استهداف مدينة سرت .. الوفاق بمساندة تركيا تمضيان لعرقلة الحل السياسي

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفقة رئيس حكومة الوفاق فايز السراج \ Voice of America
0

علت الأصوات الدولية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات استنادًا على المبادرة المصرية التي لقيت ترحيبًا دوليًا واسعًا، إلا أن حكومة الوفاق بمساندة من جماعة الإخوان ودعم تركي استمرت في استهداف مدينة سرت رفضًا منها لأي مبادرة سلام.

وأكد المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، أن قوات الجيش الليبي تمكنت من صد محاولات قوات الوفاق -المدعومة بالمرتزقة والأتراك- للهجوم على مدينة سرت .

وقال المسماري، في تصريحات لـ “سكاي نيوز عربية”، أمس الأحد”إن تركيا تواصل إرسال السلاح والمرتزقة إلى مصراته بإشراف عناصر من الاستخبارات التركية، وجميع مبادرات وقف إطلاق النار التي قمنا بإعلانها استغلتها تركيا والميليشيات لنقل السلاح والمرتزقة”.

يأتي ذلك فيما زعمت وكالة “الأناضول” التركية الذراع الاعلامي لنظام أردوغان، أن سلاح جو الوفاق يوجه ضربات في محيط قاعدة القرضابية بسرت، أنه وبحسب موقع (بوابة إفريقيا الإخبارية) فإن تلك الأنباء غير صحيحة.

آلاف المرتزقة والإرهابيين

وشنت القوات الموالية لحكومة الوفاق بدعم من آلاف المرتزقة والإرهابيين الموالين لتركيا هجومًا على مدينة سرت يوم السبت الماضي، أسفر عن سقوط ما يقارب الـ 50 قتيلًا بين صفوفهم إضافة إلى أسر عدد كبير من قوات الوفاق بينهم مرتزقة سوريين، ناهيك عن تدمير عدد كبير من الآليات والعربات العسكرية.

وقالت شعبة الإعلام الحربي،”إن القوات المُسلحة العربية الليبية أفشلت محاولة مجموعات الحشد الميليشياوي المدعوم من تركيا والمرتزقة السوريين والأتراك؛ للهجوم على مدينة سرت المُجاهدة”.

وأكدت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن القوات المسلحة “تقوم بالهجوم ومطاردة فلول (الميليشيات) بعدما ردتهم على أعقابهم خاسئين متكبدين خسائر كبيرةً في العتاد والأرواح”.

وأشارت إلى أن “المعارك انتقلت في هذا الأثناء إلى ما بعد الحدود الإدارية لمدينة سرت بتغطية جوية من قبل السلاح الجوي”.

تغريدات باشاغا

وتأتي هذه الهجمات مع تصاعد أصوات قيادات إخوانية وتلك المحسوبة على مدينة مصراتة للتحريض عى اقتحام مدينة سرت أسوة بما فعلته المليشيات والمرتزقة بمدينة ترهونة.

حيث قال وزير داخلية الوفاق المفوض فتحي باشاغا، إن قوات الوفاق ستستعيد مدينة سرت، مؤكدًا “أننا لن نسمح بأن تكون سرت تحت أي سلطة باستثناء السلطة الشرعية لحكومة الوفاق” على حد زعمه.

ويأتي تصريح باشاغا في استمرار لسلسلة تغريدات له، توعد فيها بالسيطرة على مدينة سرت بعد فشل دخولها من قبل مليشيات حكومة الوفاق، خلال هجومها الأخير، زاعمًا:”ستكون في حضن الوطن وتحت مظلة الشرعية، ولن نفرط في دماء الرجال من 2011، مروراً بالبنيان والبركان وسرت ستعود دون قيود بعزيمة الرجال بتوفيق الله”.

أهمية استراتيجية

وتعتبر سرت ذات أهمية كبرى بسبب موقع المدينة الاستراتيجي، حيث تقع بين طبرق شرقا وطرابلس غربا، وتعتبر مفتاح السيطرة على ليبيا بكاملها، لكونها نقطة التقاء كافة ربوع المناطق اللبيبة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وقربها من موانئ وآبار النفط الرئيسية الثلاثة البريقة ورأس لانوف والسدرة، فضلا عن أنها تقع في إحدى المناطق الغنية بالنفط بين حقول سرت ومرادة وزلة.

ويأتي إصرار حكومة الوفاق على مهاجمة سرت استقواءا بالدعم التركي الكبير الذي تحضى به بعد أن باتت أنقرة المدير الفعلي للعمليات العسكرية مستخدمة أحدث تكنولوجيات “الناتو” العسكرية ومعولة على آلاف من المرتزقة والإرهابيين المدربين تدريبا عاليا. وقد نجح الخليط الخطير من المقاتلين في اجتياح مدن الساحل الغربي وصولا إلى مدينة ترهونة.

أعمال انتقامية

ومارست المليشيات ومرتزقة أردوغان جرائم كبيرة،حيث انتشرت مقاطع فيديو على الإنترنت تظهر ما تبدو أنها أعمال نهب للمحال، وإضرام نار في منازل عائلات على صلة بقوات الجيش الوطني وداعميها المحليين.

وقالت الأمم المتحدة، الأحد، إنها “تنظر في تقارير عن نهب وتدمير ممتلكات في بلدتين خارج العاصمة الليبية طرابلس”، سيطرت عليها ميليشيات موالية لحكومة الوفاق خلال الأيام الماضية“.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في بيان إن “أكثر من 16 ألف شخص شردوا في الأيام القليلة الماضية في ترهونة وجنوبي طرابلس”.

وقال البيان دون إلقاء اللوم على أي جهة:”التقارير عن اكتشاف عدد من الجثث في المستشفى في ترهونة مزعجة للغاية”.

وأضاف البيان:”كما تلقينا عدة تقارير عن نهب وتدمير ممتلكات عامة وخاصة في ترهونة والأصابعة والتي تبدو في بعض الحالات أفعال عقاب وانتقام تهدد بتآكل النسيج الاجتماعي الليبي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.