا على الاتحاد الأوروبي واليونان. الناس يُستخدمون للضغط على أوروبا … لا ينبغي أن يكون الاتحاد الأوروبي عرضة للابتزاز”.