أعربت مفوضية حقوق الإنسان، عن قلق بالغ إزاء التفاقم الحاد في الأعمال القتالية شمال غربي سوريا والتجاهل الصارخ لحماية المدنيين، بعد توثيق مقتل 186 مدنيا في يناير الماضي.
وقالت المتحدثة باسم المفوضة السامية لحقوق الإنسان، مارتا هيرتادو، في بيان، “لقد تسبب القتال المتواصل جنوب وشرقي إدلب وغرب وجنوبي حلب في مقتل وإصابة أعداد كبيرة من المدنيين وتشريد مئات آلاف منهم.”
ومع تواصل التصعيد في ظل عجز دولي عن إغاثتهم وتوفير الحماية فقد وثقت الأمم المتحدة بالأيام الخمسة الأخيرة فقط، مقتل أكثر من 49 مدنياً، بينهم 14 امرأة و17 طفلاً في إدلب. شمال غربي سوريا بحسب المتحدثة باسم المفوضة السامية لحقوق الإنسان.
ونقلت صحيفة الشرق الإلكترونية أن أكثر من 95 في المئة من حالات الموت في صفوف المدنيين هي في مناطق لا تخضع لسيطرة الحكومة السورية.
وأن التقديرات الأممية تشير الى نزوح أكثر من 586 ألف شخص خلال الشهرين الاخيرين، غالبيتهم من الأطفال. ومنذ الأول من ديسمبر الماضي، نزح أكثر من 300 ألف طفل في المنطقة.
وفي الشهر الماضي، ذكرت المفوضية أنها وثقت عددا من الحوادث قُتل خلالها 186 مدنيا بينهم 33 سيّدة و37 صبي و30 فتاة. ومنهم 14 مدنيّا قتلوا في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري.
جلسة طارئة:
وكان مجلس الأمن قد عقد جلسة طارئة الساعة الثالثة بعد ظهر الخميس، بدعوة من ثلاثة من أعضاء المجلس هم: المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا.
فيها حذر الممثل الخاص للأمين العام للملف السوري، من خطورة الأوضاع في منطقة إدلب قائلا: “الوقت يداهمنا. هذا الأمر يتسبب بمعاناة إنسانية غير مقبولة على الإطلاق ويعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر”.
ووفقا لآخر التطورات في الأرض سيطرت قوات النظام السوري على مدينة سراقب في محافظة إدلب آخر مواقع المعارضة، حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وسط عمليات نزوح كبيرة نحو الحدود التركية.
قصف تركي:
في رد فعل لتركيا أرسل الجيش التركي رتلاً عسكرياً إلى منطقة الريحانية على الحدود مع سوريا، وضم الرتل عشرات العربات المدرعة وقوات برية لتعزيز مواقعه على الحدود التركية- السورية وداخل الأراضي السورية.
حيث استهدفت القوات التركية المنتشرة قرب سراقب بقصف صاروخي ومدفعي كثيف مواقع قوات النظام في محيط المدينة ومواقع أخرى، بينها بلدة النيرب في ريف إدلب.
في الأثناء قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبرهيم كالين بأن وفداً عسكرياً روسياً سيصل إلى تركيا اليوم لمناقشة التطورات في إدلب مع الجانب التركي.
يذكر أن الأزمة الإنسانية في إدلب ليست وليدة الأمس فمنذ ديسمبر، تشهد إدلب وجوارها، حيث يعيش ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريباً من النازحين، تصعيداً عسكرياً من قوات النظام وحليفتها روسيا، وسط عجز المساعدات الإنسانية تلبية الاحتياجات بالمنطقة.
وعلى الرغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، منها اتفاق “منطقة خفض التصعيد” الذي توصلت اليه تركيا وروسيا وإيران”في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري .
وآخر التفاهمات في يناير الماضي، وصلت قوات النظام السوري وداعميه شن هجماتها على المنطقة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1800 مدنيا، منذ 17 سبتمبر 2018.