إلزام المصريين استخدام الكمامات .. عبء اقتصادي جديد بكاهل المواطن

إجراءات احترازية في الشارع المصري خشية كورونا \ صدى البلد
0

سنت السلطات المصرية قانونًا جديدًا بإلزام المواطنين استخدام الكمامات خارج منازلهم وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية المتعبة للحد من تفشي وباء كورونا.

ولاقت هذه الخطوة تذمرًا من قبل الشارع المصري نظرًا للمصاعب الاقتصادية التي يعانون منها وصعوبة الحصول على الكمامات بأسعار تناسب الإمكانيات المادية.

ووفقًا لموقع (عربي بوست) تتراوح أسعار الكمامات الطبية العادية بين 5 جنيهات (0.32 دولار) للقطعة و10 جنيهات، ولا يشمل هذا الكمامة من نوع N95 التي يصعب العثور عليها ويقترب سعرها من 200 جنيه.

غسيل الكمامات

إذ راح أحد المواطنين يتساءل: “نأكل ونشرب ولا نشتري كمامات؟” مضيفاً: “بصراحة، أنا بأغسل الكمامة الطبية وألبسها تاني. ميزانيتي ما تستحملش.. محتاج حوالي ألف جنيه في الشهر علشان أشتري كمامات لأسرتي. منين؟”.

يقول جمال عبدالخالق، الموظف بجمعية زراعية في محافظة كفر الشيخ شمال مصر، ساخطاً: “كل اللي كان ناقصنا إننا نعمل ميزانية للكمامة اللي بخمسة جنيه ونستخدمها مرة واحدة في اليوم!”.

في محافظة أسيوط بصعيد مصر يقول محمد حلمي: “إلزام المواطنين بشراء كمامة يومياً واقع مؤلم مادياً، بالإضافة إلى الإجهاد في البحث عنها لأنها غير متوفرة بشكل كامل”.

تفاوت أسعار الكمامات

على بعد 260 كيلومتراً إلى الجنوب من القاهرة، في المنيا قال منير زهير، وهو موظف: “بحسبة بسيطة وجدت أنه كي نتبع التعليمات الصحية الدقيقة مطلوب مني توفير نحو ألف جنيه من دخلي لشراء الكمامات شهرياً، وهو ما يفوق قدرتي بالتأكيد”.

أما أحمد رمضان من مدينة الإسكندرية فيشكو من التكلفة، وأيضاً من عدم الثقة بأنواع الكمامات قائلاً: “الأمر أصبح مكلفاً خاصة في ظل تفاوت أسعار الكمامات واختلاف أنواعها.. أصبحت أشك في جدوى جميع أنواع الكمامات.. تخيل أن أسرتك مكونة من خمسة أفراد فكم سيتكلف ارتداء الكمامة شهرياً؟!”.

فاطمة نور، بائعة خضراوات بكفر الشيخ، قالت إن مشكلتها محلولة لأنها تضع النقاب لكن زوجها عامل النظافة لا يُصرف له بدل عدوى ولا يستطيع شراء كمامة يومياً بخمسة جنيهات وإن كانت جهة عمله تسلمه واحدة من حين لآخر.

وتتساءل: “إيه الأحسن لنا؟ نشتري الكمامة ولا ناكل ونشرب؟”.

استخدام الكمامات القماشية

بخلاف العبء المادي يواجه بعض المصريين صعوبة في الحصول على الكمامة، إذ لم تكن متوفرة في بعض الصيدليات عندما حاول مراسلو رويترز شراء كمامات في القاهرة الكبرى وأسيوط والمنيا.

قد يكمن الحل في استخدام الكمامات القماشية، إذ أعلنت الحكومة المصرية في وقت سابق هذا الشهر طرح كمامات مصنوعة من القماش بسعر خمسة جنيهات عبر مصانع الملابس بمواصفات قياسية من وزارة الصحة، بحيث تكون آمنة وصالحة للاستخدام لمدة شهر، لكن إنتاج تلك الكمامات لم يبدأ حتى الآن.

تلبية احتياجات السوق

نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، قالت في بيان صحفي إن مصر تستهدف إتاحة نحو 30 مليون كمامة شهرياً لتلبية احتياجات السوق المحلي.

مضيفة: “سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة البدء في عملية الإنتاج، حيث سيتم تصنيع 8 ملايين كمامة من القماش كمرحلة أولى”.

فيما أوقف جهاز حماية المستهلك منذ أيام قليلة إعلانات عن كمامات قماش لواحدة من أكبر شركات الملابس الداخلية بمصر، قائلاً إن تلك الكمامات غير مطابقة للمواصفات القياسية.

تكلفة عالية

مجدي غازي، رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية بوزارة التجارة، قال: “بعض المصانع كانت تصنّع بالفعل كمامات من الأقمشة قبل جائحة كورونا لكنها غير طبية وتُستخدم في الوقاية من الأتربة”.

إلى أن يبدأ طرح الكمامات القماش سيضطر المصريون إلى استخدام الكمامات الطبية بتكلفة قد تصل إلى بضع مئات من الجنيهات للأسرة الواحدة شهرياً.

آية مجدي، المعيدة بكلية التربية بإحدى الجامعات الخاصة وتعيش بمحافظة بني سويف، تقول: “تكلفة الكمامات حالياً تشكل عبئاً على الميزانية الشهرية.. ننتظر إنتاج الكمامات المصنوعة من القماش نظراً لتكلفتها المنخفضة واستدامتها”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.